حلم أمل
أنا أمل
مدًرسة علم نفس بإحدى المدارس الثانوية بالأسكندرية 0
أعشق القراءة وخصوصًا الخيالية منها والعاطفية 0
أنهل من المعارف بكل أنواعها 0
لكن ثمة وساوس وأحلآم تراودنى فيها من العجائب والغرائب مايثير فى النفس
أسئلة كثيرة وإستفهامات متعاقبة !؟
******************************
فى ليلة ما 0
رأيت فيما يرى النائم 0
أننا فى القرن الخامس والعشرين
ساد السلآم وعمً ربوع ألآرض
تنوًعت الثقافات , علت العلوم , إزدهرت ألآداب والفنون , فإنطلق ألإنسان بالعلم
والتكنولوجيا إلى آفاق عظيمة لم تكن معهودة من قبل 0
كثرت ألإختراعات وإنتشرت وأصبحت مسخًرة لخدمة ألإنسان ورفاهيته 0
إنطلق ألإنسان بأدواته وأجهزته فصنع مراكب فضائية وتنقًل بين الكواكب السيارة
بحرًية , فملأ الفضاء الكونى 0
أقام المستعمرات الخيالية فى المسارات الكونية 0
أنشأ المنتجعات والمتنزهات السياحيًة فوق سطح الكواكب المختلفة وجهًزها بكل
أدوات الرفاهية 0
**********************
أمًأ أنا
فأنا ألأميرة المتًوجة على إحدى هذه الكواكب والفابعة فى أقصى الشرق
كوكب مانو
إنه كوكب عجيب !
أرضه بيضاء ناصعة قدًت من معدن مجهول 0
منير بلآ ضوء
عذب المناخ بلآ نسيم
متضوًع بشذا طيب من قرنفل وياسمين
جدران منازله زمرديًة كأنما طعًمت بالماس
كوكبى هذا من النساء فقط 0
كلهن نساء
ونساؤه شباب
وشبابه جمال ملآئكى صارخ 0
******************************
لآيستطيع إنسى الوصول اليه , ومن يحاول يجد نفسه لآيستطيع الرجوع ولآ التوقف ,
وتدفعه قوى مجهولة دفعًا فيحلوا له المشى العقيم إلى ألأبد حتى يسقط فى شراكنا فنصطاده
كما يصطاد ألإنسان ألأرانب البرية فى المفاوز ثم نقذف به إلى غياهب المجهول 0
********************************
فى أوقات الفراغ يحلو السمر واللعب والصيد والقنص , فأخرج وصويحباتى لإصطياد
الجان المنتشر فى الدروب المحيطة , يتسمًع مايدور , ويمشى بالوقيعة بين أهل الكواكب
ألأخرى , فنخرج جماعات متسلًحين ببنادق ضوئيًة حتى إذا حاذينا مفازة الغياهب بدأنا
فى ألإنتشار وعقد ألأكمنة خلف النيازك والشهب وعند ظهور جنى نطلق عليه أضواء
ثاقبة ونبسط شباكنا فيخر فيها ضعيفًا لآحول له ولآ قوًة 0
*****************************
تعدًدت أعمال القنص ولهو ألإصطياد 0
وفى إحدى هذه المرًات كان المحصول وفيرًا , عدنا بشباكنا محمًلة بأعداد كبيرة منهم 0
لكنهم كانو يصرخون فى فزع , ويتنادون فى جزع , ويعلوا صوت نحيبهم وبكاؤهم ,
مرتعشوا ألأطراف , زائغوا النظرات , يحاولون قضم الشباك بأنيابهم , يتخبًطون فى
هرج ومرج شديد , وصويحباتى يطوًقونهم وقد علت وجوههن إبتسامات النصر فإنطلقن
فى ضحكات معربدة مجنونة , ثملة بالنصر , سكرى بالفوز 0
وإحترت ماذا أفعل بهذا الكم الهائل ؟
وإتفقنا أن نودعهم فى مستعمرة أقصى الجنوب ضاربين حولهم بسوط غليظ من المغناطيس
لآيستطيعون الخروج والفكاك منه 0
***************************
إستقر بهم الحال فى المستعمرة 0
إلإ أن فرط نحيبهم ذاد , وإرتفع صوت بكاؤهم حتى أقلق مضاجع جميع مافى الكواكب
لذا قررت أن أتخلص منهم وأقذف بهم إلى غياهب المجهول وهمست قائدة الحرس فى
أذنى :
فلنستعن بالأشدًاء منهم لحراسة كوكبنا
وقررت أن أشاهدهم على الطبيعة وأختار بنفسى
********************************
فى الميدان الكبير
وفى وسط لآلىء من وصيفاتى
تقدًم ألأسرى فى زلًة , يزحفون على ألأرض فى إنكسار , مطأطىء الرؤوس ,
خافضى ألأبصار 0
وبدأت فى إختار أشدائهم !
وفى أثناء إنهماكى فى ألإختيار جاء الدور على جنى يتقدًم فى ثبات , مرفوع الرأس
فى شجاعة , فى إهاب فتى أمرد , قوى الجسم متناسق , وجه مليح ينضح فتوًة وشبابا
شعر أسود مفروق , نظرة عينيه قوية متسلطة كأنها شعاع كوكب درى , وعند وقوفه
أمامى إبتسم إبتسامة أفقدتنى لبى !
أكملت إختيارى على عجل وأنا مضطربة حائرة قلقة 0!
إرتعش كيانى كله
عدت إلى قصرى وأنا فى حال غير الحال
ماذا حدث ؟
ماهذا الوجه الساحر ؟
مادهانى ؟
*****************************
حاولت أن أحافظ على رباطة جأشى !
لكن فى ليلة ضعفت مقاومتى فإستسلمت لنداء خفى 0
تسللت وأنا ألأميرة المتوًجة إلى مخدعه الحقير 0
إرتميت بين زراعيه , ضعيفة , ملهوفة , منهومة
وتكررت الزورات
غارقة أنا فى بحور لآمتناهية من الوجد والصبابة
تركت المملكة والكوكب والجاه والكون كله
ثملت , إنتشيت , سبحت
همست له وأنا ألثم أنامله :
- الوقت يمضى سريعا 0كيف السبيل إلى توقفه ؟
وبإجابة سريعة أجاب :
- فى أيدينا كل مانحب
قلت وأنا ثملة بالنشوى :
- لكن أريدك كل الوقت
أجاب ونظرة عينيه تخترق وجهى :
- نهرب إلى القمر
- القمر
- نعم القمر , كوكب هادىء جميل , نقضى فيه حياتنا
- لكن
- بدون لكن , حالآ وفورا أطلقى سراح جميع ألأسرى وننطلق نحن إلى القمر
**************************
على سطح القمر وحدى
الكثبان الرملية , الهضاب الجبلية , ألأخاديد الصخرية
الشمس حارة وغليظة
وحدى أنا
على سطح القمر
لآتوجد حياة
أكاد أختنق
ويعلو صوتى فى تضرًع أليم
رباه 00الرحمة 00 الغوث
************************************************** ****************************************** إنتهت صبا ح الجمعة الموافق 2007/6/29
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم
ألأسكندرية