ورقة لا حكم عليه...
لكي نقبلك في مؤسستنا يجب أن تكمل الإجراءات المناسبة...
خاصة ورقة لا حكم عليه...
-حسان قريبا أتدبر الأمر رغم أنني لا أجد أن الأمر رسميا ولا يتطلب ذلك.
-...
أكمل حامد كتابة البيانات المطلوبة ,ثم توقف عند المؤهل الجامعي..فكتب:
ثانوية عامه..
صمت قليلا وغص بلعابه..وسرح عبر الجدران وودّ لو خرقها للمجهول...لم يعد يدر لماذا كلما خرج من مأزق يقع في مأزق آخر!!
****
-أبشري أمي وجدت عملا..سوف أكون اليد اليمنى لوالدي..
هطلت من عيني الأم دموعا ساخنة جدا, أحرقت ما تبقى من صموده..ضمها إلى صدره بحنان دافق . وكاد يبكي فتماسك عندما رأى دقات قلبها المسكين تتسارع فتخترق نبضاته الحزينة,.تلك الصامتة دوما المتفرجة على مهازل الزمان...تكبر كل يوم... تحلق فوقها غماماتٌ سود , وتبقى على يقين أنها ستصل بسلام...
-لن أدعك تعمل ..لا يمكن مادمت حيه..لن أنام بعد اليوم سوف أجد حلا..يجب..
-لا عليك أنا قررت, وانتهى الأمر...
-أخشى أن أدعو عليهم فيرتد دعائي حسرة وندامة ..كيف لا يشعرون بغضب الرب؟ لقد صدئت قلوبنا حزنا, وكانت تلك الجامعات الخاصة ملاذا لنرمي فيها غاياتنا,كلما تذكرت كيف أمضيت سنتين من عمرك في كلية الطب ثم تخلى عمك عن الدفع يكاد قلبي يتوقف عندها..أنت طبيب وستبقى..أم كتب علينا الشقاء وسط فوقيه عائليه قاتله؟
ابتلعت كلماتها وضمته لقلبها واكتفت بالقليل. من الكلمات.وعادت لتنبش في بقايا متاعها المتهالك...
-اطمئني سوف تمر الأمور بسلام الأهم صحتك يا أمي...قد تركت ورقة لا حكم عليه في معضلاتنا هذه لله....هه وابتسم ابتسامه مرة بمرارة طعم الحياة...
مضت كل دقيقه من تلك المراحل الصعبة كسنه ..كدهر كامل....
كانت تحرق ما تبقى من صحتها كانت ادخرتها للأيام المقبلة...
*****
في زمن من الأزمان ... قيل: عاش من درس الطب يوما ما ......في سبات ونبات وخلف صبيانا وبنات!!!
أم فراس 16-11-2008