منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الإسلاموفوبيا

  1. #1
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419
    في الإسلاموفوبيا:

    الإسلاموفوبيا اتجاه أيديولوجي صهيوني ماسوني منتشر عبر مختلف بقاع الكرة الأرضية، وجد ضالته حيث المدنية الغربية والتقدم العلمي والتكنولوجي وكل مظاهر ومنتجات الحضارة الحديثة والمعاصرة البرّاقة المحتكرة من قبل الأقوياء في مقابل تخلّف وانحطاط الضعفاء، كما احتضنته الشعوب والأمم المتخلّفة المغلوبة على أمرها في العالم الثالث مولعة بتقليد الغالب وإتباعه ولو على حساب هويتها وقيّمها وكرامتها.

    يربط اتجاه الإسلاموفوبيا كل ما هو قبيح وسيئ وشرّير بالإسلام وبالمسلمين. يربط الإسلام بالإرهاب والتخلّف والرجعية والظلامية، ولا يعني الإسلام في حياة المسلمين سوى إقامة الحدود، والبطش والقتل والصلب على جذوع النخل، والسبي وقطع الأيدي من خلاف، واحتقار المرأة واعتبارها مجرد حيوان للتشهي الجنسي، وزنا المحارم، واستبداد الحاكم مع طاعته طاعة عمياء، والإعراض التّام عن منتجات الحضارة الغربية المادية والفكرية، والإقبال على الحياة على القديم والتراث بعيدا عن المجتمع المدني المعاصر وغيره، مما جعل الإسلام يعيش في عزلة تامة، بعيدا عن التطور الحاصل في العصر في جميع مناحي الحياة، ولم يستفد مما وصل إليه العلم وما قدّمته التكنولوجيا.


    لما اقترن وجود الإسلام والمسلمين بهذه الأوصاف والنعوت وتمّ الاستدلال على ذلك بواقع العالم الإسلامي المأزوم المتخلّف في النظر والعمل يعيش التناقض بين الخطاب والممارسة، وبما يفعله ممن يُحسب على الإسلام وعلى المسلمين من حركات جهادية تكفيرية، وصار الإنسان المسلم مضرب المثل في السوء في تفكيره وتصرفاته، الوضع الذي جعل الخوف من الإسلام ضرورة وحاجة ملحّة، بعدما روّج أهل الفكر والثقافة والعلم والإعلام والسياسة والعسكر وغيرهم لهذا المسعى وساندهم الكثير ممن يُحسبون على المسلمين تملّقا وتقرّبا من أسيادهم. والوحي يؤكد قرآنا وسنّة والتاريخ يشهد والواقع يثبت أنّ الإسلام من كل ما ذكرنا براء وللحق والعدل والحرية سائر ما ينفع البشر ولاء، وأنّ رسالته سمحة هي إسعاد البشر وليس شقوتهم.

    إنّ ما يفعله بعض المسلمين من أفاعيل ويثير مخاوف وكراهية وبغض الإسلام والمسلمين عامة في العالم الإسلامي وخارجه لا صلة له بالإسلام الصحيح فهما وتنفيذا في المستويين: العقيدة والشريعة، ولا نعجب من مسعى الإسلامفوبيا لدي بعض المتأسلمين لأنّهم قوم تبّع ليس لهم في إعمال العقل شيء ولا في الفهم الصحيح للدين، لا يهمهم سوى إرضاء أسيادهم في الخارج، ولا يمثلون سوى أنفسهم، لأنّهم يعلمون أنّ الإسلام في روحه وجوهره نظيف طاهر من كل الشوائب التي تودّ بعض الجهات في الغرب والشرق تعكير صفو عقيدته المتينة وشريعته القوّية السمحة بها. وأعجب للموقف السلبي لهؤلاء في الغرب الأوربي وفي غيره من علماء وساسة ومفكرين ومثقفين من الدين الإسلامي، حيث التحضر والمدنية وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والتقدم العلمي والتكنولوجي، كما أعجب لنظرتهم القاصرة والمسيئة إلى الإسلام والمسلمين وهم أهل علم وفكر وثقافة.

    إنّ منابع الإسلاموفوبيا هي العولمة الشرسة التي لا مكان فيها للضعفاء في العالم ولا تعترف إلاّ بالأقوياء، والأمركة المتصهيّنة التي كشّرت عن أنيابها وطغت وتجبّرت فالتهمت وتلتهم كلّ من يعترض طريقها في اتجاه مصالحها، فاحتلت الأرض وانتهكت العرض ومنعت حقّ الحياة وسلبت الإنسان حريته وكرامته، واليمين الليبرالي المتطرف وما أحدثه من فجوة عميقة بين الروحي والمادي، والحركة الصهيونية العالمية، والحركة الماسونية وغيرها. أما الظواهر المرضية المرتبطة بالمسلمين وبحياتهم اليومية فرقا وشيّعا وحركات تكفيرية وجهادية فالإسلام الصحيح منها براء.

