من جميل أقوال سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه . وصفه الدقيق للخفاش وسبقه للعلم بذلك إذ يقول :
ومن لطائف صنعته . وعجائب خلقته .ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شيء ويبسطها الظلام القابض لكل حي . وكيف عشيت أعينها عن أن تستمد من الشمس المضيئة نوراً تهتدي به في مذاهبها وتتصل بعلانية برهان الشمس إلى معارفها وردعها بتلألؤ ضيائها عن المضي في سبحات اشراقها واكنها في مكامنها عن الذهاب في بلج ائتلاقها فهي مسدلة الجفون بالنهار
على احداقها وجاعلة الليل سراجاً تستدل به في التماس أرزاقها فلا يرد أبصارها اسداف ظلمته ولا تمتنع من المضي فيه لغسق دجنته فإذا ألقت الشمس قناعها وبدت أوضاح نهارها ودخل من اشراق نورها على الضباب في وجارها أطبقت الأجفان على مآقيها وتبلغت بما اكتسبته من المعاش في ظلم لياليها فسبحان من جعل لها الليل لها نهاراً ومعاشا والنهار سكناً وقرارا وجعل لها أجنحةً من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران . كأنها شظايا الآذان غير ذوات ريش ولا قصب إلا إنك ترى مواضع العروق بينةً أعلاما لها جناحان لمّا يرقا فينشقا ولم يغلظا فيثقلا
تطير وولدها لاصقٌ بها لاجيءٌ إليها يقع إذا وقعت ويرتفع إذا ارتفعت لا يفارقها حتى تشتد أركانه ويحمله للنهوض جناحه ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه فسبحان الباريء لكل شيء على غير مثالٍ خلا من غيره
لاحظوا الوصف الدقيق لاسيما كيف ترضع الأم صغارها وهي محلقة في الجو