معلقة دوح البلابل// للشاعر غالب أحمد الغول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
( إليكم سأعلن هذا الخبرْ )
...................ولوْ غابَ عنـّي ضياءُ القمرْ
على أنـّني عاشقٌ للحياة ِ
..................وأكرهُ ما في الحياة ِ الضّجرْ
ولوْ شئتَ تـُرخي حـِبال السؤال ِ
...............عن العيش ِ فاسألْ ولا تختصرْ
قضيتُ حياتي شريداً ولا
.......................أزالُ أعاني فأينَ المـَفرْ؟
يؤرّقُ نفسي فـَحيحَ الأفاعي
.........................أنامُ أوسّدُ رأسي الحـَجرْ
ودوْحي بلابلهُ غارقات
.................تنامُ على الشوك ِ تحتَ الشـّجرْ
أتتـْـنا الأفاعي لـِتحْرق داري
.................وتسلب أرضي وسيفي انـْبـَتـَرْ
وعشنا عُقوداً ومفتاحُ بيتي
...................يعلـّقُ في القلبِ حتى انكـَسَرْ
وأبناءُ عمّي سُكارى بلهو ٍ
........................وقوة عَزْم الشبابِ فـَتـَرْ
فإنَّ الحياة َ بغير البلاد ِ
......................عذابٌ, وهمُّ الحياة ِكـَدَرْ
وَمَهـْما زمان الطـّغاة عَلا
......................فلا بُدَّ مِنْ شَعبنا ينـْتصرْ
أُجيبُ على منْ يـُريد سُؤالاً
....................عنِ الحبّ بين رنين الوترْ
أقولُ بأنّ الغزالَ عنيدٌ
....................فكيفَ أَصيدُ غـَزالاً خـَتـَرْ
فإنْ رامَ قلـْبي عيونَ الصَّبايا
....................فإنّي أُحَـبّـذ ُ غَـضَّ البَصَرْ
ولكنَّ عينَ الحبيبِ تـُنـَاغي
.....................تدكّ الفؤادَ كـَمَزْن المَطرْ
فأرْخي حـِبالي أَصُبُّ الهوى
................وأرمي بـِسهـْمي قلوبَ البشرْ
وأختارُ مِنْها ظـِباءَ الفـَيافي
.......................لأنّ لحومَ الظـِباء نـَدَرْ
وأشتاقُ طـَعْمَ القـُلوبِ التي
.....................يذوبُ شـَذاها بقلبي عَبرْ
وَقطـْفُ الزُّهور عن الأمِّ شـَرٌّ
...................وتجْلبُ للنفس ِ شرّ المَقـَرْ
وأسْعى إلى التـَّل ِ بين الخـُدود ِ
.................وبينَ السُّهول وَسحْر الزَّهرْ
ولمّا أصيدُ بـِسهْمي غـَزالا ً
........................فكيفَ أنامُ بجمر السَّقـَرْ
وقدْ راعَ قلبي سؤال الصَّديق
................عن الصَّحبِ هيـّا فأنتَ الأغرّْ
وكلُّ صديق ٍ لهُ ميزات
......................مِنَ العلم يأتي إليَّ الأبـَرّ
أقولُ بإنَّ الصّديقَ عزيزٌ
...................إذا ما أتاكَ بـِصدق ِ العـِبـَرْ
وإنَّ الصديقَ عـَدوٌ لـَدودٌ
..................إذا راحَ يُفـْشي بـِسِرّ ِ الخَبَرْ
ويشكرُ هذا وذاك بـِثـَغـْرٍ ٍ
.......................يُلبـّي النداءَ إذا ما نـَذرْ
فـَهيـَّا بباقةِ وَرْدٍ إليـْه ِ
.........................نـَردُّ تحاياهُ قبـْل السَّفـَرْ
أُجـِلُّ الصَّديق كتاج ِ الملوك
.............على الرأسِ فـَخرٌ إذا ما اسْتـَقـَرْ
ولوْ شئتَ فاسألْ عن ِ العلم ِ هـَيّا
.................ترى الشِّعرَ فيه العـِبادُ كـَفـَرْ
فأينَ القديمُ وأين الحديث ُ
......................وأين البعيرُ وأين البَعرْ
تخلّوا عن الأصل ِشمس الضُحى
................وفرّوا بضوء الحَباحـِب ِ فـَرّ ْ
ويأتي شـُويْعر هذا الزمان
...............فيَحكي غموضَ كلامِ ٍ الغـَجرْ
وينسجُ منْ وبر كلب عَوى
..................عباءة شيخ ٍ بشيب ِ الكـِبـَرْ
ويزرعُ شِبـْلـُكَ مُرَّ النبات ِ
...................فيَحْسبُ كلّ النبات ِ جَزرْ
يروقُ إلينا شـَتات الثـِّمار
.......................ونأبى تذوّق أحْلى الثمرَْ
فمَنْ لمْ يعزِّ التراث يـَمُتْ
......................ويبقى تعيساً بشؤم الحُفرْ
لتحيا بلادي ويحيا صمودي
......................وتحيا علوم التـُقى للبشرْ
وتبقي البيوتُ على أصْلـِها
...................ويسكنُ أهلي بيوتَ الشَّعرْ
فليس الأصالة أصلَ العروق ِ
.................ولكنّ أصْلي على ما انـْفـَطرْ
وقدْ فاضَ مـِنـْكَ سؤالٌ طموحٌ
....................عن الحرِّ , يا ويلتاهُ نـَفرْ
يُحِلـَّلُ لـَحْمَ الخنازير عـُنـْفاً
...................ويسْعى لتحريم لحْم البـَقرْ
ويرْمي بثوبِ العفاف قـَذى
.................فـَراحَ العفافُ وما قدْ ظـَهرْ
فصارتْ حكايات بعض الصَّبايا
.................كريح ٍ خبيث ٍ ويبقى الأثرْ
طباعٌ ( يـُفـَبـْرُكُهـَا ) (أمْرِيكـَانْ)
..........................لبيع ِ البَغايا لنا بالقدرْ
وكلُّ رَذائـِل ِ هذا الزمان
.............تـَحُط ُّ علينا بـِسِعْر ِ ( الدُّولـَرْ)
هناكَ المصانعَ تـُخـْفي الذُّيولَ
..................لـِتـَكـْشـِفَ عَوْراتـِنا للنظرْ
فيرخص لحْم الصبايا بفسق ٍ
..................فـَضاعَ الحياءُ وضاعتْ دُرَرْ
وسار الشبابُ بدرب ِ الذَّئاب ِ
.......................يعضُّ بأنيابـِه إنْ غـَدرْ
إذا شاءَ يـَصْطاد أحْلى البنات
................ببعض الكلام وهمـْس النـَّظر
ويـُشـْفي غليل ملذاتـِه
......................بأيِّ مكان ٍ إذا ما ظـَفرْ
يـُقبـِّلُ ما شاءَ مِنْ جـِسْمِها
....................أمام نجوم السَّما والقـَمرْ
فلمْ يخـْشَ أي عقاب ٍ عليه
......................أمامَ عيون الأنام ِ جَهرْ
ويمتص منها رحيقَ الحياة ِ
............ويرْمي القشورَ بأرض ِ الـْمَمَرّ
ويعشقُ للتوِّ ريمَ الفلا
....................ويأخذ منها مئات الصّورْ
جَمالٌ تكشَّفَ عنْ جـِسْمها
....................يناغي اللذائذ بين الشَّجرْ
أتسألُ يا صاح ِ عنْ هـِمَّة ٍ
...................لجيل ٍ يـَشـُقُّ عليه السَّفرْ
ترى كل نجم ٍ له تابعٌ
..................ونتبعُ غـَرْباً يـَسِفُّ القـَتـَرْ
فمنهمْ ثقافتـُنا تبـْتغي
...................لـِتـُسْكرَ كلَّ زعيم ٍ زَجَرْ
فصرنا هباءً وصِرنا تـُراباً
....................وصرنا ظباءَ رُعاة البقرْ
وثروةُ أهلي تـُساقُ إليهمْ
...................ونـَحنُ عراةٌ بـِشطَّ البَحرْ
وماذا عن الأصدقاء الذين
.............يراؤون في الحبَّ ليلَ السَّمرْ ؟
فإنَّ المرائيَ مثل الجـِمال ِ
.................يُحـَطـِّم بالخُفّ ما قدْ ظـَهرْ
ولا شكّ أنَّ زهور القـُبور
.....................يذوبُ شذاها بكفِّ القدرْ
فإنْ رمتَ يوماً دروبَ النجاة
....................فكنْ دائماً سيفها المنتظرْ
ولا تلمس الزَّهر فجرَ الصَّباح
.................لعلكَ بالصِّدق ترجو الظـَّفرْ
فإنَّ منالَ المُنى مُستحيلٌ
....................إذا ربُنا لمْ يكنْ قد غـَفـَرْ
يغرِّدُ طيرُك عندَ الغدير
....................إذا نالَ منكَ جميلَ الأثـَرْ
فكنْ يا صديقي صَفيَّ الفؤاد ِ
....................لتذكرَ رسْماً نأى واندثرْ
وكنْ مثلَ نـَحْل ٍ يُحب الحياة
..............ليعطي الغذاء ويعطي الشـَّذرْ
ومَرحَا لطير ٍ يحبُ اللقاءَ
................بأرض الجدود ِ لشعب ٍٍ ثأرْ
وسوف نصلي بقدس البلاد
.................وندْحرُ من ساحـِها مُحـْتقرْ
فأنت قريبي وأنت حبيبي
....................وكلُّ عشائرنا منْ مُضَرْ
تعود بلادي لأصحابها
..............وصوتُ الشَّهادة ِ ها قدْ صَدَرْ