كتاب جدير بالقراءة
----
الجنس والفزع - باسكال كينيار
حول الكتاب
عندما أعاد أغسطس ترتيب العالم الروماني على شكل إمبراطورية، تحولت الإيروسية السعيدة والإنسانية الشكل، التي عرفها الإغريق، إلى سوداوية مفزوعة. لم يلزم لهذا التحول أكثر من ثلاثين عاماً (من العام 18ق.م حتى 14م)، لكنه مع ذلك مازال يحكمنا ويسيطر على أهوائنا. ولم تكن المسيحية سوى نتيجة لهذا التحول. فقد تبنت المسيحية تلك الإيروسية تقريباً مثلما صاغها الموظفون الرومان الذين أوجدتهم إمبراطورية أغسطس، في جو من الممالأة والطاعة المفرطتين.
أصبحت وجوه النساء المليئة بالخوف تحدق بنظرات جانبية في زاوية ميتة. لا شيء بين الرجال والنساء سوى التمزيق. وليس المجتمع المدني سوى وشاح خفيف فوق الوحشية الضارية والنزعة إلى أكل اللحم البشري نيئاً، وليست الأعراف والفنون المتحضرة سوى مخالب مقروضة تنمو باستمرار. تفترس الأم ابنها فيعود عبر الدم إلى جسد من أخرجته. تلك هي النشوة الدامية التي تشكل أساس المجتمعات البشرية، إذ تسلم كل أم ابنها، لدى خروجه منها، إلى الموت.
أما الدافع لتأليف هذا الكتاب، فيوضحه باسكال كينيار بقوله:
"ما الذي دعاني، طيلة كل هذه السنين، لوضع هذا الكتاب؟ لقد أردت مواجهة هذا السر: المتعة هي الشيء الطهراني. المتعة تجعل الشيء الذي تريد رؤيته غير قابل للرؤية. اللذة تنتزع النظر بعيداً عن الشيء الذي كانت الرغبة بالكاد بدأت بكشفه