أميرتي
سيدتي..
هل أملكُ إلا أن أعشقَ فيكِ الروح..
زَحَفتْ من غابةِ سحرٍ
ألقتْ نبْضَتَها في وجهِ حبيبي
أشرقَ ذات صباح
سحريٌ ذاكَ الصبح
بلّلني بنداه....
أحياني من موتي..
وهديرُ الوحشةِ يأسرني
وهديرُ العمرِ يُحاصرني.!
أسّاءل: هل أنجو.؟
ويقولونَ بأن الحب، نجاه.!
هل أركبُ صهوةَ أحلامي..؟
ما عدتُ أخاف الموت.
هناكَ..
على حدّ الوجع الموحش
من ماتَ، يَمُتْ.
وهنا في تربةِ عينيك
أستنبتُ من قلبِ الموتِ
حياه..
يا سيدتي:
أشرقتِ، فأيقظتِ الطفلَ الغافيَ في صدري
ما كان يهجّي الحرف
وما وصلت للحلمُِ يداه.
غادَرني، يمتشقُ صباه.
أحسستُ بقلبي يقفزُ من صدري
يركضُ،
يصرخُ،
يلهثُ،
يغرقُني بِصداه..
سيدتي: من أينَ أتيتِ.؟
من أيّ ربيعٍ جئتِ.؟
من مركبِ شوقٍ من صحراءِ الأسرِ أتى.!
ليحطَّ الخوفَ على شاطئ عمري.!
ها قد قيّدني،
أهلكَني،
أتعَبني،
قادَ خُطايَ إلى عمقِ اليمِّ.
وعلى شاطئ صدركِ
ألقى المرساه..
سيدتي
من قالَ بأن الزيتونَ يملُّ الوقت.؟
تَعصره الراحاتُ
تُقلّبهُ، تُغرِقُهُ
يأتي طيفُكِ من رحمِ سكونِ الأرض
يتلبّسني،
يتنكّبُ قطرةَ زيتٍ من شفتيكِ
تصبُّ بمرِّ الزيتونِ.. حلاه.
من قال بأن النشوةَ لا تحيي الموتى.؟
تحملُ منكِ أريجاً، يلفَحُني بنسيماتِ العِشقِِ
فتبعثُ في جسدي الذاوي
مليونَ حياه.
شاطئ عمري يمتدّ
من غربِ الكونِ.. إليكِ
ويُبْحِر، يبحر، يبحرُ
يغتالُ الموج
ويلمسُ حدّ صفاء الروح
هناك على مدِّ الشفقِِ الأبيض يُولدُ عصفور
تحملُ غُرَّتهُ حزمةَ نور
تفرشُ فوقَ الكونِ سناه
يا سيدتي..
يمتدّ الشاطئُ من غربِ جبيني
يلتفّ يدور
يأخذ من بين ذراعيَّ الموجةَ
ينقُلها، يُلقيها، فوقَ رمالِ جافِرةٍ
تستقبِلُها عوسجةٌ كادت تذوي
لولا قطراتِ ندى جاءت منكِ
أحيتها شرنَقةٌ نبضاً
ينثرُ فوقَ الغرب
شذاه..
يا سيدتي عجباً، هل كنتِ هنا.؟
هل كنتُ هنا.؟
وكأني ما زلتُ أطاردُ طفلي
أصرخُ، أصرخُ
ترتدُّ الصرخةُ
تجعلُني أدركُ أن الصوتَ يغادرُ برجَ الأسر
يقفزُ فوقَ فيافي العُمر، يُولدُ حيثُ نكون
حيث نكون، الوطنُ يكون
حيث الريح تبدّلُ وجهَ الكون، فيختلطُ الوجهان
أيهما أنتِ.؟ أيهما الشاطئ.؟
لا فرقَ فقد أدركني الحبّ.!
وما زلتُ أشدّ الريحَ
لعلّي أتبعُ طفلاً غادرَ صدري
راحَ على مرجِ العمرِ
إليكِ.. يشدّ خُطاه.
ع.ك
ـ ـ ـ