OCT 3, 2013السؤال الصعب في الامم المتحدة: ما هي الاسباب الحقيقية لعدم القاء سعود الفيصل لخطابه؟
نيويورك ـ “راي اليوم”:
غياب الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن اي نشاط فاعل في الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة اثار العديد من علامات الاستفهام فليس من عادته الغياب، وهو الدبلوماسي المخضرم والاقدم بين اقرانه الخليجيين والعرب.
وبينما كان الرئيس الايراني حسن روحاني يخطف الاضواء من الجميع، ويصول ويجول وزير خارجيته محمد جواد ظريف بين دهاليز المنظمة الدولية كالنحلة يلتقي بجميع نظرائه الاوروبيين، والاهم من ذلك وزير الخارجية الامريكي جون كيري وبعد قطيعة استمرت 30 عاما، لم يكن للوزير السعودي، والوزراء العرب الآخرين اي حضور حقيقي.
كلمة الامير سعود الفيصل امام الجمعية العامة كانت مقررة عصر الثلاثاء الماضي، وبعد كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي اتهم فيها السعودية وقطر بدعم “الجماعات الارهابية” بالمال والسلاح والاسلحة الكيماوية، ولكن الامير السعودي لم يظهر مطلقا في اروقة الجمعية العامة، ولم يوزع الوفد السعودي كلمته على الحضور مثلما تجرى العادة مع كل الخطباء، ودون تقديم اي ايضاحات او تفسيرات.
يوم الاربعاء، اي اليوم التالي لهذا الغياب صرح مصدر دبلوماسي سعودي بان المملكة العربية السعودية لم تلق كلمتها في الجمعية العمومية للامم المتحدة هذا العام تعبيرا عن اعتراضها على عجز المنظمة الدولية عن حل اي من القضايا التي تعرض عليها، وقال المصدر في تصريح لمحطة “العربية” ان الامم المتحدة عجزت عن فعل اي شيء حيال القضية الفلسطينية لـ 60 عاما ولم تتدخل لوقف المجازر التي ترتكب في سورية ولم تساعد الاقلية المسلحة في بورما.
وزير خارجية عربي استغرب هذه التصريحات وقال لا بد “ان هناك امرا ما” اغضب الامير السعودي لا نعرفه، والسعوديون متكتمون، واضاف “عجز الامم المتحدة معروف سواء تجاه القضية الفلسطينية او سورية او بورما ورغم ذلك كان الامير الفيصل يحضر الاجتماعات ويلقي كلمة بلاده كل عام لاكثر من اربعين عاما، فالمقاطعة ليست موجودة في قاموس الدبلوماسية السعودية”.
مصدر دبلوماسي عربي رفض الكشف عن اسمه، ذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما قال ان “حرد” الوزير السعودي هو رسالة لامريكا التي خذلت دول الخليج وتقاربت مع ايران من وراء ظهرها ودون حتى ان تستشيرها.
ويظل هناك تفسير صحي للامر، فقد يكون الامير الفيصل الذي يعاني من امراض عديدة بينها “الباركنسون” تعرض لانتكاسة صحية مفاجئة حالت دون القائه كلمته، ولكن هذا الاحتمال هو الاضعف لان من شاهد الامير سعود الفيصل في يوم الافتتاح لم يلحظ اي عوارض مرضية.
نتمنى على المصدر السعودي ان يقدم توضيحا “اكثر اقناعا”، هذا ما قاله وزير خارجية عربي خليجي لصحيفة “راي اليوم”.