بسم الله الرحمن الرحيم
مواساة
إلى الأخت الكريمة ريمه الخاني
ليتها كانت آخرَ الأحزانِ= و ابتداءَ المسير نحوَ الجِنانِ
ليت دمعَ العيونِ يُرجِعُ مَيْتاً=لذرفناهُ حارقاً كلَّ آنِ
و شققنا الجيوبَ همّاً و غمّاً=لرحيلِ الجدودِ و الأخوانِ
إنما الموتُ ، سيفهُ جِد ماضٍ=لا يماري في حدِّهِ الثقلانِ
يصطفي من يشاءُ ربٌّ قديرٌ=لحياةٍ في حضرةِ الرحمنِ
فإذا جاءت ساعة المرء ، خلَّى=خلفَهُ علماً سامقَ البنيانِ
و صغاراً يدعونَ أو صدقاتٍ=جارياتٍ كالنهر في البستانِ
يرحل الأقربون عنا و يبقى=ذكرهم عاطراً كما الأقحوانِ
فامسحي الدمع يا كريمةَ شهمٍ=طيِّبِ الأصلِ ، وارفِ الأفنانِ
لم يمُت من أرسى قواعدَ بيتٍ=شامخٍ بالأذكارِ والقرآنِ
يقتفي ساكنوه سُنَّةَ طَهَ=و يُراعونَ حُرمةَ الجيرانِ
يا ابنة الخاني : لم يمُت من تجافى=جنبهُ عن مضاجع الإنسانِ
قام للهِ خاشعاً في صلاةِ ال=ليلِ يدعو ، فتدمعُ العينانِ
فافرحي "ريمُ " ، إنه في نعيمٍ=عند ربِّ الأنامِ و الأكوانِ
و اصبري ، إنما اصطباركِ بردٌ=و سلامٌ عليه في الرضوانِ