http://www.gn0o0n.com/vb/showthread.php?t=2225
الكلام عن الشاعر أحمد الجابري
ما يخص العروض :
مشروع جديد في علم العروض
لا أتذكر أنني قد جلست إلى أديب بحجم هذا المبدع في اللغة والبلاغة والعروض..وكيف لا وهو الذي لديه تحت الطبع مشروع جديد يقدم فيه أسلوباً رياضياً لم يسبقه ـ حد قوله ـ إليه أحد في دراسة علم العروض .
التوافيق والتباديل
اقتنعت بما عرضه على اعتبار أن الرياضيات والموسيقى واللغة أساس العروض وحين بدأ بـ «التوافيق والتباديل» وهي مصطلحات رياضية أجلت محاولاتي لاستيعاب ماكان يتحدث عنه إلى أن أقرأ في الرياضيات ما لم أقرأه بعد الأول الثانوي آنذاك.
حول الشعر :
يرى الجابري أن قصيدة «هيمان» للشاعر الفضول لايمكن أن تكون وهجاً ونغماً واحداً غير متقطع، فهو يرى أن مقطع البداية في القصيدة والمقطع الذي في آخرها ليسا من نتاج اللحظة التي كتب فيها هذا المقطع البديع وسط النص:
وحيث مر الغيم
والسيل سال..
سال..
سال..
فهذا المقطع من وجهة نظره ـ هو الذي جاء متوهجاً وغير متقطع، وماأتى بعده أو قبله إنما هو مقاطع ضعيفة لاترقى قط للإبداع المتوهج، وهكذا فهي ليست من ذات لحظة الإبداع المتوهجة وغير المتقطعة، وهو ما يخالف ما قاله الفنان أيوب بهذا الخصوص حيث أكد أنه لو أضفت أي مقطع من شعر الفضول لأي أغنية أو قصيدة أخرى، فينسجم معه إلى حد ما.
إنماز الفضول بالفصاحة
يثني الجابري على الفضول رفيق دربه في الحرف والحرفة، فقد أشاد بما كانت له من دراية كبيرة بالمتنبي والشعر العربي القديم.
واعتبر تميز الفضول عن بقية شعراء الأغنية اليمنية الآخرين ناتجاً من أنه شاعر فصيح في الأساس.
النزف الروحي
ومثل نزار وغيره من شعراء الدنيا فهو يصر على أن القصيدة يجب أن تنشد وترتل حتى يكتمل إبداعها فإن لم، فتظل ناقصة الإبداع خاصة إذا لم تتل بفم الشاعر نفسه.
حداثة أم غثاثة:؟
رغم ما للجابري من نتاج، إلا أنه مقل في النشر، وهو ينصح دوماً الشباب بعدم التسرع في النشر ..وبالنسبة عن رأيه في حداثة هذا الجيل إبداعياً، اكتفى بالقول: هذي حداثة والا غثاثة؟!
الإبداع بالضوء
بدا لي أن أستاذنا الكبير أحمد الجابري متفرغ للقراءة أكثر..وهو من الشعراء الذين لايكتبون إلا لوجود داع، شرط أن يكون هو نفسه صادقاً تماماً مع الحث أو الداعي مؤمناً بما فيه من تفاصيل.
والشعرــ وفقاً لتعريفه الخاص ـ لايكتب بالحبر إنما ينقش بالضوء ويولد بالمعاناة وينتهي بالوضوح والتدفق النغمي غير المتقطع.
اللغة والصياغة والموسيقى
ويؤكد «ضروري أن يكون للقصيدة هذه الأشياء: اللغة الشعرية ـ الصياغة والبناء ـ والموسيقى» فإذا توافرت في النص فقد آن الأوان للنشر والزهو بالقصيد.
ويشترط أديبنا الجابري ألا يكون النص غامضاً طالم أن الشاعر ليس من شأنه التصوف..فإن كان متصوفاً عذرناه، كونه يعيش في غياب وهي سمة من سمات المتصوفة الذين قد يرون ببصائرهم أكثر من أبصارهم فغموض هؤلاء ــ حد زعمه ـ لا بأس عليه طالما كان الغموض له حد وطالما أنه سينتهي بالوضوح الفني لا الوضوح المباشر.
وأنا مع لا غموض في الشعر ولاعبثية في اللغة ياأبنائي..هكذا يوصي