إسحاق عظيموف من جديدبقلم كيم غيتليسون / مراسل بي بي سي للشؤون التكنولوجيةأقيم المعرض العالمي لإسحاق عظيموف عام 1964 في حديقة في مدينة كوينز بولاية نيويورك
.. واحد من أفضل كتاب الخيال العلمي في القرن العشرين، والذي نشر مقالا عام 1964 يتنبأ فيه بشكل عالمنا اليوم.وعلى الرغم من عدم التوصل للتقنيات المستقبلية التي تنبأ بها المعرض بشكل كامل على أرض الواقع – السكن تحت الماء والسيارات الطائرة – إلا أن نظرة فاحصة على معرض أسيموف عام 2014 تكشف أن تنبؤاته واضحة بشكل مذهل."ستصبح الاتصالات مسموعة ومرئية وسيمكنك رؤية وسماع الشخص الذي تتحدث معه عبر الهاتف"سيكون من الممكن "الاتصال الهاتفي المباشر بأي بقعة على وجه الأرض، بما في ذلك محطات الأرصاد الجوية في القارة القطبية الجنوبية"3: "الروبوتات لن تكون شائعة أو جيدة عام 2014 ولكنها ستكون موجودة"ينسب لأسيموف إدخاله كلمة الروبوتات إلى اللغة الإنجليزية، ولذا لم يكن غريبا أن يكون محقا في تنبؤه بأنه لن يكون هناك روبوت حقيقي قادر على منافسة الروبوت "روزي" في مسلسل "ذا جتسونز" الذي ظهر على الشاشة للمرة الأولى عام 1962.وكان أسيموف على وشك تحديد ما أصبح عنصرا حاسما من عناصر الحياة الحديثة: "أجهزة الكمبيوتر الصغيرة"، المعروفة أيضا باسم الهواتف الذكية، والذي كان يعتقد أنها ستكون بمثابة "عقل" الروبوتات.4: "أما بالنسبة للتليفزيون، فستحل شاشات الجدار محل الأجهزة العادية، ولكن ستظهر مكعبات شفافة يمكن من خلالها العرض ثلاثي الأبعاد5: المحادثات مع القمر ستكون تافهة وغير مريحة"
بطبيعة الحال، كان هناك بعض الأشياء التي أخطأ فيها أسيموف، إذ أن فجر عصر الفضاء جعله متفائلا قليلا بشأن الاتصالات مع القمر – وكان يعتقد أن المكالمات مع القمر ستتأخر 2.5 ثانية – على الرغم من أنه توقع "هبوط سفن غير مأهولة على سطح المريخ" بحلول عام 2014.6: "سيتم استحداث أدوات للمطبخ تعد الوجبات بصورة آلية وتسخن المياه وتحولها إلى قهوة"تتواجد ماكينات القهوة الآلية بالفعل. وكانت تنبؤات أسيموف بأن منتجات الخميرة المصنعة والطحالب ستكون متاحة بمجموعة متنوعة من النكهات قد تحققت إلى حد ما على أرض الواقع العام الماضي عندما كشف علماء النقاب عن أول برغر تم تصنيعه في المختبر.
يمكن أن ينقسم النقاد حول ما إذا كان أسيموف محقا في رؤيته بأن الطعم "لن يكون سيئا على الإطلاق": بعض الذين تناولوا البرغر قالوا إنهم "افتقدوا الدهون".7: "سيكون هناك محطة أو محطتين لتوليد الطاقة بالانصهار"
يرى البعض أن الانصهار – الذي يعتمد أساسا على تسخير الطاقة داخل النجوم – هو طاقة المستقبل.
وهذا ليس بعيد المنال، إذ أن هناك جهودا متعددة الجنسيات بتكلفة تصل إلى 22 مليار دولار لبناء وتشغيل مفاعل بحلول عام 2028 في جنوب فرنسا.ولكن توقعات أسيموف بشأن وجود محطات كبيرة للطاقة الشمسية في الصحراء والمناطق شبه الصحراوية مثل أريزونا وصحراء النقب، كانت دقيقة.
ولا تزال محطات توليد الطاقة في الفضاء، "جمع أشعة الشمس عن طريق أجهزة تركيز مكافئة لإشعاع الطاقة إلى الأرض" هدفا غير تقليدي.8: "سيتم بذل جهد كبير في تصميم سيارات مزودة بـ 'عقول روبوت"كشفت غوغل عن سيارة يتم التحكم فيها ذاتيا من خلال الكمبيوتر
لا تزال تنبؤات أسيمفوف فيما يتعلق بوسائل النقل الأخرى من قبيل الأحلام. ولم يتم التوصل إلى رقائق الماء، التي "تمر بسرعة فوق الماء مع حد أدنى من الاحتكاك" والتي أذهلت زوار المعرض العالمي عام 1964، كما لم تتحقق تنبؤاته الأخرى الخاصة بالنفاثات والحوامات.9: "لن يستمتع جميع سكان العالم بالمبتكرات التي سيشهدها العالم في المستقبل، حيث سيحرم جزء أكبر من السكان مقارنة باليوم، على الرغم من أنهم قد يكونوا أفضل حالا من الناحية المادية مما هو عليه اليوم"
تركز غوغل وفيسبوك على توسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت عبر طائرات بدون طيار ومناطيدكانت توقعات أسيموف مذهلة في هذا الشأن. ويمكن أن نسرد مقالا كاملا عن مخاوفه بشأن النمو السكاني وتحديد النسل.
ولكن ربما تكون أهم تنبؤاته هي أنه على الرغم من أن التكنولوجيا، سواء آنذاك أو الآن، لديها القدرة على تحويل مسار الحياة، إلا أنها تنطوي على جوانب سلبية، بدلا من المساعدة في هدف "السلام من خلال التفاهم".