لم يعطك الله عينا كي تنام بها
مصطفى السنجاري
الشرق ماض كاسياف الى قِدَمِ
والغرب ساع الى قُدْمٍ بلا قدَمِ
فآنظرْ إلى الغرب والعمال أجهلهم
يذوب أعلم شرقيٍّ بعلمهمِ
بالعلم لا بسواه نيل منزلة
من العلى, ونضوج الزرع بالديمِ
هناك للعلم سعي الناس في نهمِ
كأنما ليس غير العلم من ذممِ
تغربوا في رحاب العلم وآزدحموا
على محاريبه , يا خير مزدحمِ
يُقَبِّلون تراباً تحت أخمصه
كتائبين آرتموا في حضرة الحرمِ
والعلم يجرع في أعتابنا ضعة
ونحن نركله في الباب بالقدمِ
لأجل ذلك فالمريخ صافحهم
ونحن في حاويات الجهل والسقمِ
هم كل يوم لهم شأن يشرفهم
ونحن عبءٌ على تاريخنا الهرمِ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يا أيها السيد الشرقيُّ ..لا تنم
العلم يندب فيك الوثب..فآقتحمِ
لم يعطك الله عينا كي تنام بها
فهل رأيت ضريرا قط لم ينمِ
إنهضْ فديتك شعري كله ودمي
وهل أخو العلم يفدي جاهلا بدمِ
مالي أراك وملء الأرض معرفة
صفر الوفاض من الأِبداع والحكمِ
كأنما الجهل ميراث حظيت به
مُلِئت منه على التعليم بالنقمِ
لم آنحناؤك والأقدار واقفة
إذا آستقام جميع الخلق فآستقمِ
كن صاحب العزم إن نادتك معضلة
وكن إذا العلم نادى فارس الكلمِ
صقِّل حسامك حيث الذود يندبه
صقِّل لسانك حيث المجد في الكلمِ
كن في الورود شذى يختال من أرجٍ
كن في اللظى شعلة تهتاج من ضرمِ
ماقيمة الغصن مخضرّاً بلا ثمرٍ
وقيمة القوم إن قاموا بلا قِيَمِ
ألست نجل الألى أفعالهم ملأت
جوف الوجود بمعنى الجود والكرم
إني يقطِّعُ في نفسي بأنك لا
ترى سوى ما تراه أعين البهمِ
عش عصرك المزدهىوآلبس قيافته
كن مبدعاً.. وبحبل الله فآعتصمِ
كن أي كينونةٍ في كونها ألق
لن يخدش الدين ما لم يؤت بالوصمِ
ما خلت ربك بالأديان عاقبنا
يرضى لنا أن نذل الروح بالسأمِ
العلم محترم والله محترم
وكل محترم يسعى لمحترمِ
بالعلم تستوثق الأجيال عروتها
كم أفسد الجهل في الأجيال من ذممِ
العلم كالغيث دفاق ومنهمرٌ
يحيا به الروض دون الجندل الأصمِ
الدين في القلب والأيمان يغمره
لا تعتقدْه جلابيبا على عِممِ
الدين أن يرحم العانيَّ مقتدرٌ
ويرحم َالناسَ أقواهم على الظُلُم
وديننا أن يعمَّ العدلُ عالَمَنا
ويملأ الطيرُ دنيا الروض ِبالنغمِ
وليس أن ينزوي جسم بصومعة
يطوي الضحى كلياليه كمتهمِ
إن جاهل صام في رمضان وهو
بعصر العلم ,لم يتعلمْ فهو لم يصمِ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ما هكذا ظن رب العالمين بكم
ولا الرسول ولا أصحاب ذوي شيمِ
أتهرعون إلى جهل لنيل غنىً
كأنما الجهل فيكم واهبُ النعمِ
والله لو يقطف الأمجاد ملتزمٌ
بالجهل أجزمُ ..كنتم خير ملتزمِ
مالي أراكم بأجداث الحيا رمما
ما أتعس الروح إذ تعتاش في الرِّمَمِ
الشعر كان قديما ملحُ مجلسكم
واليوم أصبح ذكرُ الزرعِ والغنمِ
ما لي أراكم غصوناً غير وارفةٍ
أين الأزاهير من ورد ومن عنمِ؟؟
أزهاركم عبثا عافت حدائقها
أوهمتموها بأن العطر من وهَمِ
حتى الشباب تراموا خلف شهوتهم
كأنهم حشْدُ ثيرانٍ بلا لُجم
لا يسمعون سوى مالا يهذبهم
فغير ملتزم مع غير محتشمِ
فذو العيون كما الأعمى بلا بصرٍ
وصاحب السمع يهوى حرفة الصممِ
كالأمس يومهمُ..كالليل صبحهمُ
لا بون يفصل بين الريح والنسمِ
لا ويب ان يعبد الدينارَ واحدهم
بالأمس كان أبوه عابد الصنمِ
أين الشباب وجمر الجيل في يده
أين الشباب يضج الكون بالهممِ
لا شيء في البال غير المال يترعه
لا شيء غير آمتلاء الجوف عندهمِ
خير من العلم دينار يشبعهم
فجلا ..أللعلم جوع دونما ألمِ
لَوْ أَنَّ سَعْيَهُمُ لِلْمالِ سَعْيُهُمُ
لِلْعلْـــمِ ,ذُلُّ بَنِيْ عَدْنانَ لَمْ يَـــدُم ِ
(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((( ((((((((((((