ترحموا على المرحوم............
كانت جنازة مهيبة.....جموع من الناس ...أكثرهم غرباء....لقد صار الغريب في زماننا أقرب من أقرب قريب....
هكذا بدا لنا أنا وزوجي.....
سيارات كثيرة اصطفت...لكن جمعا واحدا لم المحه!!!
هل نحن في زمن غريب الملامح؟ كان يحمل النعش شباب وكأنهم رياضيون....
نور على نور....
ربما وصلت لأذني بعض الكلمات....كأنها ثقيلة الوزن....
لغريب أنني موجودة وسط جنازة العادات والتقاليد تمنعني من التواجد بين الرجال....
كان زوجي يبكي ....الوحيد.....
لقد كانت طموح وشباب لاينتهي....ورغم أنها بتعبتني باللهاث للحاق بها...
إلا أنني اكتشفت أخيرا أن أحدا ما لم يفهمني كما فهمتني....
كم كان بيننا مواقف صعبة اجتزناها بفن رغم كل الأسى.....
استمعت لكلامه وكلي فضول واستغراب....
مشينا مشوار لحياة بتعثر...كنت أتوقع ان تأخذني حيث كانت ....لكنني أبيت....
ابتعدت من حيث اقتربت....
وربما ابتعد الأولاد ...بانصرفها لطموحها تألمنا لفراقها ...وصبرنا....
وأحيانا كنا نساعدها رغما عنا...
لقد تركت تلك الأوراق شقا وشرفا من هي غريمتي.....
فهمت ألمه ووجعه الصامت.....
يبدو انه صبر طويلا على غزاله الشارد.....
هاجني الفضول أخيرا فصرخت....
من تلك المرأة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنها جنازة زوجتي الوحيدة................
أم فراس