أشرقت لنور وجهك الظلمات يانور السموات والأرض
هشام الخاني
كم هي كبيرة نعمك علينا يارب أن هديتنا للدين القويم. وكم هي واسعة أفضالك علينا عندما تشرفت هامات رؤوسنا بالعبودية والسجود بين يديك. وكم أنت كريم عظيم أن أسبغت نعمك علينا فأردت لنا الدين الحق لنعيش في غمرات السعادة في الحياة الدنيا. ولم تقف أفضالك عند هذا الحد ...بل جعلت في اتباع نهجك القويم الذي فيه سعادتنا جزاء عظيما في حياة دائمة ï»»ينتهي أمدها وï»»ينفذ نعيمها. ثم توجت كل هذه اï»·فضال بزيادة عن سائر الحسنات واï»·عطيات بأن كشفت لمن أسعدتهم باليقين والطريق المستقيم ... كشفت لهم عن وجهك الكريم لينظروا اليه، فأمسوا بنعيمهم هذا وكأنهم لم يعاينوا نعيما في الجنة قط.
يا أهل العقل ...لئن كان مجرد التفكير في الجنة ينضر الوجوه ويسعد النفوس ليرفعها فوق خيال كل العالمين، فكيف برؤية جمالها ونعيمها؟ ثم كيف باﻹقامة فيها؟ ولئن نولنا المنعم الكريم الجنة بفضله ورحمته، فهل الجنة هي اï»·جمل أم وجه مبدعها ومنشئها الذي أوجد كل هذا الجمال بالمشيئة وفي لمحة؟
فكروا في الأمر وقاربوا، واعلموا أنه خلقنا ليكرمنا ويسعدنا ï»» ليشقينا ... فهو الذي يلهمنا الرشد ليهدينا، وهو الذي يكافئنا على أعمال كان هو السبب في التوفيق إليها. وإن خسارة الدنيا (بزيفها وزخرفها الزائل) لصالح الآخرة هي كسب حقيقي، فالكسب والعطاء يكون بالدوام وليس بالزوال.
....