ما الأمر الذي يمكن أن يخيفك ويقلقك في الحياة بشكل عام؟..هل هو القلق من عدم القدرة على تحقيق النجاح في مجالك المهني الذي تحب؟.. أن لا تجد الشخص الذي يستحق أن تكمل معه حياتك وتصبح أهدافكما واحدة؟.. أن تكون غير قادر على تربية أولادك التربية السليمة لكي يصبحوا أفراداً ناجحين وفعالين في المجتمع؟..أن لا تكون قادراً على تحقيق الشعور بالسعادة..؟.
كثيرة هي الأمور التي تقلقنا في الحياة؛ فمنذ بداية إدراكنا الحياة من حولنا ومبادئها وقوانينها، فإننا نحاول أن نعيشها بالشكل الذي يرضينا وغالباً ما نلوم أنفسنا على ارتكاب أبسط الأخطاء «متناسين» و»متذكرين» في آن معاً أن الحياة لا يمكن أن نحياها أكثر من مرة.
إذ بمجرد «تذكرنا» أننا لا نستطيع أن نحيا الحياة سوى مرة واحدة يجعلنا نراقب أفعالنا، وننتقد أنفسنا على كل تصرف، سواء كان بسيطاً أم كبيراً، حيث إننا نريد تحقيق الأهداف التي ترضينا.
وفي الوقت نفسه، فإننا «ننسى» أن الحياة لا يمكن أن نحياها إلا مرة واحدة وبالتالي ندع للقلق أن يسيطر علينا. فهناك العديد من المخاوف والهواجس التي قد لا تفارقنا والتي لا تسمح لنا بالاستمتاع بالحياة والأمور الجميلة من حولنا، بل وتمنعنا أيضاً من الاستمتاع بالانجازات التي نحققها.
وقال الخبراء، إن هناك بعض المخاوف الأساسية التي تقلقنا جميعاً، إلا أنها وعلى الرغم من أنها تبدو فعلاً مثيرة «للقلق»، يمكن مواجهتها من دون السماح للقلق بأن يفقدنا متعة الاستمتاع بالحياة.
ولكن ما هي أكثر الأمور التي تقلق معظمنا والحلول الأفضل لمواجهتها؟.
القلق من أن لا نستطيع تربية أولادنا التربية الصحيحة
كثيراً ما ينتابنا القلق من أن لا نكون قادرين على تربية الأولاد التربية السليمة.
كما أننا نخشى من أن لا نستطيع إيصالهم إلى المرحلة التي يستطيعون فيها الاعتماد على أنفسهم وأن لا يكونوا أفراداً ناجحين وفعالين في المجتمع.
ويعتبر هذا القلق الذي ينتاب الأهل من فترة لأخرى أمراً طبيعياً؛ ولكن من الخطأ أن يدعوه يتحول إلى «هاجس».
وللتخلص من هذا القلق؛ من الضروري أن تثق بقدراتك على تربية الأولاد تربية سليمة.
ويقول الخبراء، إنه من الخطأ أن تواصل مدح أطفالك، معتقداً أنك بذلك تكون أباً صالحاً أو أماً صالحة، بل حاول أن تمدح أفعالهم الإيجابية؛ فعوضاً عن أن تقول له أنه «عبقري» ثمّن مطرياً على قدرته على العمل بجهد.
القلق من أن لا تبقى محافظاً على الحب بينك وبين الشريك
من بين أهم المخاوف التي تنتاب معظمنا، الخوف من أن «يختفي» الحب بيننا وبين الشريك بعد مرور فترة على الشراكة الزوجية.
فهل يمكن أن «يموت» الحب الذي جمع شخصين والذي جعلهما يقتنعان بأنهما لن يكملا حياتهما إلا معاً والذي جعلهما يوحدان أهدافهما في حياة أصبحت واحدة بالنسبة لكليهما؟.
وعلى الرغم من أن هذه المشاعر قد تكون طبيعية، إلا أنه من الخطأ أن تتحول إلى «هاجس» يلاحقنا دائماً.
وللتخلص من هذا القلق؛ حاول أن لا تدع مشاعر الخوف تفسد علاقتك بالشريك.
ولكي تحافظ على الحيوية ضمن شراكتك الزوجية، يمكن أن تقوم بتجارب جديدة مشتركة كالذهاب في رحلة ترفيهية أو مشاهدة فيلم جديد.
كما أنه من الضروري أن تحافظ على الجانب الإيجابي في الشراكة فعندما توجه لشريكك أي نقد، حاول أن تذكر له إيجابياته إلى جانب النقد.
القلق من أن لا تشعر بالسعادة أبداً
ينتابنا أحياناً الشعور بأننا قد لا نصل أبداً إلى السعادة، وأننا سنظل نبحث عنها دون جدوى.
ولكن يقول الخبراء، إن السعادة يمكن أن تكون بين أيدينا في حال استطعنا إدراكها.
وللتخلص من هذا القلق؛عندما تشعر بأنك تفتقد السعادة لا تقنع نفسك بأن التسوق يمكن أن يجلب لك السعادة، بل حاول «شراء» التجارب السعيدة عوضاً عن الأشياء الجديدة؛ أي توجه إلى المراكز الترفيهية بصحبة الأصدقاء كالمقاهي أو السينما.
القلق من أن لا تحقق النجاح الذي تريد
على الرغم من أن هذه المشاعر ضرورية، لكي تكون قادراً على تحقيق أهدافك، إلا أنه من الخطر أن تدع لمثل هذه المشاعر أن تسيطر عليك.
فمن الطبيعي أن تشعر بالقلق، لكن حاول أن تثق بقدراتك.
وعندما تشعر بأنك تعاني من الضغط النفسي في العمل، لا تتردد في الابتعاد قليلاً، حيث يساعدك ذلك على العودة بكامل النشاط والحيوية لمواجهة المهام.