تاريخ الجدار
محمد زعل السلوم
بعد الحرب العالمية الثانية خضعت ألمانيا إلى أربع قوى إحتلال ، وتم تقسيم برلين إلى 4 قطاعات ، وتم تأسيس إدارة مشتركة للحلفاء الغربيين في وقت مبكر، والذين لم يتمكنوا بالمقابل من إقامتها مع الاتحاد السوفييتي ، كما لم يكن ذلك ممكناً ، وفي عام 1949 تم الإعلان عن قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية ، والجمهورية الديمقراطية الألمانية ، وبذلك تتحول ألمانيا إلى دولتين
وكانت المنطقة الحدودية في برلين تخضع للحراسة حتى عام 1952 ، بعد ذلك التاريخ تم تكثيف الحراسة ، والرقابة على الحدود ، وفي عام 1957 تمت مكافحة ما سمي وقتذاك مكافحة ( الهجرة غير الشرعية) ، وهذا الزوج وضعا تحت قيد الاحتجاز بعد رفض هجرتهما في عام 1961.
مع زيادة تدفق اللاجئين إلى ألمانيا الغربية ، ونقص اليد العاملة التي شهدتها ألمانيا الشرقية ، فضلاً عن ارتفاع أصوات المعارضة السياسية التي مثلت الفقراء الألمان ، أرادت حكومة ألمانيا الشرقية منع تدفق اللاجئين ، لكنها لم تتلق الدعم المباشر من الاتحاد السوفييتي ، فأعلن أولبريخت والتر رئيس ألمانيا الشرقية عبارته الشهيرة آنذاك : ( لا أحد ينوي بناء الجدار) .
لكنه في وقت لاحق من الشهر وتحديدا يوم 13/آب أغسطس /1961 تم البدء ببناء الجدار ، في برلين ليتم تطويقها.
في البداية سياج من الأسلاك المؤقتة ومن ثم بناء الجدار الحجري في وقت لاحق.
وصل طول جدار برلين عند إنهاء تشييده إلى 155كم ، عدا 302 برج مراقبة ، وداخل الحدود الألمانية الداخلية ما مجموعه 600 برج مراقبة
كونراد شومان أحد أوائل الألمان الذين فروا في بداية بناء الجدار، وكان قد أشرف على أعمال بنائه ، لكنه هو نفسه قرر الفرار، وانتشرت الصورة التي خلفها في جميع أنحاء العالم ، وفي عام 2009 تم بناء نصب تذكاري على غرار ما حصل معه.
أثار جدار برلين وعلى الدوام احتجاجات قاسية قام بها السكان ، فيم وصف الحزب الحاكم بألمانيا الشرقية الجدار بأنه ( جدار واقي ومعادي للفاشية) ، وأنه ضمانة للسلام في أوروبا.
تم تشغيل الذين حاولوا الفرار بعملية بناء الجدار ، وكل من يحاول الفرار كان يتم إطلاق الرصاص عليه فورا ، وقد أدت عملية مكافحة الفرار إلى قتل 136 شخص وقد تمت محاكمة الحراس والجنود والضباط المسؤولين عن عمليات القتل في محكمة خاصة عام 2004 تحت اسم (عمليات حماية الجدار)
كشف الجنود نفق الهروب أسفل الجدار الذي فرق العائلات والأصدقاء والجيران .
تبدو في هذه الصورة إحدى المشاهد الدرامية التاريخية والشاهدة على وحشية الجدار ، إمرأة عمرها 77 عاماً تقفز من النافذة ، للفرار إلى ألمانيا الغربية ليفاجئها رجال الشرطة ويقبضون عليها ، ويمسكوها من ساقيها لإعادتها إلى الشرقية ، مع أنها حاولت القفز بطريقة آمنة للخروج وبثوب واحد .
في 9 نوفمبر تشرين الثاني عام 1989 سقط جدار برلين ، ففتحت ألمانيا الشرقية الحدود ، لإعادة توحيد الوطن ، فعادت الألمانيتين دولة واحدة وعادت الأمور إلى مسارها الطبيعي.
عام 2009 احتفلت ألمانيا بالذكرى العشرين لسقوط الجدار ، ولتبقى ذكرى الوحدة تم وضع الزهور على نصب شارع براونر شتراسه.
أصبح جدار برلين رمز هام لإعادة توحيد ألمانيا ، فالحجارة هي مجرد علامات تدلنا عن مسار الجدار وامتداداته على طول الشوارع البرلينية والأرصفة ، للتذكير برمز الوحدة الألمانية.
في 13 /أغسطس من عام 2011 احتفلت ألمانيا بالذكرى الخمسين لبناء الجدار بحضور المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول والذي وضع نصب تذكاري لهذه الذكرى المؤلمة بالتاريخ الألماني الحديث ضمن سياق الاحتفالات الرسمية لإحياء تلك الحقبة الزمنية.