مؤلم أن نخسر شبابنا الذين هم اغلى مانملك .. ولكن؟
هشام الخانيقدمت في مرات ومرات لما نشهد في مدننا العربية من حرب ذات نتاج أقسى بكثير من نتاج حروب الميدان، من ضحايا وإعاقات وضغط نفسي شديد. ولقد بذلت السعودية والإمارات وباقي الدول جهودا هائلة في تأمين طرقات مريحة ذات مواصفات أمان عالية مما يستحق التثمين. ولئن قبلنا على مضض ماتباغتنا به التقليعات والعادات خارج نطاق الفطرة من تعر أو جنون أو غير ذلك، الا أنني (رغم غرابتها جميعا) لم أسجل هواية ينطبق عليها اسم (هواية الموت الفوري) كالذي يسمى (بالتفحيط). ناهيك عن خلوها تماما من كل فن كما يدعون، أو حرفية أو متعة او أخلاقية. فقوانين الكون في الحركة لن تتغير لصالح (ملك التفحيط أو امبراطور السير على عجلتين أو زعيم مافيات السرعة العالمية). وإن قانون الطاقة الحركية يؤكد النقص الكبير في كتلة الجسم مع السرعة لدرجة أن وزن المركبة يصل الى اقل من 80 (كيلو غرام) عند السرعات العالية، وبالتالي فان نسمة ريح كفيلة بأن تقلبها مرات منتالية لايبقى منها إلا خلطة معدن مخيفة مدببة في كل موضع منها كالسكاكين الحادة، فكيف بمن داخلها من الأجساد؟أناشدكم الله .. ولعلي قاصر عن فهم دواخل وكيفية تفكير هؤلاء الشباب .. أناشدكم أن تنبئوني بالدوافع والمكنونات التي تدفعهم الى هذا الفعل؟!! واية هواية وأية رجولة، وأي إثبات للنفس، وأي تعويض في النقص، وأية متعة .. عندما نقترب من الموت قاب قوسين أو أدنى ونحن في غاية السرور؟!! وأين الرأفة ومخافة الله ونحن نؤذي الناس ونروعهم، ولربما مات الذي يصادف هذه المشاهد بالسكتة رعبا من فوره. أو ليست هي مصيبة إزهاق الأرواح، وهدر لمال، والاستهانة بجهود بناء الاوطان، واكثر من ذلك بكثير؟ اقسمت عليكم اجيبوني.. فوالله لقد احترت في تفسير دواخل هؤلاء ودوافعهم. واننا نسال الله المغفرة لهذا الشاب الفقيد ...
[COLOR=rgba(0, 0, 0, 0.14902)]
[/COLOR]