دوَجَعٌ رَمَادِيٌّ
النور أعلن فرصة لنجاته=من غاسق أودى ببدر أناته
في لحظة المزن الحفي بتربة=بذرت له المرحى على شرفاته
فأتى السحاب إليه يحمل بيدرا=بيد وسنبلة وعزف رعاته
عثروا على وتري الجريح بغيمة=ودمي عليه يسيل من لهفاته
متأبطا خجل الطريق ووجهه=لمح الأخوة في رحال ولاته
فاقطف عنان الانتظار بساعة=مجنونة الميناء من رغباته
واعقد وشاح الصبح حول بزوغه=ليدور نجما عاشقا شذارته
واخلع عليه من الضفاف رواية=بدوية منسوجة بفلاته
وبحسب توقيت الغياب تلونت=ذكرى نوارسه بلون شتاته
متلهفا للسير خلف قصيدة=عذراء ترسم خطوة لبناته
بين الهدى والصوت تمرح غصة=والشوك يبقى عالقا بلهاته
ليلي يمارس وحشتي بحفاوة=أمضي بها حتى شفا آفاته
وعليه من أثر الحرائق آهة=ريفية خاضته من شهقاته
من أي نائبة أضفت لخيمتي=وجعا رماديا على نكباته
حزني الذي ربيته حتى استوى=نارا ستفطمه يدا غاباته
شبح التعاطي كربتي أدمنتها=بجنون شعر حملت بلغاته
عن بكرة التهميش كل دفاتري=ملئت بعشق غارق بهداته
ومرارة الأحلام يضمرها فم=يخفي بصيص الفجر عن كلماته
يوم يجدف ضوءه ويغور في=ملح يحرضه على مرساته
ألقى على وتر المآذن همسه=ليكون مأمونا على نغماته
عنه الترقب في مسيرة نومه=أبلى جفون الحلم من نكباته
يأوي نهارا ،كاد يلغي شمسه=رمل، إليه ضريبة لنجاته
ما عاد يشفع للمرايا أن ترى=شبها له يبدو بظل صفاته
قد كان يختم للجناح قصيدة=ببنانه ويخطها بسماته
يدري الهروب إلي آمن تهمة=مما لدى الأسرار من عثراته
أمسى طريدا في مضارب أمنه=شبح النهار يبيت في مرآته
بين التوجس والتأوه دمعه=ويداه ترتعشان من ضحكاته
حارت به الكلمات والشعر انطوى=أسفا عليه يذوب في حسراته
أين التقى بالضوء أخفى وجهه=وأضاف تعتيما إلى شرفاته
أحتاجه حين الصلاة وإثرها=والفجر ينهض من هدى آياته
وجه تجمله التلاوة والهدى=قرآنه ،والنور من مشكاته
لكنه دارت عليه سحابة=ردته من أيتامه لحفاته
قومي لرفد ضميره بمنارة=خضراء ترسم منهجا لحياته
فالضوء أضرب عن ذراع شروقه=صبح وأغفى عند باب صلاته
متماسكا بقرى العواطف حيثما=نادته لباها بكل جهاته
يحدوه هم غير ذي شعر إلى=صمت توغل في حشا آهاته
أمسى يقدم للدموع إتاوة=وفريضة بلغت لحد فتاته
هل يبخل الفجر الندي بسلة=مما رواه الجود عن ثمراته؟
ــــــــــــــــــــــــــ
الكويت:14/3/2010