الأسدي ، مات وحيدا وبيعت جثته بخمسة دولارات
--------------------------
توفي خير الدين الأسدي في عام 1971 ( وهو من مواليد عام 1900 ) وكان وحده في منزله في يوم شتوي بارد عاصف ثلجي ، فلم يكن في جنازته على ما روي لي غير الكاتب الصديق وليد إخلاصي وحفار القبور ، وفي اليوم التالي علمت بلدية حلب بموته ، وبادرت للاهتمام بقبر الفقيد الموسوعي الكبير ، ولكن حفار القبور تجاهل معرفته بقبر فقيد البارحة الأقطع الفقير الذي لم يخرج في جنازته أحد ، ولكنه اضطر بعد جدل وتحقيق أن يعترف بأنه باع الجثة لطلاب كلية الطب بخمس وعشرين ليرة ( نحو خمسة دولارات آنذاك ) ولعل أهل حلب ومثقفيها أحسوا بخطر ما حدث فبادروا إلى المطالبة بالاهتمام الرسمي بالرجل الذي ضاع في الدنيا ولكنه لم يضع في التاريخ والوجدان ، فبدأ الاهتمام وتصاعد حتى رشحت وزيرة الثقافة في مطلع الثمانينيات الراحل خير الدين الأسدي لنيل وسام الاستحقاق السوري .
د.رياض نعسان آغا