أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / Abdo Ramzi
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄ قال تعالى فى سوره الزمر
• ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )
1 ــ لِم ذكرت الجلود أولاً ثم قُرنت بها القلوب ؟
2 ــ دلاله لين الجلود عقب القشعريره ؟
3 ــ الفرق بين ( الخشيه .. الخوف .. الوجل )
4 ــ لِما وجِه السؤال للجلود حين شهدت وقت الحساب ؟
♦ الجواب :◄
♣ أولاً :◄
قال الزمخشري ( الكشاف 5/301 ) :◄
• فإن قلت :◄ لم ذكرت الجلود وحدها أوّلاً، ثم قرنت بها القلوب ثانياً ؟
• قلت :◄ إذا ذكرت الخشية التي محلها القلوب ، فقد ذكرت القلوب ،
• فكأنه قيل :◄ تقشعر جلودهم من آيات الوعيد ، وتخشى قلوبهم في أوّل وهلة ،
• فإذا ذكروا الله ومبنى أمره على الرأفة والرحمة •←• استبدلوا
◘ بالخشية رجاء في قلوبهم،
◘ وبالقشعريرة ليناً في جلودهم.
♣ ثانياً :◄
• وإنما جُمع بين الجلود والقلوب في قوله تعالى :◄
• ( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ )•←• ولم يُكتف بأحد الأمرين عن الآخر
• كما اكتُفي في قوله تعالى : ◄
• ( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) •←• لأن اقشعرار الجلود حالة طارئة عليها
• لا يكون إلا من وجل القلوب وروعتها فكنّي به عن تلك الروعة.
• وأما لين الجُلود عقب تلك القشعريرة فهو رجوع الجلود إلى حالتها السابقة قبل اقشعرارها،
• وذلك قد يحصل عن تناسٍ أو تشاغل بعد تلك الروعة ،
• فعطف عليه لين القلوب ليعلم أنه لين خاص ناشىء عن اطمئنان القلوب بالذكر
كما قال تعالى :◄ ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
• وليس مجرد رجوع الجلود إلى حالتها التي كانت قبل القشعريرة.
• ولم يُكتف بذكر لين القلوب عن لين الجلود •←• لأنه قصد أن لين القلوب أفعمها
• حتى ظهر أثره على ظاهر الجلود.
♣ ثالثاً :◄
• الفرق بين الخشية و الخوف و الوجل ؟
• ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (35) الحج )
• ( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (23) الزمر )
• ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ (50) النحل )
1 ــ الخوف •←• توقع أمر مكروه يخاف من شيء
أي يتوقع أمر مكروه لأمارة معلومة فيخاف شيئاً.
2 ــ الخشية •←• خوف يشوبه تعظيم
• ولذلك أكثر ما يكون ذلك إذا كان الخاشي يعلم ماذا يخشى
• ولذلك قال تعالى •←• ( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )
• أكثر من يكون الخشية عن علم مما يخشى منه .... لماذا يخشى ؟
• هنالك مسألة يعلمها تجعله يخشى فلذلك قال تعالى •←• ( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )
• لأن العلماء أعلم بربهم من غيرهم فهم أكثر الناس تعظيماً لله عز وجل.
• وقسم قال الخشية •←• أشدّ الخوف.
◘ نلاحظ أمرين :◄
1 ــ هم يقولون الخوف توقع أمر مكروه وعندنا آيتان توضحان المسأله
الآيه الأولى :◄ فى آل عمران
• ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
• ( فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
• ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
الآيه الثانيه :◄
• ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ )
◘ ننظر كيف استعملت الآيتان في القرآن الكريم :◄
• آية آل عمران في سياق توقع مكروه، في سياق القتال، توقع مكروه في سياق القتال
• الخشية •←• أشد الخوف، في مقام •←• أشد الخوف،
• ثم هي في مقام توقع سياق مكروه فقال•←• ( فلا تخافوهم وخافون ).
◘ والآية الأخرى (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ .... ) •←• ليس هناك توقع مكروه
• فقال •←• ( فلاتخشوهم ) .
• في توقع مكروه •←• قال فلا تخافوهم
• ولما لم يكن توقع مكروه •←• قال فاخشوهم.
• لما قيل •←• ( قد جمعوا لكم فاخشوهم ) أشد الخوف. هذه اللغة،
• الخشية أشد الخوف وفي بعض السياقات تحتمل الخوف الذي يشوبه تعظيم والسياق هو الذي يحدد.
3 ــ الوجل •←• يقولون هو الفزع ويربطونه باضطراب القلب تحديداً
• كضربة السعفة •←• ( سعفة النخل )
• كما قالت عائشة رضي الله عنها •←• ( الوجل في قلب المؤمن كضربة السعفة )
• ويقولون علامته حصول قشعريرة في الجلد
• ( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ).
• وقالوا الوجل •←• هو اضطراب النفس
• ولذلك في القرآن لم نجد اسناد الوجل إلا للقلب.
• إما للشخص عامة •←• ( قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ )
• أو للقلب خاصة •←• ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) •←• فقط أسند للقلب
• في حين أن ( الخوف و الخشية ) •←• لم يسندا للقلب في القرآن كله.
• الوجل في اضطراب القلب تحديداً
• ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ).
• وترتيب هذه الكلمات هو:◄ ( الخوف .. الخشية .. الوجل )
♣ رابعاً :◄
• ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا
قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ
وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُو )
• لماذا تحديداً وجِه السؤال للجلود ؟
• لأن الجلود هي التي تُعذّب
• ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا )
• كأنما يقولون فهمنا السمع والبصر لكن أنت يا جلود لِمَ شهدت علينا ؟
• هي التي ستُعذَّب •←• ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ )
• المفروض في نظرهم ألا تشهد عليهم ... أنت حق عليك العذاب فلم شهدت علينا ؟
• وهي ليست كالسمع والبصر، يا جلود لم شهدت علينا ؟ العذاب سينالك ألم تفكري في نفسك ؟
• الجلود هي فعلاً الأولى بالسؤال ... لماذا ؟
• لأن العذاب سينال الجلود وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها
• فهي مدركة للعذاب وهي تحس بالألم فيتوجه السؤال لها منطقياً
• لأنها تشعر بالعذاب وتحس به وتتألم به
• فكان السؤال منطقياً للجلود •←• ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا )
• لكن هذا لا ينفي أن السؤال موجه للسمع والأبصار
• فهي أي السمع والبصر شهدت عليهم
• أما مناط الشعور والإحساس بالعذاب هي •←• الجلود
• والجلود شهدت فلهذا انتقدت الجلود بالسؤال
• فقالت •←• ( قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ )
• ليس بأمرنا ولكن الله تعالى أنطقنا.
• يومئذ كل شيء يتكلم ولا نتكلم بالأفواه
• ولكن تشهد الأيدي والأرجل
• ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )
• اللهم إجعلهم ينطقون علينا بالحسنات مِن فضلك علينا يا أكرم مَن نسأل
• نقلاً ( Jamila Elalaily )