هل كتاب العين للخليل ؟
قال محمد صديق حسن خان القنوجي في كتابه "البلغة في أصول اللغة" :
" اختلف الناس في مؤلفه [ أي كتاب العين ] ، فقيل للخليل بن أحمد النحوي العروضي اللغوي البصري ، المتولد في رأس المائة ، المتوفي سنة خمس وسبعين ومائة ، وهو أستاذ سيبويه .
قال السيوطي في المزهر: وهو أول من صنف فيه ، وهذا الكتاب أول التآليف .
قال الإمام فخر الدين في "المحصول" : أول الكتب في اللغة "كتاب العين" وقد أطبق الجمهور على القدح فيه، ويفهم من كلام السيرافي في طبقاته أنه لم يكمله، بل أكثر الناس أنكر كونه من تصنيفه، قال بعضهم: وإنما هو لليث بن سيار الخراساني، عمله باسم الخليل، ولذا وقع الغلط فيه، ولو كان من الخليل لم يكن كذلك، وقيل عمل الخليل قطعة من أوله إلى آخر حرف العين، وكمله الليث صاحبه، ولهذا لا يشبه أوله آخره.
وعن ابن المعتز: كان الخليل منقطعاً إلى الليث، فلما صنفه وقع عنده موقعاً عظيماً، فأقبل على حفظه، وحفظ منه النصف، ثم اتفق أنه احترق، ولم يكن عنده نسخة أخرى، والخليل قد مات، فأملى النصف من حفظه، وجمع علماء عصره فكملوه على نمطه، أورد ذلك ياقوت في "معجم الأدباء".
وعن أبي الطيب اللغوي: أن الخليل رتب أبوابه، وتوفي من قبل أن يحشّيه.
قال ثعلب: وقد حشّاه قوم من العلماء إلا أنه لم يؤخذ رواية عنهم ، فاختل لهذا "
وفي موضع لاحق قال:
" وقال النووي في "تحرير التنبيه": كتاب "العين" المنسوب إلى الخليل إنما هو من جمع الليث عن الخليل، وأما قدح الناس فيه، فقال ابن جني في "الخصائص": أما "كتاب العين" ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عن نفسه "..اهـ