كالريح لاقحة

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بسم الله الرحمن الرحيم
كالريح لاقحة
د.ضياء الدين الجماس
كَفُّ الشّكورِ تصبُّ الماء كالسُّحُبِ= تروي القفارَ بإغداقٍ بلا وَصَبِ
قلبُ الحميدِ بحارٌ في عواطفه = يرى العطايا بصدر واسع رَحِبِ
يرى الفضيلة والإكرام يغمره = والنفس راضية عفَّتْ عن العَتَبِ
أكرمْ بذي خُلُقٍ في تاجه دُرَرٌ = عِلْمٌ وحِلْمٌ وتفريجٌ عَن الكُرَبِ
صدقٌ وعدلٌ وتنويرٌ لذي ظُلَم = يزجي سعادته في قلبِ مُكْتَئبِ
بَر ٌّبوالدهِ والأمُّ يحضنها = في قلبه عشّها مهداً من العُشُبِ
يجني الفضائلَ كي يمشي بها صبَبَاً = إنَّ الهدى عنده أغلى من الذّهَبِ
كالنَّحلِ يأكلُ منْ ورد ومن ثمرٍ = يسقي الورى عسلاً منْ أجوَدِ الرُّتَبِ
حتى الحياء أتى حبواً يداعبه = وَرْدُ الخدود بدا يحمَرُّ كالعنب
لا ينحني لشَقٍ مهما طغى وعلا = لكنه وَرِعٌ يخشى من اللَّهَبِ
فاحت رسالته عطراً يمازجها = للناس وجَّهَها شعراً مع الخطَبِ
فاسمعْ وحاذرْ وسدّدْ بالخطى قدماً = واسعِدْ قلوبَ الورى وابْعِدْ عن الغضَبِ
لَطِّفْ لظى عَزَبٍ وارشده ذاتَ نهى = نِعْمَ الأليفُ سجى في زهرةٍ خَصِبِ
كالريح لاقحة للطَّلْعِ حاملة = والزهرُ ينظره يهمي من السُّحُبِ
أما الخصوم فأصلحْ ذاتَ بَيْنِهِمُ = إنَّ الصلاح تُقًى طوبى لمنتسِبِ
فالخير في أمَّةٍ طابتْ مزارعها = قطافُها ثَـمَرٌ يكتظُّ بالنُّجُب
وازرعْ بذور التقى تحصدْ سنابلها = ضعفاً مضاعفة تُجزى لمحتسِبِ
وارو النخيل بأرض الطيب في غَدَقٍ = تلقَ العُذوقَ غَدَتْ تزدانُ بالرُّطَبِ
واغنمْ صلاتك زيِّنها مُزَخْرفةً = عينُ الإله على راضٍ ومرتقِبِ
داوم عليها ترَ الأنوار قد سَطَعَتْ = تبدي الخفايا بلا سترٍ ولا حُجُبِ
إنَّ الصَّلاة لـَمصباحٌ لذي بصَرٍ= يَـميزُ بالنور بين الصِّدْقِ والكذِبِ

[بوبكر جيلالي]

يحضرني سؤال ايها الطبيب الشاعر:
كيف نستحضر القريحة؟
هل هو الموضوع ام تستفزنا امور وامور؟ام يصبح مع الوقت آليا طبيعيا؟
لكم التجلة والإكبار.
الجزائر.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

يحضرني سؤال ايها الطبيب الشاعر:
كيف نستحضر القريحة؟
هل هو الموضوع ام تستفزنا امور وامور؟ام يصبح مع الوقت آليا طبيعيا؟
لكم التجلة والإكبار.
الجزائر.

شكراً لمروك الطيب الأستاذ بوبكر جيلالي وتساؤلك العميق .
يتحرض الموضوع بحدث مؤثر في النفس فتتداعى له موهبتا التفكير به والتعبير عنه بحسب المخزون الثقافي والتربوي والأدبي فكل إناء بما فيه ينضح ، فأما التعبيرشعرا فيلزمه موهبة خاصة لابد فيها من الإلهام ومخزون من الكلمات المصنفة عقليا بأوزانها وحروف الروي منها...
العملية النفسية معقدة ولكن بتوفيق الله وعونه تجري الأمور دون تكلف وخاصة مع المراس والتمرين بالاستعمال.
جزاكم الله خيراً

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

كالنَّحلِ يأكلُ منْ ورد ومن ثمرٍ = يسقي الورى عسلاً منْ أجوَدِ الرُّتَبِ
تشبيه المؤمن بالنحلة مقتبس من الحديث الشريف
(وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ ‏‏لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد .)

