قيّم خالدة
إنّ تردّي وضع أمتنا وتهيّبها مردّه إلى التعاطي السلبي مع الدور المنوط بها حضاريا بخصوص قوانين التحضر وأصول المجد في الدنيا والسعادة في الآخرة، أصول وقوانين لا موضع لها في حياة أبناء أمتنا، ومنذ زمن بعيد تخلّوا عن كل ما هو جميل ورائع في الفكر والسلوك، تخلّوا عن مكارم الأخلاق، تخلّوا عن قيّم الإسلام وتعاليمه السمحة، ويكفي الإسلام يقينا مطلقا، وتكريما عظيما، وشرفا عاليا، وكمالا ليس محدودا ولا منقوصا، وديمومة أبدية، وشمولية تامة، وكونية صالحة، وخيرا لا ينضب، وعقيدة الفطرة السليمة والمحجّة البيضاء، وخاتم الرسالات، وسبيل الخلاص في الدنيا والآخرة، وأنّه دين الله الذي اختاره الله وارتضاه لعباده، ونزّله على نبيه ورسوله وحفظه من كل مكروه.
لا يستقيم حال أمتنا ولا تعرف النهضة البتة ولا تنعم بالحضارة إلاّ إذا تمسّكت وعيا وإيمانا وممارسة بتعاليم دينها الحنيف، ففيه ما يُغنيها عن غيره من الأنظمة والشرائع وتحلّت بمكارم الأخلاق التي تُعرف بأصول المجد في الدنيا وسبل السعادة في الآخرة.
فالسلام والأمان والحوار والتسامح والمحبة والإخلاص والوفاء والصدق قيّم تؤسس للاستقرار، وتضمن استمرار الطيّب من العلاقات، والفاضل من الروابط، والحسن من المعاملات، فتطيب الحياة ويطيب المقام فيها.
التواصل والتكافل والتضامن والتعاون والتطوع والإيثار قيّم تؤسس للوئام والتواد والتراحم والتعاطف والتعارف والتعايش والاتحاد والوحدة والتكتّل والقوّة والاشتراك في المصير وقوّة الدفاع عن الحقّ وعن الهويّة حين تعرّضها لمحاولات المسخ والزوال.
العلم والعمل والعدل والفطنة والشجاعة والكرامة وبذل الوسع في الجدّ وفي الخير والذكاء والإبداع قيّم ترفع صاحبها بين الناس، وتعلي من شأنه، وتؤسس للملك وتوسّعه وتحفظه، وتبني المجد وتديمه، وتصنع التطور والازدهار.