كلمات للسوري الشريد..............
وعلى الرغم من وطأة الظلم وقسوته....
لم يكن يخطط لانتقام مدوٍ، أو لعمل انتحاري.....
ظل في سجنه سنين يتأمل في إنقاذ مصر من استهتارها وفسادها، ويكرس خبرته التي اكتسبها في قصر العزيز تأملاً ووعياً ودراسة...
وحين احتاجته مصر في تفسير منام!! كان قد أعد برنامجاً طموحاً لإنقاذ مصر.... فقرأه عليهم: تزرعون وتحصدون وتحصنون وتعملون!!! .... وسرعان ما اختاره الملك على خزائن الأرض .... إنه حفيظ عليم.........
كلمات للسوري الشريد....
ألقوه في غيابت الجب... وبدأ شراده طفلاً في قعر بئر.... ثم شروه بثمن بخس دراهم معدودة... ثم بدا لهم فسجنوه بضع سنين....... ضرب ظلماً وألقي به في الجب ظلماً وبيع ظلماً وسجن ظلماً....
لم يجعل سجنه انكفاء وعزلة... ولم يلعن عمره ولم يسخط قدره......
وحين عاد منتصراً وخروا بين يديه سجداً قال: هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقاً......
.................................................. ................
ما أروعك... حين تنجح في جعل الحياة المريرة بكل قسوتها وسجونها وعذاباتها وقهرها.... جزءاً من حلم جميل!!!!
كلمات للسوري الشريد........
وحين وصل الامير عبد القادر الجزائري إلى دمشق، والقيود تدمي معصميه كأسد جريح، بات شريداً طريداً مراقباً تحيط به العسس من كل وجه، ويتلو عليه سجانوه نصوصاً من القهر والقيود تجعله كنمر في قفص يمضي ليله أسى وزئيراً....
ولكن عبد القادر لم يجعل مقامه في منفاه عزاء ولطميات، ولم يشرع بكتابة قصائد الأسى والرثاء، ولم يطرب للنائحات، لقد بدأ حياته من جديد على منطق فطري بسيط، وهو أن البلاد بلاد الله والعباد عباد الله، وأمنا الأرض، ومنها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.......
ومع أنه كان يكابد أشد المظالم لؤماً ومكراً، وكان المنطق أن يتوجه إلى فلاسفة الثأر والانتقام، وأن يعتنق نيتشه ومنطقه الباطش أو مكيافيلي ومنطقه الماكر، وأن يؤمن بالقوة ويكفر بالإنسان.......
ولكنه لم يتغير في رؤيته للعالم كعالم جميل، ولم يتغير في قراءته للإنسان مشروع حب وبسمة وخير، ولم يستطع بغي الجاهلية أن ينسخ عنه يقينه الرباني، وفتح بيته مزاراً للباحثين عن الإخاء الإنساني على نهج ابن عربي فيلسوف إخاء الأديان وكرامة الإنسان....
سرعان ما عرفت الشام ما يلوح في نظرات ذلك المهاجر من إبداع ويقين، وزحف إليه فقهاؤها وعلماؤها، يلتمسون مجالسته ويأنسون برايه، لم يتصرف كغريب خجل، يعيش اكتئابه وحزنه وخيبته بانتظار أحلام العودة، ولم ينظر إلى وجوده كغلطة دفعه إليها التهور وقلة الحكمة بل نظر إلى العالم الجديد على أنه أفقه وأمله وحياته الجديدة، وسرعان ما صار في الشام أميراً للقلوب................
تذكر أيها السوري الشريد...
أن الأمير عبد القادر كان ذات يوم شريداً في الأرض هائماً على أقداره، وليس في جيبه جوازات ولا إقامات ولا عقود عمل، وقد أسره الفرنسيون وقدموه للانتقام وراودته المقصلة على رأسه، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك.....
ولكنه قال لأقداره المريرة.. معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ومنحني الإرادة والرضا، وإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
................
لم يكن يعلم أنه مجده الأكثر بهاء وتألقاً كان بعد أن وقع أسيراً ونزع منه سلاحه وأجبر على الشراد في الأرض...
تذكر أيها السوري الشريد...
أن الأمير عبد القادر كان ذات يوم شريداً في الأرض هائماً على أقداره، وليس في جيبه جوازات ولا إقامات ولا عقود عمل، وقد أسره الفرنسيون وقدموه للانتقام وراودته المقصلة على رأسه، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك.....
ولكنه قال لأقداره المريرة.. معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ومنحني الإرادة والرضا، وإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
................
لم يكن يعلم أنه مجده الأكثر بهاء وتألقاً كان بعد أن وقع أسيراً ونزع منه سلاحه وأجبر على الشراد في الأرض...
ومنكم نستفيد إخواني , جزاكم الله الخير كله , على كل حرف تخطه أياديكم ,