قدميّ نانسي عجرم... بقلم آرا سوفاليان
لا أعرف السبب ولكن... كل ما يسيء للاسبان ولأسبانيا يؤلمني، ربما لأنني عشت فيها وشربت مائها وتنسمت هوائها، وعملت فيها وأحببت فيها وتجولت في لياليها بين المطاعم والحانات والحارات الدمشقية المزينة بأحواض الورود وأهمها الوردة الدمشقية، وسمعت كل أغانيها وفولكلورها ورأيت رقص الفلامينكو وسمعت موسيقاها على القيثارات وتحسستها بروحي ودمي، وقد نقل العرب آلة العود الى اسبانيا فاشتق منها الاسبان آلة الغيتار وطوروها لتتحول الى آلة تعبث بالروح وأضافوا مسألة الهارموني "التناغم والتمازج" بين الآلات الموسيقية وبين الغناء ومزجوا ما بين الموسيقى العربية والاسبانية فكان هناك هجين رائع واسطوري، ولا بد أن القوة والقسوة جاءت مع الفاتحين العرب ومن قبل مرافقيهم وليس من قبلهم أبداً، "لم يعرف التاريخ فاتحين أرحم من العرب" لأن العرب كانوا أقلية في الجيش الفاتح أما الأكثرية فهم من البرابرة والأمازيغ سكان شمال أفريقيا وكانوا بالطبع أشداء وقساة، روعوا اسبانيا وسبوا الشقراوات زرقاوات العيون فنجم عن هذا التزاوج بالاكراه جيل هجين بملامح بربرية وامازيغية وعربية سمراء، وتعلم الاسبان القسوة من الفاتحين الجدد وتعلموا البأس والصلابة وخشونة الملامح وقسوة الصوت وقوة الغناء، وعلى الرغم من عدم معرفتي باصول لعبة التوريرو "مصارعة الثيران" وهي أشد الألعاب قسوة ولا إنسانية...أعتقد ان هذه اللعبة لم تكن أصيلة في اسبانيا على الاطلاق ولا بد انها لعبة وافدة.
في الربع الأخير من القرن الماضي كانت اسبانيا النامية بحق، على مفترق طرق فإما تحسين ظروفها الاقتصادية للدخول في النادي الأوروبي أو البقاء على وضعهاالحالي "المتراجع" ومواجهتها للعزلة، فتنادى المخلصون للاجتماع ووضع خطة تنمية لمحاولة اللحاق بدول اوروبا المتقدمة وبذلوا الجهود المخلصة التي أدت الى ان يكون دخل اسبانيا من السياحة يفوق اجمالي دخول الدول العربية مجتمعة من بيع النفط وكان لهم ذلك.
كانت هناك تعليمات متشددة للمواطنين الاسبان ولكافة الجهات الحكومية الاسبانية بضرورة تأمين كل مستلزمات الراحة للسياح العرب والاجانب وفتح المجال لإجابة طلباتهم مهما كانت ومراعاتهم ومسايرتهم الى أبعد الحدود ومقابلتهم بالابتسامة والدماثة والمحبة والتفهم، حيث لا يمكن سرقة سائح ولا رفع السعر عليه ولا خورفته بإيجار تكسي ولا بإيجار شاليه ولا بيت ولا فيلا ولا فندق.
ولم يواجهنا أحد لا بدوريات الأخلاقية ولا بالمباحث ولا بالشرطة، ولم يضبطنا أحد بالجرم المشهود ولم يعلمنا احد الأدب ولم بتزّنا أحد ولم تفرض علينا الأتاوات ولم يسرقنا أحد ولم يستغلنا أحد، وكانت حقوقنا واضحة وواجباتنا أوضح وعلى العين وعلى الرأس بشرط عدم انتهاك القانون.
وحدثت حادثة مؤسفة سببها تهاوني في اختيار الرفيق...فلقد كان هناك طبّال في الفرقة الشرقية التي جاءت لتعزف بعدنا لإحياء حفل في قصر لأحد الأمراء العرب، جاء هذا الموسيقي ووقف الى جانبي وكنت في فترة استراحة وأشرب فنجان قهوة عربية مليء لأتخلص من آثار فنجان قهوة آخر ليس عربي، ورفع الطبّال يده منفعلاً وكان يحدثني وكنت لا أهتم بما يقوله فطار فنجان قهوتي في الهواء وانسكب شيء منه على بدلتي البيضاء فسارع رئيس المشرفين على الحفلة وهو اسباني بإحضار سبراي التنظيف الفوري وجهد بتنظيف بدلتي وانهمك بالعمل لأن وقت الاستراحة قد انتهى وعليَّ العودة الى منصة العزف.
