منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    "النمل الأبيض" يجتاح العراق،وسوريا،واليمن !!

    "النمل الأبيض" يجتاح العراق،وسوريا،واليمن !!

    ليست هذه الأسطر،سوى "ومضة من كتاب"متنكرة تحت هذا العنوان ... كما أنها ليست أكثر من "وداع"لكتاب "الطريق إلى مكة" .. وقد بيت النية – إن شاء الله - على إعادته لصاحبه،وإنهاء فترة استضافته،التي جاوزت الأشهر الأربعة!!
    إنه تحليل،من شخص إيراني .. يحلل "طبيعة الإيرانيين" في رسالة بعثها الإيراني "علي أغا" ل"محمد أسد"،تقول الرسالة :
    (إيران بلد عتيق – إلا أنها ليست على استعداد للموت. كنا على الدوام مقهورين. اجتاحت بلادنا أمم أخرى عديدة،كلهم مضوا إلى حال سبيلهم،وظلت إيران حية. {هذا الكلام ردده بالحرف تقريبا،رسول حمزتوف،عن بلده داغستان،بما في ذلك الغازي الفارسي،الذي دُحر هناك،كما ذكر"الغزو العربي"وليس الإسلامي! – محمود } في فقر وقهر.في جهل وظلام: إلا أننا ما زلنا أحياء . ويعود ذلك إلى أننا نمضي في سبيلنا الخاص بنا حاول العالم الخارجي أن يرغمنا مرارا على انتهاج وسائل أخرى للحياة – إلا أنهم دائما يفشلون . نحن لا نجابه القوة الخارجية بالعنف ،ولذلك نبدو للآخرين كأننا استسلمنا،إلا أننا من قبيلة الموريون – وهي تلك النملة الدقيقة الصغيرة التي تحيا أسفل الجدران. ربما تكون قد رأيت يا نور قلبي كيف تتهاوى المنازل ذات الجدران القوية فجأة بلا سبب واضح يبرر انهيارها المفاجئ. ما السبب؟ لا شيء إلا ذلك النمل الدقيق والذي يظل على مدى أعوام ينخر بصبر ممرات وحفر في قواعد البناء،يتقدم في كل مرة مقدار سُمك شعرة،ببطء،وصبر،ودأب،في كل الاتجاهات. حتى تفقد الجدران توازنها في النهاية وتنهار. نحن الإيرانيين مثل ذلك النمل. لا نواجه القوى الأجنبية والغربية بعنف وضجيج لا طائل من ورائه،بل نتركهم يظهرون أسوأ ما لديهم،ونحفر نحن في صبر ممراتنا وكهوفنا،حتى يأتي اليوم الذي ينهار فيه ما شيدوه .. ){ص 394 – 395 ( الطريق إلى مكة) / ليوبولد فايس "محمد أسد" / ترجمة : رفعت السيد علي / منشورات الجمل / الطبعة الأولى 2010}.
    ثم يحلل"أسد"،الإيرانيين،من زاوية أخرى،تأكد أنهم"نمل أبيض"حاقد على من أسقط الإمبراطورية الفارسية،وهذا تحليل لافت،لأنه يأتي من رجل،كان يهوديا ،أوربيا،ثم أسلم،فهو إذا من خارج منظومتنا،والتي قد توحي للمنتمي إليها ببعض الأفكار،والتصورات المسبقة،يقول "أسد" عن تشيع الإيرانيين .. ( لقد جاء ذلك متلائما تماما مع الميول النفسية الغامضة للإيرانيين. لقد انضموا إراديا إلى معسكر أولئك الذين ادعوا أن جوهر روح محمد انتقلت إلى عليّ ونسله،لم يكتف الإيرانيون بإشباع روح الغموض والألغاز فيهم،كان هناك دافع لا إرادي آخر لاختيارهم تلك المبادئ واعتناقها،فإن كان عليا هو الوريث والخليفة الشرعي للرسول،فإن الخلفاء الثلاثة الذين سبقوا عليّ {هكذا - محمود} لابد أن يصنفوا كمغتصبين للخلافة،وكان منهم عمر،وهو عمر ذاته الذي غزا إيران. ووفر بذلك سببا لتحويل الكره القومي لمن غزا الإمبراطورية الساسانية إلى كره عقائدي وديني – تلك العقيدة التي أصبحت خاصة بإيران : أصبح عمر هو من نزع حق عليّ وأبنائه الحسن والحسين وحرمهم من حقهم الإلهي في خلافة الرسول،وأن عمر بفعله ذلك لم ينصع لإرادة الله،بل عاداه،وأنهم لدعم إرادة الله ومشيئته،لابد من دعم حزب عليّ .. ومن داخل عداء قومي،ولدت شريعة دينية مغايرة.
