المسلسلات التركية
تخفّض من نسبة البطالة في الوسط الفني انتشار المسلسلات التركية في المحطات العربية مؤخراً حقق منفعة مزدوجة، فمن ناحية عرّفت المشاهد العربي بنمط جديد من الأعمال الدرامية إضافة لقيام هذه الأعمال بالترويج السياحي لتركيا، ومن ناحية ثانية أمنت فرص عمل للكثيرين من العاملين في الوسط الفني السوري من ممثلين وفنيين.
وبالوقت نفسه يبدي بعض العاملين في الدراما تخوفهم من التأثير السلبي للأعمال التركية المدبلجة على الدراما العربية والسورية، من حيث الانتشار وانصراف الممثلين للعمل في الدوبلاج، في حين يؤكد البعض الآخر أن الدراما العربية، قد تستفيد من المستوى الفني العالي للدراما التركية، إضافة إلى الخبرة التي سيكتسبها العاملون في هذا الفن.
الدراما السورية لم تتأثر
الفنانة لورا أبو أسعد صاحبة شركة ( العراب) التي قامت بدبلجة المسلسل التركي (وادي الذئاب) أكدت في أكثر من تصريح (أن الدراما السورية لم تتأثر حتى الآن بمشروع الدبلجة )، (وهناك طلب كبير على الأعمال السورية)، مشيرة بالمقابل إلى أن أغلب العاملين في الدوبلاج هم ممثلون مبتدئون(طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية أو هواة تمثيل من غير الخريجين، والعمل في الدوبلاج سيمنحهم خبرة كبيرة تؤهلهم للعمل في الدراما السورية.
وحسب الممثل بسام داوود فإن (المسلسلات التركية قدمت للكثيرين من الوسط الفني السوري فرص عمل ( ولو كانت مقارنة بالمسلسلات السورية) ضئيلة العائدية، لكن ( الكحل أحسن من العمى)، وحضور صوت الممثل أفضل من غيابه (صوت وصورة)، وبالوقت نفسه يؤمن الدوبلاج دخلاً إضافياً لبعض العاملين في الدراما السورية دون التأثير على عملهم الأساسي في مسلسلات (الصوت والصورة) فساعتان أو ثلاث فقط في اليوم تتيح للممثل التنسيق بين التصوير وعمله في استديو الدوبلاج، ويضيف بسام: الدوبلاج يحقق دخلاً إضافياً للممثل والفني، فسعر المشهد يتراوح بين 200 ل.س و350 ل.س، هذا السعر مرشح للارتفاع بعد وجود عدة شركات، حيث أسست الفنانة لورا أبو أسعد شركة دوبلاج باسم (العراب) بعد تركها شركة سامة، وحسب بعض العاملين فسعر المشهد يراعي (نجومية صوت الممثل ) فمن تعودت على صوته أذن المشاهد له سعر مختلف عن أصحاب الأصوات الحديثة.
الدوبلاج مصروف جيب
الممثل فادي حموي أحد العاملين في الدوبلاج يعتبر أن العمل في دوبلاج المسلسلات التركية، هو بمثابة مصروف (براني)، إضافي للشغل الأساسي في الدراما السورية بالنسبة للممثل صاحب الشغل المتوسط في المسلسلات السورية، وفي المسرح، أي الممثل المتواجد في مسلسل أو أكثر في العام، وفي عرضين مسرحيين أو أكثر، فالدوبلاج يحقق له نوعاً من التوازن المادي، حيث يؤمن له ما يحفظ ماء وجهه، ويؤكد حموي أن الدوبلاج أوجد فرص عمل للفنيين (المونتاج، الكمبيوتر، الصوت) وهذا الأمر لا يؤثر على الدراما السورية بقدر ما يخدمها، ويخدم الممثل السوري، وبرأي فادي الدوبلاج خدم المسلسلات التركية بشكل كبير من خلال صوت الممثل السوري الجميل، ويضرب فادي مثالاً (مسلسل نور أنتج منذ أكثر من خمس سنوات، لكن لم يسمع به أحد حتى جاء الممثل السوري وأطلقه).
ويبدي حموي سروره من إنشاء عدة شركات دوبلاج كالعراب وسامة ونبيل دقاق ولين... ويعتبر أن تعامل الشركات مع العاملين في الدوبلاج هو تعامل محترم، حيث يكون الممثل والفني في الاستديو معززاً مكرماً يعمل لساعتين أو ثلاث، وقد يسجل حوالي خمسين مشهداً فيحقق دخلاً قد يصل لمئتي دولار أو أكثر.
وحسب مصدر في شركة سامة، فإن مترجم المسلسلات التركية يتقاضى عن كل حلقة ستة آلاف ليرة سورية (حوالي مئة وعشرين دولاراً) إضافة لتكرار اسمه يومياً في (تترات) المسلسل، بينما يشغل المعد المرتبة الثانية بعد المترجم، حيث يتقاضى المعد ( بين 3000 و4000) ليرة سورية، ومن المعدين الذين عملوا في هذا المضمار الكاتب وفيق يوسف، وسامي خويص وسامر عادلة.
ومن الممثلين الذين أعادتهم المسلسلات التركية إلى (سوق العمل ) إنجي اليوسف وآمال سعد الدين ومحمد خير عليوي وزهير درويش ومحمد فلفلة، إضافة للكثيرين من خريجي المعهد الذين لم يجدوا مساحة لهم في الدراما السورية (هامي البكار، حسام سكاف، همسة الحايك).
بينما يسعى ممثلون آخرون لتحقيق توازن بين الدراما والدوبلاج مثل: (بسام داوود، إياد أبو الشامات، أماني الحكيم، ناهد حلبي، إياس أبو غزالة، أناهيد فياض)، في حين غار آخرون من نجاح الممثلين في الدوبلاج فأحبوا دخول التجربة وتجريب حظهم مثل: ( وفاء موصللي، صفاء سلطان، رغدا شعراني)، لكن من الملاحظ أن أياً من نجوم الصف الأول لم يعمل في دوبلاج المسلسلات التركية حتى الآن، كما أن استديو فاهيه تمزجيان في المزة أصبح يعمل علىمدار الساعة بنظام الوارديات، فالشركتان المشغلتان (سامة والعراب) تتناوبان حجز الاستديو، وهذا الوضع مستمر حتى تجهيز الاستوديوهات الخاصة بهما.
أحمد الخليل