أول مذيعة محجبة بالدانمارك تتطلع للبرلمان

نضال أبو عارف




أسماء تتطلع لدخول البرلمان بالحجاب
كوبنهاجن - بعد أن أصبحت أول مذيعة تطل بحجابها على شاشة التلفزيون الرسمي الدانماركي قبل نحو عام، تسعى الإعلامية الدانماركية أسماء عبد الحميد إلى أن تصبح أول نائبة محجبة عقب إعلانها عن عزمها خوض الانتخابات التشريعية المقبلة في مطلع عام 2009.
وفي تصريح لإسلام أون لاين.نت، قالت أسماء التي أعلنت قبل أيام عن عزمها خوض الانتخابات النيابية القادمة على قائمة حزب الوحدة الدانماركي (يساري معارض): "إذا دخلت البرلمان فسأدخله بحجابي، الذي هو جزء من شخصيتي وهويتي الإسلامية والدانماركية، هناك أقليات تعارض ارتدائي الحجاب، هذه الأقليات تحاول اضطهاد المرأة و تجريدها من استقلاليتها، ولن أسمح لهم بذلك".

وشددت على أنه لا يوجد أي قانون يمنع ارتداءها الحجاب على منصة البرلمان، معربة عن أملها في أن: "يصبح الحجاب جزءًا طبيعيا من الحياة اليومية في الدانمارك لا يثير حساسيات"، وأضافت: "ولذلك فأنا أتمسك برأيي بأن على المحجبات الظهور بصورة أكبر في النقاش العام، فالمرأة تستطيع أن تكون دانماركية ومرتدية الحجاب في الوقت نفسه".

وعن أهم أسباب ترشحها لعضوية البرلمان أوضحت أسماء: " لدي الرغبة في أن أترشح كمواطنة دانماركية مسلمة، وأن أعمل من أجل الجميع في هذا المجتمع، وليس من أجل المسلمين فقط، بهدف إعطاء مثال للاندماج الإيجابي الذي يقلل الفجوة بين جميع طبقات المجتمع بغض النظر عن انتمائهم الديني أو الثقافي أو العرقي".

وأضافت مقدمة البرامج ذات الأصول الفلسطينية: "نحن لا نطالب فقط بحقوقنا كدانماركيين، ولكننا نعمل كل ما نستطيع للحصول على حقوقنا بالطرق الديمقراطية، فأنا أرى أنه واجب علي أن أكون من الذين يساعدون في بناء مجتمعي الدانماركي، وأن أقدم ما أقدر عليه لحل المشاكل التي تواجهنا".

رسالة إيجابية

واعتبرت أن ترشيحها يبعث رسالة إيجابية لجميع الفتيات في الدانمارك، بقولها: "وصولي إلى البرلمان سيشجع وبلا شك العديد من الفتيات المحجبات على التفاعل مع المجتمع المحيط بهم والمشاركة في فعالياته".

وتنتمي أسماء التي اكتسبت شهرة واسعة عندما أصبحت أول مذيعة محجبة تطل من خلال شاشة تلفزيون أوروبي رسمي في ربيع العام الماضي لحزب الوحدة الدانماركي الذي يملك سبعة مقاعد في الدورة البرلمانية الحالية.

وفسر البعض في وقتها قرار تعيين أسماء بالتليفزيون الدانماركي بأنه محاولة من الحكومة للتجمل أمام العالم الإسلامي بعد موجة الغضب التي سادت في العالم الإسلامي إثر نشر صحيفة دانماركية رسوما مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في عام 2005.

تأييد وهجوم

إعلان أسماء عن ترشحها للانتخابات البرلمانية لقي تأييدا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تلقت العديد من رسائل المساندة والتأييد من العديد من الدانماركيين غير المسلمين.

وتعليقا على هذه الرسائل، قالت أسماء: " كم أنا سعيدة بهذه الرسائل التي تصلني كل يوم على بريدي الخاص، إنها بمثابة دعم نفسي لي لا أستطيع أن أستغني عنه".

وعن فرصها في نيل أصوات كافية للوصول إلى البرلمان قالت أسماء: "لقد أخبرني بعض المحللين أن هناك فرصة كبيرة في حصولي على مقعد".

وفي مقابل هذا التأييد، توالت الهجمات وخصوصا من جانب اليمينيين المتشددين على قرار "أسماء"، إلا أنها اعتبرت أن الهدف من هذه الهجمات هو "تخويف الشعب الدانماركي من الحجاب والمسلمين"، معتبره أنها "محاولة فاشلة من فئة قليلة من السياسيين الدانماركين لاضطهاد المرأة وتقييد حريتها". وشددت على أن تلك الانتقادات تجعلها أكثر إيمانا بأن ما تقوم به هو أمر صحيح.

وفي آخر هجوم على الحجاب وصف سورن كراروب النائب في البرلمان عن حزب الشعب الدانماركي اليميني المتطرف الحجاب بأنه "رمز لنظام شمولي يضطهد المرأة" في معرض نقده لرغبة أسماء في دخول البرلمان بالحجاب.

وزعم كراروب في تصريحات نشرتها الأسبوع الماضي صحيفة "بوليتيكن" الدانماركية: "الحجاب يمثل أيدولوجية شمولية تعتبر كل من يخالفها في الرأي والمبادئ كافرا.. ويجب أن يعدلوا عن ذلك، وإذا لم يرغبوا في ذلك فيجب أن يُقضى عليهم ولا نسمح لهم بدخول البرلمان"..

وأضاف: "كما أن البعض يعتبر الصليب المعقوف رمز للنازية، فإن نفس الأمر ينطبق على الحجاب الإسلامي"، مدعيا أن ارتداء الحجاب في البرلمان الدانماركي معارض للدستور.

وأثار التصريح استياء في أوساط الأقلية المسلمة كما وصفها المجلس الإسلامي الدانماركي بالتصريحات "الاستفزازية" التي تثير "الفرقة" بين الشعب الدانماركي.

وكان النائب من نفس الحزب هانس سكيبي طالب أسماء عبد الحميد بخلع الحجاب إذا أرادت دخول البرلمان، وقال: " لا يوجد للحجاب مكان على منصة البرلمان، وإذا رغبت أسماء في دخول البرلمان فلن يكون ذلك بالحجاب".

يذكر أن البرلمان الدانماركي يضم 179 عضوا، موزعين على سبعة أحزاب رئيسية وبينهم ثلاثة أعضاء ينحدرون من بلدان إسلامية.

ويعد الإسلام ثاني أكثر الأديان انتشارا في الدانمارك بعد البروتستانتية، كما يقدر عدد المسلمين الدانماركيين بنحو 180 ألفا، بحسب تقديرات غير رسمية.



تابع الصورة في المرفق
أسماء تتطلع لدخول البرلمان بالحجاب