وتحرش الطبّال بالاسباني وأجبرني على القيام بالترجمة من العربية الى الفرنسية وبالعكس.
قال الطبّال للإسباني: لي صديق في دمشق يشبهك لدرجة غير طبيعية، فأجابه الاسباني بأن هذا ممكن، فردَّ الطبال: إن درجة الشبه هي 100% وليس 99% وأن هناك في الأمر سر، فأجاب الاسباني: ليس لي أشقاء في الشام ولم تغادر أمي بالانسيا ولا مرة في حياتها وطلبت منها ان تحضر الى هنا لزيارتي فاعتذرت بسبب بعد المسافة فقال الطبال: ربما حدث هذا بسبب المصاهرة بيننا نحن أهل الشام في حقبة فتح الأندلس وبين نساؤكم وقت ذاك، فرد الاسباني بأن هذا ممكن، فقال لي الطبال: قل له بأننا تزوجنا كل نسائهم في تلك الفترة... وعندها توقفت عن الترجمة فتحدث الطبّال بلغة الإشارة البذيئة وأفهم الاسباني الفكرة بشكل دقيق ومبتذل بشدة وتوقعت أن تكون ردة فعل الاسباني عربية ولكن نظر إليَّ وقال: صاحبك يقصد أن يقول بأن العرب تزوجوا كل نسائنا في تلك الفترة... فترددت ثم اعتذرت وقلت له نعم قال ذلك ولكن ارجو من حضرتك ان لا تهتم بكلامه فهذا الشاب من بيئة فقيرة وغير متعلم.
فابتسم الاسباني وقال: تقول لي معلوماتي ان العرب الذين جاؤوا الاندلس كانوا ملوك وأمراء بني أمية في ذاك الزمان فأرجوا أن تسأل صاحبك إن كان على علم بذلك؟ ...وترجمت السؤال بدقة فقال لي الطبّال إنه يعلم ذلك فقلت للإسباني: يقول لك أنه يعلم ذلك...فقال لي الاسباني إذاً قل لصاحبك أننا نحن هنا ننحدر من سلالة الملوك والأمراء... وذهب مبتسماً وهو يحمل الأدوات التي نظّف بها بدلتي.
وصعدت الى الستيج وأنا أخفي وجهي بيدي فلقد أحسست بالتضاؤل الى أقصى درجة.
وبالمثل هناك حادثة ثانية مشابهة حدثت لي في دمشق في العام 1972 وكنت من طلاب الشعبة الاولى في الصف الحادي عشر في ثانوية أمية وكان مدير المدرسة هو الاستاذ حكمت الساطي وكان رجلاً متقدماً في العمر يدرسنا مادة القومية... وكان في مدرستنا طلاب يشكلون فرق موسيقية غربية وانا واحد منهم وكنت عازف أورغ وفرقتي اسمها البلاك ايجيلز وأفرادها جورج مارديني مغني ورياض دياب ورامي جبري صولو غيتار واوسكار آريسيان بيس غيتار وأنطوان جين كابابيان درامز وهناك فرقة ثانية تدعى الباستورز وأفرادها سامر بغدان مغني وفوزي دكر صولو غيتار وعدلي دكر باص غيتار ومروان دمر درامز وعصام برباري أكورديون أما الفرقة الثالثة فكانت بكلوريات سليم دكر واسامة زعرورة ومحمود ميداني وفؤاد عوض ولورنس قلام ... وكانت هناك حفلة وود ستوك على السطح في مدرسة الآباء العازريين في باب توما تتولى فيها الفرق الثلاثة العزف والجمهور يحدد ترتيب الفوز.
وعلمت المدرسة كلها بالحفلة وكانت في احدى أيام الاحد من شهر نيسان، ففرغت ثانوية أمية من طلابها في ذلك اليوم إلاّ قليل، وأخذت فرقتنا المرتبة الأخيرة فلقد كنا جدد ولا نعرف العزف ولكننا اشتركنا في الوود ستوك وكان هذا حدث رائع بالنسبة لنا.
في صباح يوم الاثنين وفي الحصة الأولى والدرس كان قومية والمدرس هو السيد المدير حكمت الساطي وكان قد علم بما حدث في اليوم السابق وعرف المتسببين، طلب مني الوقوف فوقفت فقال: بالنسبة لي الموسيقى الغربية هي كلب ذيله تحت قدمي اليمين وقطة ذيلها تحت قدمي اليسار أضغط يميناً فأسمع عواء وأضغط يساراً فأسمع مواء...هذه هي الموسيقى الغربية.
وأشار لي بيده أن اجلس فجلست على راحلتي وأنا أخفي وجهي بيدي فلقد أحسست بالتضاؤل الى أقصى درجة.
كتبت هذه المقدمة بسبب مقال قرأته في عكس السير... يتحدث عن خوسيه جالفيز المغني وعازف الكيتار الاسباني الشهير الذي لم يجد وسيلة للتعبير عن اعجابه بصوت وجمال نانسي عجرم إلاّ بأن ينحني ليقبل قدميها... وقد فعل ذلك بدون ارادته لأن الدم الذي يجول في عروقه هو دم عربي وقد رضع مع حليب أمه الموسيقى العربية وأحبها منذ صغره، فتغلغلت في روحه وسمى بها وسمت به، وجاءت عجرم بسحرها وسحر الشرق وموسيقى الشرق لتذهب بروحه، ولأن تصرفه هو رد فعل طبيعي وعفوي لا يحاسب عليه أحد حيث هو وحيث هي بلده بعكس ما حدث له في صحفنا الالكترونية " عكس السير" حيث تم نشر عرضه بالمنشار وتمت مناوشته بالسباب والتعليقات التافهة والمخجلة التي لا يستشف منها إلاّ شيء واحد وهو أننا أبعد الناس عن الحضارة.
أما الجزء المهم من المقال فهو الآتي وقد تم بعده ادراج التعليقات المسيئة كلها ثم أدرجت تعليقي.
بالفيديو .. المطرب الإسباني خوسيه جالفيز يقبِّل قدم نانسي عجرم في برنامج "Coke Studio"
فوجئت المطربة اللبنانية نانسي عجرم بالمطرب الإسباني الغجري "خوسيه جالفيز" يقبل قدميها بعد انتهاء وصلتهما الغنائية، في برنامجCoke Studio، رغم محاولات نانسي منعه من تقبيل قدميها.
وكانت نانسي انتهت من تسجيل أغنيتها "حالي حال" مع خوسيه، ووسط تصفيق جميع الحاضرين خلال حلقة برنامج "كوك ستوديو"، قرر الفنان الإسباني التعبير عن إعجابه بأداء نانسي بطريقته الخاصة ونزل مسرعًا على قدميها لتقبيلهما.
أما الفنان "خوسيه جالفيز" فأكد انه لا يستطيع العيش دون "الفلامينغو"، واعتبر أن التجربة التي ستجمعه مع نانسي ستشكل قنبلة فنية، وأشار إلى أن نانسي فنانة مرهفة الإحساس وقريبة من الجمهور.
الاسم : أبو عبدو... العنوان : معلم ... رجاء نانسي تاني مرة لبسي كلاشة او شحاطة
مشان يبوس الاصابيع اللي متل الفستق
الاسم : من اولها مركزين على رجليها... العنوان : قلة شرف... من اول شي مركزين على رجلين نانسي مبين انو الشغله مدبرة مسبقاً
الاسم : molham ...لك يسلملي اللي خلئا شو حلوووة وشو بيلبق عليها هالاحمر هاد
لك انا بموت فيها :
الاسم : M R...العنوان : ليش لاء...لاتفهموه غلط بيجوز كانت على وضوء من شان هيك ما قبل ايدها وقبل قدمها.
الاسم : أبو وليد الحلبي... العنوان : رضاك يا نانسي... يا رضا الشيطان ورضا نانسي
الاسم : عفره العنوان: الجعارة ... صوته مثل الجعاره يخرب بيته صحي جعاره عيب يغني اويمسك مايك
الاسم : Sawsan... العنوان : كوكا وبس ... والله بحب نانسي و بحب كوكا كولا
الاسم : انا... العنوان : سمعو على هالشوفة... تبوسك حية الهي ومولاي انتا وهيي
الاسم : أبو شاكر... العنوان : هاي شكون ... مثل ما يقولون عدنا بالدير ......
لعاش عمرك كوشت نفسي أنت و هالموديل المقرفع.
" ومعنى التعليق باللهجة الديرية : انشاء الله تموت قرفتني انت وشكلك المقرف.
الاسم : tello... العنوان : شي بيقرف ... نزل لمستواه وقميتو
الاسم : zaher-live@hotmail.com ...يمكن بكرا بدها تدخلوا الجنة قدم نانسي
يضرب منو لإلها شو تشتوش وتافه ومرضان ومقرف.
الاسم : مواطن ... يع
الاسم : مذلة...العنوان : هههه ...اي شو هل مصخرة نحنا و العالم كلو عم يتطور وانتو عم تتخلفو
الاسم : خلخال... العنوان : نيالو ... والله انا حسدتو على هالبوسة...
انا على طول بحلم باني بوس رجلين نانسي و رجلين كل البنات الحلوين
الاسم : يارا... العنوان : قرف ... مين منعك روح بوس رجليها ههه
الاسم : ابوسسسسسسسسك... العنوان : يا هيك النسوان يا بلا ... تقبر قلبي شو بحبها
انا ببوسها كلها....
الاسم : مطرب... العنوان : الى خلخال ... تعا بوس صرمايتي اذا مشتهي بوس الصرامي على مستواك
الاسم : سس... العنوان : نيالو ... ياريت انا مكان هالمطرب مع نانسي
الاسم : أفلاطون...هذا الزمان يليق بهؤلاء القوم , وهؤلاء القوم لهذا الزمان ..بس ليش هالخوسيه الغجري الأزباني الجعاري كان عم يعوي بصوت عالي ما عرفت ؟ عجب شافلو شي عظمة على المسرح ؟
الاسم : آرا سوفاليان
العنوان : للأسف
لا يمكن أن نكون حضاريين ولا مرة واحدة... هذا المغني يغني وفق الطريقة الأندلسية العربية الغجرية الغربية وهذا النوع من الموسيقى والغناء نقله العرب الى الاسبان وهو يجري في عروقهم حتى اليوم بدون ارادتهم، وهو غناء صعب جداً لأنه مزيج من الغرب وسحر الشرق مع استخدام الهارموني الرائع الغير موجود إلا في الموسيقى الغربية... هذا الرجل سحرته الفنانة القادمة من الشرق وقد انفعل بدون إرادته لأن سحر الشرق يجول في دمه ... إن تسفيه عبقريته من قبل من لا يعرف هذا النمط من الموسيقى والغناء يعتبر الحكم على شيء ما دون علم أو دراية وهذا فيه ظلم وتخلف فيجب علينا احترام تراث كل الأمم لنكون على الدرجة الأولى فقط من سلم الرقي والحضارة الذي وصل الاسبان أو كادوا ان يصلوا الى آخر درجة فيه.
وعلى الرغم من ان كل تعليق مذيَّل بالمحددات الآتية: [أعجبني التعليق ] (0) [لم يعجبني التعليق] (0) [التبليغ عن اساءة] فيبدوا أنه وعلى الرغم من حدوث ألف إساءة فلم يبلغ أحد غيري عن وجود أي إساءة.
وتوقعت ان تنتهي التعليقات عند هذا الحد بعد نشر تعليقي ولكن الذي حدث هو العكس فلقد خرج لي من خلف الكواليس من خرج يرفع قبضته الحديدية وكتب ما يلي:
الاسم : ZAher... العنوان : نانسي وخوزيه جوز صرامي ... يئطع عمرهن بجميع المقاييس والمعاييير العالميه والمحليه والارباطيه نزعوا دين الغنيه جوز الصرامي عليِّ الحلال شكله يهودي مو اسباني ابدا ، أما الخانوم فلابسه كعب 150 سم .
الاسم : مصدوم العنوان : سؤال ... عجب باس فردة ولا التنتين وعجب باس القندرة ولا رجلها حرام مشان ما يضل حسرة بألبو.
وبعد قراءة هذه المقالة لم أعرف لماذا قفزت الى ذهني تلك الحادثتين الطبّال العربي والنادل الاسباني والمترجم من جهة، وحادثة الموسيقى الغربية والكلب والقطة ومدير مدرستنا من جهة أخرى، فأدركت أننا لم نكن ولا يمكن أن نكون حضاريين ولا لمرة واحدة في حياتنا المتعبة
آرا سوفاليان
arasouvalian@gmail.com
دمشق الثلاثاء 17 04 2012