الانتظار
كنت في البدء نقطة..
غمست الهموم الأزلية في رحلة البحث عن الفرح الآتي مع ميلادي كطفلة.
وفي الشوارع الخلفية من تلك المدينة وبعيدا عن أسوار عكا كان الجزار غير الجزار..!!
كنت في البدء نقطة..
وكان الباشا إنسانا لا يعرف الرحمة..
وكان فصلا منسيا..
وأوراق الشجر تتساقط بألم وحرقة..
في ذلك الزمان الخريفي , استدعي " الباشا " ، الأسطول القابع في مواجهة سواحلنا ليقمع الفرحة بالوحدة.
كنت طفلة ابكي وابكي على ذراعي أمي وهي تواسيني وتهدهدني وأنا استمر بالبكاء غضبا ونقمة..!
ولم أتحرر من نقمتي وغضبي..
ونشأت اكره الغطرسة والقوة ويهزني التواضع والألفة..
والفرح المجاني من حولي ينشر ظلاله على شوارع المدينة المتلألئة بأنوار المساء وضجيج الناس في أسواق النهار.
وتنبهت الحواس عندي وعاصمة السياحة والاصطياف قد أصبحت مركزا للفن والأدب,
وملاذا للهاربين من الخوف والقلق..!!
وانأ الخائفة القلقة..
أعيش في الجوار حزينة مكتئبة..
لا يلبسني الفرح المجاني ولا يهمني سوى المأوى..
وأي مأوى؟ .. أصبح هذا التساؤل مهما عندي...
الشوارع الخلفية لم يكن لها طعم..
لم يكن لها لون, وكانت رائحتها كئيبة مملة..
وساعات الفرح التي انتظرها تأتي على شكل فارس يخطفني بجواده الأصهب إلى مدينة الأسوار التاريخية..
إلى حلمي الأزلي في وطني الأصلي..
وعشت مع هذا الفارس نهاري وليلي,
فقد كان هو غدي..
كما كان هو أمسي..
وفي قمة الفرح..
ترجل الفارس عن جواده ،
غاص في الوحل بخطوات مرتبكة
وأعادني إلى خوفي وقلقي.
أعادني إلى ساعات حزني
وتركني مهمومة ,