يستهويني كثيراً هذا المثل القرآني من سورة البقرة "كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً" وفي المقابل: "كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ"..
أتذكر هذا التشبيه القرآني في النظر إلى المجتمعات البشرية فهناك المجتمعات الحية التي مثلها كمثل الجنة بربوة يكفيها طل وهو رذاذ المطر الخفيف حتى تؤتي أكلها..هذه المجتمعات لأنها حية فإن عندها قابلية الامتصاص السريع للأفكار والقيم الإيجابية وهضمها والاستفادة منها أما المجتمعات التي تصل إلى حالة الاستعصاء وتعطيل الفكر وصم الآذان وعمى البصائر فإن مثلها كمثل الحجر الصلد الذي لا يتشرب الماء فمهما وعظت ولو أتيتهم بكل آية فلن يؤمنوا لك ولن يستفيدوا من أي خير يدعون إليه لأنهم جعلوا على قلوبهم أكنةً تصد أي دعوة أو دليل إلى الخير والحق..
"وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"..