منام وانتقام
ترى هل تتحقق أحلام اليقظة وإلى أي مدى؟
كثيرا ما كانت تقع فريسة لأحلام اليقظة وتسرح بخيالها إلى أبعد الحدود ولكن حلمها في ذلك اليوم كان مختلفا...
تناولت سالمة عشاءها قبل المغرب وكان وجبة دسمة أثقلت على معدتها فلم تستطع حراكا و سرحت بخيالها والنعاس يداعب أجفانها وهي مستلقية على الكنبة الكبيرة في غرفة الجلوس تشاهد التلفاز وكأن رأسها قد التقط جميع محطات الإرسال دفعة واحدة فأخذ يسجّل على شريط دماغها حوادث مختلفة و كوابيس يعكسها أحلاما تٌعرض على مسرح غرفتها متداخلة متشابكة لا يعرف لها بداية من نهاية ومع ذلك كانت قادرة على أن تسترق النظر إلى بعض العروض التلفزيونية بين الحين والآخر. وفجأة اختفت كل المشاهد عن ناظريها واحتل شاشة فكرها كابوس والعياذ بالله، لقد رأت كمن يرى النائم في المنام وهي مازالت مستيقظة حلما رهيبا: شعرت بأن شخصا ما فتح باب الدار بهدوء و جعل يمشي في الصالون باتجاه غرفة النوم وهي تستمع إلى خطواته وقد التصقت بالسرير وتسمرّت تحت اللحاف حتى دخل عليها واقترب من سريرها والسكين تلمع بيده، يريد أن يطعنها في صدرها فخافت كثيرا وعقد الخوف لسانها للحظات وكان الظلام قد انتشر في غرفة الجلوس واسوّد اللون الرمادي وعندما نهضت لتنير المصباح رأت شيئا ما يلمع في الظلمة وقبل أن تصل أصابعها إلى الزر الكهربائي تحوَل الحلم إلى حقيقة وسال دمها على أرض الغرفة و لم تعد تحلم أبدا…….
ذنبها أنها تلاعبت بمشاعره كثيرا ثم رفضته وخدشت كبرياءه وحرضته بأفعالها على الانتقام، لقد استجرّته إلى جريمة هي فيها الشريك الأول، أما هو فقد سقط صريعا إلى جانبها وقد سال دمه غزيرا وامتزجت الدماء..... سامحها وسامحته وتحررت الأرواح.
كتبتها سناء الخاني