في يوم ميلادي ال 75 / الحاج لطفي الياسيني
*****
في مثل هذا اليوم المنقطع النظير
وضعتنـي امـي ............ كـان الميـلاد
الاول كـان الحـزن
وكـان البـؤس
وكانـت موسيقـى الـجـاز العربـيـه
تعـزف فـي منزلنـا
جئـت ولا ادري ولمـاذا
جئـت احمـل اعبـاء
التـاريـخ المتـكـيء عـلـى ظـهـري
جـئـت وكــل الالام تدميـنـي
قطفوا زهرة عمري
حزّوا شريانـي بالسكاكيـن
مـا رحمـوا
مـا اقسـى ان يـولـد انـسـان
فــي ارض فلسطـيـن
مـنـذ ولــدت
انـا اقعيـت عــن الــدرب
وتــاه الــدرب
وضيـعـت عناويـنـي
كنـت وحيـدا
ليـس كاطفـال العالـم
اغـرق فـي الوحـل
وفـي الطيـن
الهـث خلـف ضبابيـات النفـس
وكـل الـجـدران المظلـمـة
تحاصرنـي مــن اول الــف فــي دنـيـاي
الــى يــاء التكـويـن
كــان الـبـرد الـجـوع العـطـش
وكـانـت كــل قـطـاط الـحـي
تسلينـي
جئـت الـى هـذي الدنـيـا
يــا لـيـت انــا مــا جـئـت
ومـا نظـرت عينـاي التنيـن
وهــو يـشـرد اهـلـي
عــن وطـنـي
يغتـصـب فلسطـيـن
كـنـت بــذاك الـوقـت
بـســن العـشـريـن
ايقظـنـي الـشــوق
عـلــى اصـــوات تـغـاريـد الحسـاسـيـن
اعتـرف بانـي مـنـذ خلـقـت
وجـرحـي لا يـبـرأ ابــدا والـحـظ
لعيـن
كـان الجـوع يطاردنـي
فـي كــل ازقتـنـا
وحواريـنـا
الشعبيـه
وكثيـرا كنـت احـب النـوم
علـى ارصفـه الطرقـات
احــزم
امتعتـي فـي كـل الـجـولات
قــدري مــن يــوم المـيـلاد
اقـارع سجـان العصـر
كنـت كبيـر الـسـن
هـربـت مــن القـصـر
وملامـح وجهـي شاحبـة
لـيـس عـلـى الـوجـه
عـلامـات النـصـر
عشـت يتيـم الابويـن
شربـت المأسـاة صغـيـرا
مــن مــاء النـهـر
لـم ارضـع مـن ثـدي الام حليبـا
كنـت اطيـل البكـاء
مــن عتـمـة
لـــيـــلــــي
حـــــتـــــى الـــفــــجــــر .
مـر الميـلاد
وجـاء المـيـلاد
ومـازلـت اعـيـش
بـذكـرى المـيـلاد
مـن اول ايــام العـمـر
لبـسـت ســواد قمـبـازي
كــان غطـائـي
فـي بـرد كوانيـن
السنـوات الاولــى
مــن عـمـري
كـانـت كــل
ورود البستـان الحمـراء
تنـام عـلـى صــدري
هــذا قــدري مــا
اسعفـنـي الـحـظ
ولا اسعفـنـي العـمـر
كــان السـجـن
السـجـان
الــــــــمـــــــــوت
الـــــقــــــهــــــر
حتـام اعيـش وحيـدا
فـي عزلـة نفسـي
فـي المنـزل
بيـن الـجـدران
اتهجـد مـن صغـري
فـي البيـت اصلـي
احفـظ اي الـذكـر
الفـرقـان
كـان نسيجـي
يختلـف كثيـرا
عـن اقرانـي
كنـت اعانـي حتـى اخـر
عمـري
والسيـف تدلـى
فـوق الرقبـة
مــن ارض فلسطـيـن الحبـلـى
بالثوار
الـى ارض العقبـة
عجـزت كـل الاقـلام
وكـل يراعـات الشعـر
عـن البـوح
بسـر الكلمـات الوجدانيـة
كنـت اخبأها
فـي اوردة الــدم
تمر مرورا
في نـزف الشريـان
هـذا وضعـي
هـذا عشقـي
هـذا ميـلادي
الــقــادم
مـــــن وطـــــن الـغــربــة
والاحـــــزان
جاء يجدد مأساتي
ونزوحي
عن قريتنا الثكلـى
حيـث هنـاك
دفنـت الاخـوان
مــعــذرة
يــــا امــــي
يــــا ابـــــتي
مــعـــذرة
ان قصرت الان
فانا مجهول
في داخل نفسي
لا يوجد للقلب
ولا للميلاد
هنا عنوان
------
الحاج لطفي الياسيني