إسقِنيها..
كُلَما نَزفَ الوقتُ
بَطيئاً
تَرتمي في فُسحَةِ الشَوقِ حُروفي الراجِفة
أُمسِكُ الريحَ
فَتَأبى..
أستجيرُ النَفَسَ الآتي من الطَيفِ البَعيد
يا وجيعاتي.!
وخَوفي من ظَلامِ الفَقدِ
تَستميلُ النَبضَةُ الأخرى قَراري
أين مني لهفةٌ تُمسِكُها.؟
وهيَ عَني
في مَطاوي دَهشَةِ الأَسرارِ
تَمضي لِلغِياب
خُطوَةٌ تَأخُذُها.!
وأنا أَبقى بِرَسمِ الانتِظار.
يا لِهذا الأَلَمِ المَسكون فيَّ
يا لِهذا البُعد، كَمْ أَدمى اصطِباري
يَرعُشُ القَلبُ
وَيُلقيني على مَوجِ الخُشوع
باردٌ.. يَسكُبُ في قَلبي
فُيوضاً مِن جِراحٍ نازفة
يا وجيعات انتظاري
طَفحَ الكَأسُ..
تَشَظّى في عُروقي عَلقَماً
لم أعد أُخفي
ومت عدتُ أُماري
حارَبَتني ساجِياتُ الطَرفِ
ألقَينَ على مَرجِ الأَماني
جَبَلاً مِن واهِمات
حِرتُ.! ما هذا الزُحام..!؟
بَين مَن يَشدو على بابِ اللِقاءاتِ
غِناءً
وَعِناقاً.
وعلى قُربٍ لَصيقٍ آخَرٌ..
يَصعَدُ نَوّاحاً قِبابَ السِحر
يَركبُ الرِيح شَغوفاً
وَيُداري..
يُقاسِمُني شَواظي.
آهِ مِن أوجاعِ نارٍ فَوقَ ناري.
"وَكَناريٌّ" يُداري بِالرُعافِ المُرّ
آهٍ.. كَم يُداري.!
أتقَنَ الصَمتَ الحَزين
أَعلَنَ العِصيانَ
ما عادَ يُغَني..
في انعِتاقِ الصُبحِ أَسرابٌ تَطير
وَهوَ مِثلي بينَ قَضبانٍ
سَجين..
وَأنا.. أَتقنتُ فَنَّ الأسرْ
ما كانَ اختِياري
ما لهذا الحُزنُ يُدمي مُقلَتيَّ.!
أأسيراً.!؟
تارَةً أَصعَدُ فَوقَ الصَبر
أَبكي نَزَقاً
مِثلَما يَفعَلُ مَأسورٌ
يُداري قَهرَهُ
صَرَخاتٍ زائِفَة..
فَوقَََ عودٍ يُشبهُ الغُصنَ
جُروحٌ نازِفة
حَسبُها،
تَجتاحُ في صدرِيَ قَهراً
فأنا.. مُذ تَوارَتْ مُهجَتي
عَن مَهدِ شَوقي
أُعاني رَبقَةَ السِجنِ
وَجُرحي راعِفٌ
فَتَعالي..
أدرِكيني..
قَد رَمَتني زَحمَةُ الأيامِ
في بَحرِ الظُنون
أينَ أنتِ.؟
هَل..!
وَيَصعَقُني الجُنون..
مَن يُناغي طَيفَ روحي
مَن يَساكِنُ راحَتَيكِ
وَمَن.. وَمَن..؟
وَأنا في ظُلمَةِ الأَسرِ وحيداً.. كم أعاني
كَأسِيَ العَلقَمُ مَرٌّ
فَاسقِنيها مِنكِ
يا شَهداً يَناغي وَحشَتي
فَهل يَصحو سُباتي.؟
أَتَشَظى نَشوَةً حَتى أَراكِ
في مَرايايَ، وفي حُلمي
وَفي أَسوارِ سِجني
كَيّ أُغَني طَرباً
لَحنَ الكَناري
أنتِ لي..
أنتِ.. لا أحَداً سِواكِ
%%%