    والحل في مواجهة خطر الأسلاموفوبيا هو العمل من طرف علماء الأمة العاملين بعلمهم والعمل من طرف المسلمين بممارساتهم لتجفيف منابع التحريض على الإسلام وكراهيته بتقديم الإسلام الصحيح علما واعتقادا وفقها وشريعة وسلوكا وممارسة.

    أمّا عن الإسلام الصحيح فأروي القصة التالية لعلّ فيها شيء من الحقيقة الضائعة: "التقى عالم شيعي بعالم سنّي في ملتقى وطرح أحدهما قضية الفرقة الناجية في الحديث الشريف المعروف. أجاب السنّي: يا صديقي الشيعي حسب الحديث أرى: بأنّه لا أنا ولا أنت من أهل الجنة. أجاب الشيعي: يا صديقي السنّي أرى: أنا وأنت من أهل الجنة لأنّ الجنّة للأخيار الأطهار الأبرار من الشيعة وللأخيار الأطهار الأبرار من السنّة وأحسب أنا وأنت من الأخيار، لأنّ الله واحد والإسلام واحد والدستور واحد – القرآن الكريم – والنبي واحد.

    الإسلام يلتقي مع العقل السليم في الفهم والفكر والعلم ويضمن مصالح الجميع، الفرد والمجتمع والدولة والأمة والإنسانية، ويؤسس لمكارم الأخلاق، فيجمع بين الأرض والسماء والدين والدنيا والسياسة والأخلاق والنظر والعمل فلا تناقض ولا تعارض ويؤسس للتواصل لأجل التعارف والحوار والتسامح، فلا إسلام خارج هذا النسق وهذا السياق.

    إنّ همّ أمتنا وخطورة أزمتها وواقع حالها في عالمنا العربي والإسلامي الممحون في ما هو مسلّط عليها من الداخل والخارج من عار جامد وخطر شديد وشرّ مدمّر على البشر والشجر وحتى الحجر، تمزّق جغرافي وتشرذم طائفي اثني وانقسام سياسي وتشتّت ديني ومذهبي واقتتال جهوي عروشي وتناحر عشائري وتخلّف وانحطاط ثقافي وفكري وفساد اقتصادي واجتماعي، والحل الوحيد هو العودة إلى القيّم الأخلاقية العليا وتحريك العقل والإرادة والفعل في اتجاهها وبالتأكيد يحصل الإقلاع في اتجاه تجاوز الأزمة وصناعة المجد.
    http://boudji.extra-blog.net/

  2. #2
    أستاذنا العزيز مانراه اليوم عبارة عن فرق دربتها الصهيونية على غفلة من الرقابة وفي زوايا الظل من الدول العربية لتظهر لنا شبحا بعد ذلك وهي الان نتائج(قد قدك لها الدكتور عبد الوهاب الجبوري في قسم اللغة العبرية),هي طبخة غربية امريكية صهيونية بامتياز ومانفعله نحن جميها تصحيح بوصلة لاصوت لها اعلاميا الا عبر قنوات ضيقة ,ويحق لنا الصراخ فالصمت هنا موت..
    شكرا لك.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    شكرك دكتور بوبكر على هذا المقال الجيد والمفيد , وأحب أن أضيف كلمة أقول فيها , أين الإعلام العربي المسلم على حقيقته وهويته الصحيحة , ليدافعوا عن الإسلام بالكلمة المقرونة بالصور والفيديو , ليبرهنوا للعالم بأن الإسلام نقي ونظيف وبريء من الدعايات الصهيونية , والعربية الصهيونية , أين هم ؟ وفي أي زاوية يختبئون ؟ إنني أصبحت أخشي على نفسي من أن أقول ( أنا مسلم ) لأنهم وصفوني بالإرهابي ظلماً وعدوانا , وما تقوم به بعض الجهات المسلمة ما هو إلا تأكيد للفبركة الصهيونية , أسفي على هذا العصر الذي نعيش , حيث أصبح المسلم خليط بين جهويات تارة وبين طائفية تارة أخرى , والأغرب من ذلك , كيف يكون تصور الشباب حول إسلامهم , وإلى أي فئة ينتمي أحدهم ليدخل الجنة , لقد أصبح السني يموت على يد الشيعي , والشيعي يقتل على يد السني , ثم ظهرت طوائف أخرى تدعي الإسلام والإسلام براء منها , شيء مؤسف ومحزن وليس لنا إلا الله .
    تحياتي أخي الدكتور بوبكر

المواضيع المتشابهه

  1. على الرغم من الإسلاموفوبيا
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-17-2016, 04:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •