| العلاقات الخارجيه للدوله الصفويه في عصر الشاه عباس الملقب بالكبير ( 1587 - 1629 مـ ) |
مشهور لدي الجميع ما فعله الشاه إسماعيل الصفوي من تغيير و محاربه للهويه السنيه لبلاد العجم (فارس) بحد السيف في بدايات القرن السادس عشر ، و لم يكن فعله هذا بأقل مما اقترفه حفيده الشاه عباس و الذي يعد هو الاخر من أقوي حكام فارس ممن ينتسبون للأسره الصفويه من حيث عزيمته في محاربته لممالك الاسلام السني سواء كانت الدوله العثمانيه أو دولة المغول المسلمين بالهند أو حتي الاوزبك في شمال ايران .
و قد كان هذا الشاه عالي الهمه في تطوير الجيش و الاسطول الفارسي و كان في ذلك مستعيناً بآل شيرلي المغامرين و الرحاله الانجليز الذين كانوا من أخص الناس به أكثر من أي أحد من رجال بلاطه بل و كان يعتبر السير توني شيرلي بمثابة أخ له فيقول عنه في احد الخطابات التي حمله إيها ضمن البعثه التي وجهها عباس لملوك أوربا " و نحن نعده في ايران - أي شيرلي - أخاً عزيزاً و نأكل معه في طبقاً واحداً و نشرب معه في كأساً واحداً " و قد جعل شيرلي علي رأس هذه البعثه و صحبه أحد أكبر قيادات القزلباش التركمان و هو المدعو حسين بك بيات .
و قد إرتحلت هذه البعثه للكثير من البلاد الاوربيه و منها روسيا و ألمانيا و روما بإيطاليا حيث مقر البابا و منها إلي إسبانيا .
اللافت للنظر أن جميع مراسلات عباس للدول الاوربيه لم تخل من معاني النصح و الموده فيما بينه و بين ملوك النصاري و في المقابل كانت تحفل بمعاني الكراهيه و وجوب التعاون و الاتحاد و الوقوف وقفه واحده في وجه العدو المشترك ( الدوله العثمانيه ) !!!
مما يلفت النظر أيضاً في هذه الرسائل هو ترحيب عباس بالبعثات التبشيريه التي ترغب في الارتحال إلي فارس للتبشير بالمذهب الكاثوليكي و هو أمر طبيعي أن تسعي أوربا أوربا لذلك أما بالنسبه للصفوي فمن الواضح من سيرته أنه كان تماماً كسالفيه من حيث تضييع شرائع الاسلام و لو حتي علي مذهبه و الذي يدعون التعصب له ، و كأن القوم لم تكن لهم مله سوي عداء السنه و أهلها و لو بأي طريقه .
و في النهايه يجدر أن نشير إلي أن شيرلي المذكور هنا قد افترق عن البعثه بعد أن فضح أمره بسبب بيعه جزءاً من الهدايا التي أرسلها عباس لبابا الكاثوليك و اتجه إلي البندقيه و لم يعد مطلقاً للبلاط الصفوي .
في مشاركه لاحقه نبين بعض وقائع البعثه في محطتها الاخير اسبانيا و التي لم تخل هي الاخري من مزيد من الطرائف الصفويه ... تابعونــا
_________________________________________
* الصوره من رسم فارسي لعباس الصفوي
أ.س