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بسم الله الرحمن الرحيم
كالريح لاقحة
د.ضياء الدين الجماس
كَفُّ الشّكورِ تصبُّ الماء كالسُّحُبِ= تروي القفارَ بإغداقٍ بلا وَصَبِ
قلبُ الحميدِ بحارٌ في عواطفه = يرى العطايا بصدر واسع رَحِبِ
يرى الفضيلة والإكرام يغمره = والنفس راضية عفَّتْ عن العَتَبِ
أكرمْ بذي خُلُقٍ في تاجه دُرَرٌ = عِلْمٌ وحِلْمٌ وتفريجٌ عَن الكُرَبِ

هذه القصيدة تبين صفات المؤمن الصادق العليم الحليم بأعماله الرفيعة وأخلاقه الحسنة .
والبدء باجمل صفتين متميزتين هما الحمد والشكر مع إظهار الفرق بينهما أن الشكر عمل وعطاء بينما الحمد رؤية الفضائل والنعم التي أنعم الله بها على الإنسان. مع الرضا عن الله تعالى ومقاديره وهذه الصفات من أبرز صفات الأمة المحمدية ( أمة الحمد والحمادين). فالحمد أول نطق يخاطب به العبد ربه في الصلاة (في سورة الفاتحة).
إنّ من يمتلك هاتين الصفتين يتميز بصفات عديدة أخرى كالعلم والحلم وتخفيف مصائب وكربات الناس.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بسم الله الرحمن الرحيم
صدقٌ وعدلٌ وتنويرٌ لذي ظُلَم = يزجي سعادته في قلبِ مُكْتَئبِ
بَر ٌّبوالدهِ والأمُّ يحضنها = في قلبه عشّها مهداً من العُشُبِ
يجني الفضائلَ كي يمشي بها صبَبَاً = إنَّ الهدى عنده أغلى من الذّهَبِ
كالنَّحلِ يأكلُ منْ ورد ومن ثمرٍ = يسقي الورى عسلاً منْ أجوَدِ الرُّتَبِ
حتى الحياء أتى حبواً يداعبه = وَرْدُ الخدود بدا يحمَرُّ كالعنب
لا ينحني لشَقٍ مهما طغى وعلا = لكنه وَرِعٌ يخشى من اللَّهَبِ
فاحت رسالته عطراً يمازجها = للناس وجَّهَها شعراً مع الخطَبِ

تنويه وتعداد لأهم صفات المؤمن غير ما سبق : الصدق والعدل وإسعاد الناس وبر الوالدين وتقصي الفضائل للتخلق بها لأنها أغلى من الذهب.
مثال المؤمن في حديث رسول الله مثل النحلة تأكل من أطيب الطعام (رحيق الورد والزهر) وتضع طيباً (العسل) ومن أجمل صفات المؤمن الحياء بسبب حياة قلبه. والعزة لا يخضع للطغاة ومع ذلك فهو ورع يخشى عذاب النار. وهو صاحب رسالة يبلغها للناس. فما هي رسالته؟

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بسم الله الرحمن الرحيم
فاسمعْ وحاذرْ وسدّدْ بالخطى قدماً = واسعِدْ قلوبَ الورى وابْعِدْ عن الغضَبِ
لَطِّفْ لظى عَزَبٍ وارشده ذاتَ نهى = نِعْمَ الأليفُ سجى في زهرةٍ خَصِبِ
كالريح لاقحة للطَّلْعِ حاملة = والزهرُ ينظره يهمي من السُّحُبِ
أما الخصوم فأصلحْ ذاتَ بَيْنِهِمُ = إنَّ الصلاح تُقًى طوبى لمنتسِبِ
فالخير في أمَّةٍ طابتْ مزارعها = قطافُها ثَـمَرٌ يكتظُّ بالنُّجُب
وازرعْ بذور التقى تحصدْ سنابلها = ضعفاً مضاعفة تُجزى لمحتسِبِ
وارو النخيل بأرض الطيب في غَدَقٍ = تلقَ العُذوقَ غَدَتْ تزدانُ بالرُّطَبِ
واغنمْ صلاتك زيِّنها مُزَخْرفةً = عينُ الإله على راضٍ ومرتقِبِ
داوم عليها ترَ الأنوار قد سَطَعَتْ = تبدي الخفايا بلا سترٍ ولا حُجُبِ
إنَّ الصَّلاة لـَمصباحٌ لذي بصَرٍ= يَـميزُ بالنور بين الصِّدْقِ والكذِبِ

أيها الإنسان اسمع كلام الله تعالى وأدرك مغزاه واحذر الشياطين وأحابيلهم وسدد خطاك على الطريق المستقيم الذي يوصلك للسعادة الأبدية التي يجب أن تدخلها في قلوب الناس وابعد عن الغضب لتبقى في حاضرة العقل السليم.
وشجع على التكاثر الشرعي بتزويج العزاب ليكثر نسل المؤمنين فيقوم المؤمن بدور الرياح التي تلقح الأزهار بالطلع الذكري.
ومن هذه الصفات الحميدة الإصلاح بين المتخاصمين لاجتثاث بذور العداوة ومداخل الشيطان, وإنَّ المحافظة على الصلاة من أهم أركان بقاء الأمة وتزيينها بالتلاوة الصحيحة والعمل الصالح الذي يقيمها. فإن صحت الصلاة ينبثق نور القلب وتنفتح البصيرة. فتكون الصلاة كالمصباح الذي ينير الظلمات فيتبين الصراط المستقيم بشكل واضح بلا ضلال.