أصدقاء الإسلام آخر تحديث:الخميس ,07/01/2010




صالح الخريبي


أضم صوتي إلى صوت الدكتور محمد على البار وأدعو منظمة العالم الإسلامي وكل الدول العربية والإسلامية الغيورة على دينها إلى دراسة ونشر إسهامات كبار المفكرين في الغرب الذين أحبوا الإسلام وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وبالقرآن كتاباً منزلاً من عند الله. فتسليط الضوء على فكر هؤلاء أفضل رد على الحملة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام في كل مكان في الغرب هذه الأيام، خصوصاً وأن علاقة هؤلاء بالإسلام تعرضت للتعتيم من جانب الذين يكيدون للإسلام في الغرب، إلى درجة أن كتاب جوته “الديوان الشرقي” لم يتعرض للدراسة والتقييم من جانب أي كاتب غربي رغم أنه من أفضل كتاباته، وفي موسوعة الحضارة لم يكتب عنه وول ديورانت إلا سطرين.



والذين فتنهم الفكر الإسلامي كثيرون، ومن هؤلاء مايكل هارت الذي اعتبر الرسول الكريم أعظم شخصية في التاريخ، وبوشكين أمير شعراء روسيا، وثوماس كارلايل أكبر فلاسفة الغرب الذي عرّف الشاعر الألماني جوته بالإسلام وكان يقول: “عندما تبدأ بقراءة القرآن الكريم تدرك على الفور إنه ليس كتاباً عادياً، وتحس إنه ينبع من الحقيقة الكبرى المحيطة بكل الحقائق، وكلماته تدخل القلب، وأبرز ميزة له هي أنه نور وهدى صادقان”، والمهاتما غاندي الذي كان يكن احتراماً شديداً للإسلام، ويقال إنه اعتنق الإسلام سراً، ولم يجهر بسبب مكانته كزعيم هندوسي، وكبير شعراء الهند كابر الذي كان يعتقد أن المهمة التي أعدته الأقدار لها هي نشر الإسلام، وكان يتحدث عن توقه إلى “عقيدة دينية لا يكون فيها أوثان في المعابد ولا طبقات، ولا يكون فيها من الآلهة إلا اله واحد” ونابليون بونابرت الذي نشرت صحيفة لومانيتور الناطقة بلسان الدولة الفرنسية في حينه خبرا ذكرت فيه أنه اعتنق الدين الإسلامي وغير اسمه إلى علي نابوليون بونابرت، كما أقنع الجنراك جاك مينو، أحد كبار جنرالاته، باعتناق الإسلام وأشرف شخصيا على نطقه بالشهادتين، ويعترف لويس انطوان فوفوليه دي بوريان، سكرتير نابوليون أن نابليون كان يتحدث كمسلم، ويناقش الفقه الإسلامي مع علماء الأزهر ورجال الدين، وناقش في عدة مناسبات مسألة اعتناقه الدين الإسلامي مع العلماء المسلمين، وظهر في مناسبات عامة بالزي الذي يرتديه رجال الدين الإسلامي، ويجمع المؤرخون على أنه كان شديد الإعجاب بالشريعة الإسلامية إلى درجة أن معظم مواد قانونه المعروف باسم “قانون نابليون” مستمد من فقه الإمام مالك، ورغم ان الحكومات الفرنسية المتعاقبة حاولت حذف كل ما له علاقة بالشريعة الإسلامية من قوانينها، إلا أن القانون الذي طبقته في حادث مصرع الأميرة ديانا في النفق الباريسي يستند إلى الشريعة الإسلامية، فالقوانين الغربية لا تجرّم الذي لا يتحرك لنجدة مصاب مثلا، ولكن الحكومة الفرنسية اعتبرت المصورين الصحافيين مدانين لأنهم لم يفعلوا شيئاً لمساعدة ديانا في اللحظة الحرجة.



وهؤلاء الكبار وكثير غيرهم انصفوا الإسلام كما لم نفعل نحن، والقارئ الغربي على استعداد للاستماع إليهم أكثر من استعداده للاستماع إلينا. وتسليط الضوء على مواقفهم من الإسلام أكبر خدمة يمكن أن نؤديها لديننا الحنيف.



أبو خلدون