أمشي بين شطرين من البحر
أرفع عصاه
أضرب فملح يجتاحني
على عتبات موتي
سنة أحيا
وأعواما أموت
تغطيني سعوف نخل
تجرحني نهود
تجرفني ينابيع الجفون
على أوتار كفني
ثرايا جدائل شعورهن المنمقة
بصراخات الدموع
هويتي دماءا
أهدرتها
قلمي أجسادا جررتها
وأوراقي اشواكا غرستها على نسيم الأرض
أرضع من ثدي امرأة تقتل طفولتي
يتخللني ماء
رماد
دماء
نيران
صبايا لونهن كالبحر
بترت أغنياتها السماوية
امتصصت نوطاتها
ومزقت ألحان الحياة
أنا من قتل فيهن
نقاوة الكون
من قطع حبلا
بين السماء والأرض
أنا من بعثر أشلائهن
في ثغور الفضاء الأسود
أنا من أتلف أزهار
الكوكب الأحمر
أنا من أحرق أوتار
الصباح ذات
رماد
جئتكم بالسيف
جئتكم بالحديد
ألما كالهدير الفائض
أعانق النار
أعانق الظلام
أنا من أشعل
القهر
أنا من أحرق أبواب روما
أنا من روض حصان طروادة
أنا من غرس صوته في الصلوات
وأحرق الكتب المنزلة بين أيديكم
أنا دمعة الأنبياء
أنا من قتل عروبتكم
أنا من صنع خطوات الأحجار المنسية
أنا من أسقط جدران يافا
جدران الجولان
أنا الإشتعال
الإنفصال
الإحتراق
أنا الزمن الطاغي في جسد الهدوء
والنشيد
منحناي يتراكض
بين جدائل الموت
أنا السائر بين شطرين من البحر
أنا من أغرق مدينة النور
من هلال الطفولة
إلى حلكة الضريح
مع المقبرة أجيء
مع فوهة الظلام ومعي كتاب السقوط
على ابواب غزة
بأصابعي النارية
أتسلق حزن الماء
وأنتظر الخروج من صخور المدينة
أنا الهارب من كل الصخور
أفتح أنهار الدماء
وأهب طريق الموت
حشرجة الدهر
وأبسط يداي كالأخطبوط
في البحار
في المحيطات
وأنسج للتاريخ خيوط
أنا العذاب … أنا البكاء
كل يوم أموت
على وتر كفن أبيض
واسقط الأيام الخوالي
واسقط سيف صلاح الدين
واخلد التتر
وأحيا كجبل صهيون
لأرسم لوحة الدماء
على مشارف القدس