    كان تعظيم وتمجيد الإيرانيين للعقيدة الشيعية تعبيرا عن احتجاج صامت على غزو العرب لإيران.أدركت الآن لماذا يلعن الإيرانيون عمر بكراهية تفوق في مرارتها تلك اللنعات التي توجه إلى"المغتصبين"الآخرين لخلافة عليّ ..أبوبكر،وعثمان – فمن المفترض من وجهة نظر الشريعة الشيعية أن يكون أبو بكر ،الخليفة الأول،المعتدي الرئيسي والمغتصب الأول،إلا أن عمر هومن غزا إيران. ){ص 417 - 418( الطريق إلى مكة)}
    يشير بعد ذلك"أسد"إلى "براءة"الصحابة الكرام،رضي الله عنهم، من "سلب حق سيدنا علي"،عليه السلام .. ويضيف :
    (الإيرانيون شعب سوداوي ومكتئب بالفعل.وانعكست كآبتهم على براريهم وأرضهم – تلك الأصقاع الممتدة التي تبدو بلا نهاية،وعلى ممراتهم الجبلية وطرقهم الممتدة بين المدن،وعلى قراهم المنتشرة في مساحات واسعة المبنية من الطين،وعل مشهد قطعان الأغنام التي تساق في المساء في موجات بنية رمادية إلى الآبار.وعلى حياة المدن التي تنسل كتساقط القطرات الشحيحة البطيئة على الدوام،دون تقدم صناعي أو معرفي بالمرح،كل شيء يبدو مغلفا في أحلام محجبة،وكل وجه تعلوه إمارات انتظار كسول متراخ. لا تسمع أبدا أي موسيقى في الشوارع.إذا علا صوت أحد التتاريين بالغناء في حظيرة استراحة على طريق نائي،فإنه غناء يخرق الأذن بغرابته. لا يغني علنا إلا المنشدون الدراويش،وهم بدورهم لا ينشدون إلا تلك الأناشيد العتيقة القديمة عن عليّ والحسن والحسين ،أناشيد مغلفة بالموت والدموع،وتمضي كالخمر المركز المعتق في رؤوس المستمعين،رعب مخلوط بحزن،أو رعب الحزن،إلا أنه حزن محبب ومرغوب فيه،يغلف كل الشعب) {ص 418 – 419 ( الطريق إلى مكة) ..}.
    نعم. رعب مخلوط بحزن... يضاف إلى ذلك الحزن"أذية للجسد" .. تشي،تماما،بالأذى الذي يمكن أن يتم إيقاعه بالعدو .. فمن يستمرئ تعذيب نفسه .. فإن حصل على عدوه .. قد يأكله حيا!!

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

  2. #2

    رد: "النمل الأبيض" يجتاح العراق،وسوريا،واليمن !!

    مقال مهم وتحليل مقنع منطقي.
    شكرا أستاذ محمود ولك تحيتي

المواضيع المتشابهه

  1. لا أثر للرجل "الأبيض" في أوروبة إلا منذ 8000 سنة
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى ركن اللغة الفرنسية .
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-09-2017, 07:14 PM
  2. مفاجأة.. "أيفون 7" ربما لن يحتاج للشحن على الإطلاق!
    بواسطة أوس الحكيم في المنتدى خاص بالهواتف النقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-19-2015, 09:08 AM
  3. كلمة " التحقيق"/الأستاذ يوسف مشرع الأبيض
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-27-2015, 06:55 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 08:03 AM
  5. "إعصار نار" يجتاح حقول وغابات البرازيل
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-26-2010, 07:26 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •