المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهير يونس
.
.
لفظ الأديب يتجاوز بكثير معنى الكتابة .. إلى ما هو أبلغ و أحكم .. فهو ممارسة الوجود ( من كل نواحيه الواقعية و التاريخية و .. و ... ) بعقيدة و جمال تحت ظل الحرف المستقيم المجتهد الحكيم .. و إعادة تجسيد المشهد المعاش أيا كانت طبيعته في صورة المشهد الذي يُرى منه المزيد، و يستخلص منه المزيد، و يفهم منه المزيد.. إضافة إلى امتياز توظيف الخيال على النمط الهادف و الطريقة الفنية الجذابة.. التي من بعدها إخضاع العقول إلى منحى الفكرة و جذب النفوس إلى دربها.
الفرق بين الأديب و الكاتب .. قد يقترب من الفرق بين البحر و النهر ..
فكل منها يحوي ماء .. غير أنك تستطيع أن تصنع من البحر أنهارا.. و لا تستطيع أن تصنع من النهر بحورا.
هذه مقارنة نسبية بطبيعة الحال .. حبيبي.
يخطئ الكثيرون في لفظة الأديب .. فلا يزنونها في ميزانها الحق.. و يظلمونها بإنقاص شأنها إذ يسمون الأديب كاتبا .. و يخطئ الكثيرون في لفظة الكاتب فيزنونها في غير ميزانها، و يظلمونها بإعطاءها أكثر من حقها إذ يسمون الكاتب أديبا.
بالنسبة لي .. فالأديب هو ذلك الفؤاد الذي يشرف عليه العقل .. يحمل زاده من المعرفة و سلاحه من اللغة السليمة و الأسلوب الجزل .. ليفرغ الكل في حرفه الذي يكون رسولا بأتم معنى الكلمة للفكرة التي هي فوق أكتافه.
قد أعد لك من المجتمع الواحد أدباء بعدد أصابع اليد .. و أعد لك في الصحيفة الواحدة من نفس المجتمع ألف ألف كاتب و كاتب.
هذا الموضوع خضم واسع .. ففيه الكثير مما يمكن قوله.
أنا أشكر شكرا جزيلا على فتح هذه النافذة.
تقديري و احترامي
.
.