سيظلّ ياتشرين طيفُك ماثلاً=
حربُ الكرامة خاضها أبناؤه=
سلهمْ بتشرينٍ فكمْ هدموا على=
يومٌ على صدر العروبةِ إنه=
أعطى الأعاربَ بعض ما قد ضيعوا=
فلأنتَ أنتَ قصيدة الوطن التي=
تشرين صرت هويّةً نزهو بها=
حربٌ تذكّر يعرباً في غابر=
عُرفتْ به «ذي قار» بل حطين بل=
في كفّ حافط قد تحوّل باتراً=
حرب هي الأولى التي قد خاضها=
هي وثبة الأحرار ضدّ غواصب=
ذُعر العدى من هولها وتلعثموا=
يا أيها العُرب الكرام إلى متى=
هيا استعدوا فالمنازل في الوغى=
لو لم يكن في العُرب تقصير لما=
ولطالما الأعداء حامت حولنا=
يا ليث هل يأتي الزمان بمثلكم؟!=
يا ابن الأباة ومن أمادَ بعزمه=
إعجاز هذا القرن حرب قادها=
يا شعب إن هجم الزمان فقل له=
وجنوده تمضي لساحات الردى=
صيدٌ إذا وطئت لهيبَ جهنم=
من تربة عربية ما أطلعت=
مرّ الأنام بتربة لمغيَّب =
فأجابهم: من كان مثليَ لم يمت=
بطل ٌمقاتلُ قد توارى في الثرى=
مجد لحافظ راح فيه معطراً=
ما غبتَ حافظُ عن سماء عروبتي=
ضدّ العدا، والشعب بايعه كما=
تشرين ليس نهاية الدرب التي=
وبها نسير لحقّنا بكُمَاتِنا=
بل إنه المصباح أشعل ضوءَه=
كنّا أوائل في النزال ولم نزل =
وبكل فخر مجدَ حافظَ حاملا
لتكون في التاريخ فِعلاً فاعلا
رأس الغزاة ملاجئاً ومعاقلا؟!
عِقدٌ أضاء غوامضاً ومجاهلا
برحى حزيران ولم يكُ باخلا
فيها نباهي أربُعاً وقبائلا
وبها ننيف على الزمان فضائلا
كانوا السنان به وكانوا العاملا
تشرين محمولاً يُعظّم حاملا
عَضْباً يقوّم بالغِرار المائلا
عرب وكانوا في العراك أوائلا
ملؤوا المكان مفاسداً ومشاكلا
فغدا الفصيح بها يحاكي باقلا
نبكي القتيل ولا نردّ القاتلا
أعلى وأشمل في الأنام شمائلا
سبقت شعوب في الكتاب قبائلا
لتقيم في جسم العروبة عازلا
كلّا ولا عرف الزمان مناضلا
بالغاصبين شواهقاً وسواحلا
أسد فأنزل في الغزاة نوازلا
اغرب فليث العُرب جاء مُنازلا
بقوافل تلقى الإله قوافلا
خطواتُهم نبتَ اللهيب سنابلا
إلا كما حملت ظُبىً وذوابلا
فيها فناحوا وقت ذاك الآفلا
أبداً ولو وضعوا عليه جنادلا
فزكا وأطلع للنضال مقاتلا
تشرين يزكو بكرةً وأصائلا
حتى بدا البشار سيفُك حاملا
كنت المبايع قائداً ومناضلا
فيها نخطُّ صحائفاً ورسائلا
ولها نُعدّ عوالياً وفياصلا
أسدٌ لنشعل من ضياه مشاعلا
في ظلّ بشار العظيم أوائلا