أ.نهلة السحيمي : تجربة تستحق التقدير
كتبتُ حتى الملل .. وقرأتُ حتى الرعب .. عن ذلك الكائن الذي غزا العالم .. وغزانا بشكل خاص .. أقصد ذلك الكائن الهلامي الذي يتمدد .. ويكاد أن يبتلع البلد بأكمله .. ويتشكل في صور مختلفة .. وكأنه"جني" .. يتشكل في صورة .. سُفر .. وأطباق .. وسكاكين .. وشوك .. وزجاجات .. وأكياس .. وما لا حصر له .
وذلك "الجني"بطبيعة الحال هو "البلاستيك".
شاهدت – قريبا عبر فيلم وثائقي - رعب بعض العلماء الغربيين من العاصفة البلاستيكية التي يتتبعونها في أعماق المحيط .. وخطورتها.
عفوا. لم أكتب هذه الأسطر لمزيد من البكاء على الأطلال .. فقد فتحت نافذة أمل .. والأمل في الله كبير.
تلك النافذة عبر الأستاذة نهلة السحيمي – وفريق "لأمتنا نحيا" – حيث يستقبلون زجاجات البلاستيك .. وأغطية تلك الزجاجات – إضافة إلى الورق وغيره - ومن ثم يبيعونها لأحد المصانع .. وينفقون قيمتها في الأعمال الخيرية.
وهذه تجربة تستحق الإشادة .. والدعم .. جزى الله القائمين عليها خير الجزاء.
وبما أنني خضت تجربة تجميع تلك الزجاجات .. فلا أقول إلا أعان الله الأستاذة "نهلة"وفريقها .. إنها أعداد لا حصر لها،خصوصا الزجاجات .. وهذه التجربة تفتح بابا لأقترح على وزير البيئة لدينا – أصر أنه من المستحيل ألا يكون لدينا وزير للبيئة ! – وضع حاويات مخصصة للبلاستيك إلى جوار حاويات (الزبالة) أجل الله الجميع.
ولو اقتنعنا بالمصائب التي تنتج عن ذلك البلاستيك .. لاستسهلنا تشجيع عمال النظافة – بتقديم حوافز مالية – لجمع البلاستيك .. من أجل إعادة تدويره.
وختاما .. جزى الله خيرا الأستاذة "نهلة السحيمي" وفريقها .. – والمصنع ومن ساهم في الأمر - وكثر من أمثالهم .. وأسعدهم في الدارين.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني