ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻗﺪ ﺩﻫﺴﻪ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ .
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ، ﺇﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ .
ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﺷﻖ ﺟﺴﺪﻩ ﻧﺼﻔﻴﻦ، ﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﻒ
ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﺻﻄﺪﺍﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ، ﻻﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎ ( ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ)
ﻧﺼﻒ ﺟﺴﺪ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺑﺸﺪﺓ، ﻳﺮﻭﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻧﺎﺑﺾ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ، ﻳﺮﻭﻥ ﺭﺋﺘﻪ
ﺗﺘﻨﻔﺲ، ﻻﺯﺍﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺣﻴﺎ !
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻨﻪ، ﺣﻤﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ، ﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃذﻧﻴﻪ، ﻗﻞ:
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﻞ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻫﺘﺰ ﺟﺴﺪﻩ ﺃﻛﺜﺮ، ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﻭ ﻳﻨﺘﻔﺾ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻬﺎ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺳﻜﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﻭ ﺳﻜﻨﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻭ ﻓﺎﺿﺖ ﻟﺒﺎﺭﺋﻬﺎ، ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺘﻰ .
ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ !
ﺻﺎﺣﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﻣﻼﺀﺓ ﻧﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻧﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﻭﻧﺤﻀﺮ ﺑﻘﻴﺘﻪ .
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺩﺍﻣﺲ، ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﺤﻞ، ﺃﺿﺎﺀ ﻓﺘﻴﺔ ﺃﻧﻮﺍر ﻫﻮﺍﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ .
ﺣﻤﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ ﻣﺠﺎﻭﺭ ﻟﻠﻤﺰﻟﻘﺎﻥ، ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺃﻭ ﻳﺮﺷﺪ ﻟﻤﺴﻜﻨﻪ .
ﺃﻣﺴﻚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ، ﺛﻢ ﺻﺎﺡ، ﻳﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍ ﺍﻟﻠﻪ!!!
ﺇﻧﻪ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ، ﻋﻠﻰ ﻳﺪه اﻟﺼﻠﻴﺐ
ﺣﻤﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﺃﻧﺘﺮﻛﻪ ﻭﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ؟ ﺃﻧﺘﺮﻛﻪ ﻷﻫﻠﻪ ﻭ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ؟ !
ﺣﻤﻠﻮﻩ ﺟﻤﻴﻌﻢ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭ ﺑﻜﺎﺀ، ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﺘﻲ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﺎﺕ ﺑﻘﺮﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ!
ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻃﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ: ﺳﺘﻌﺠﺒﻮﻥ
ﻣﻤﺎ ﺳﺄﺫﻛﺮﻩ، ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ،
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻲ
ﻳﻌﺸﻖ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ!
ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻭﻳﺤﺐ ﺳﻤﺎﻉ ﻗﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ !
ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻓﺄﺟﺪﻩ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻀﻊ ﺳﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﻲ ﺃﺩﻧﻴﻪ
ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻴﺠﻴﺐ: ﺃﺳﻤﻊ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ، ﻓﺄﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺃﺿﻊ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺎﺕ ﻷﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎﻩ ﻭ ﺃﺯﺟﺮﻩ ﻭ ﺃﻋﻨﻔﻪ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ
ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺳﺄﻗﺘﻠﻚ،
ﻗﺎﻝ: ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ، ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺘﻠﻲ ﻭ ﻟﻦ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻌﻲ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ !
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺮﺡ ﺧﺎﻟﻄﻪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻸﺏ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻡ :
ﺍﺑﻨﻚ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻧﻄﻖ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﺛﻢ ﻣﺎﺕ، ﻧﻄﻖ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ
ﻭﻫﻮ ﺑﻨﺼﻒ ﺟﺴﺪ !
ﺍﻷب ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻡ ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﻬﺪ ﺑﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺑﻪ ﺍﺑﻨﻲ، ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺱ ﻭ ﺯﻓﺎﻑ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﻨﺎﺯﺓ .
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻬﻠﻠﻮﻥ ﻣﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ،) .
ﻭ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
اللهم احسن خاتمتنا
قصة حقيقية شاهدها الشيخ محمد الصاوي وألقاها في محاضرة..