منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    حياة التحدي والخطوة الأسبق

    حياة التحدي والخطوة الأسبق
    سهى بطرس قوجا
    هل يستحق كل ما في الحياة من أشياء فانية كل هذا العناء والعبور الغير مُجدي وسحق الآخرين؟! هل تستحق الإخفاقات التي تعترضك أن تنحني من أجل أمور أخرى؟! هل تستحق روحك وجسدك أن تهلكها من أجل الكثير مما أنتَ تلهث خلفهُ؟! ألا تعلم أن ذاتك وتفكيرك وعقلك والآخر لهم نصيب في كأسك، النصف بالنصف؟! كم مرة عشت الإحباط وكم من مرة عشت الكبرياء والعناد والتعود؟! كم من مرة نظرت لنصف كأسك الفارغ ولم تكلف بصرك مُجرد النظر للنصف المليء؟! لأنك تريد وتريد بدون كفاية واكتفاء بالشيءٍ، تتصارع وتتنافس مع زمانك ويومك وحياتك ومع الإنسان مثالك بدون أن تعرف أن الحياة غالبًا ما تلوح بالوداع فجأة على غير ميعاد!
    بالتأكيد تُدرك أن الحياة تحمل الوجهين مثلما كل شيء موجود فيها هو أثنين، لكنها تبقى الحياة والإنسان فيها قد يكون مُخير أو مُسير لعيش وجوهها .... كيف؟!
    ضغوط الحياة والإنسان نفسهُ توصل مثيلهُ إلى حدٍ لا يستطيع تخطيه مثلما وصل إليه عندما كان في حالة يأس أو ضياع! (مُخير) عندما يكون بكامل إرادتهِ واقف على أرضهِ بكل ثقة وثبات ويعرف كيف يمشي خطواتهِ واحدةٍ تلوّ الأخرى ويستطيع أن يعطي لكل شيءٍ حقهُ وبالتأكيد نفسهُ أولاً، بمعنى يكون مُتوازن في قراراته وعملهِ وعطاءه وبذلهِ وسعيهِ، وهذا اعتقد هو صعب إن لم نقل نادر، لأن الورد غالبًا ما تخدشهُ الأشواك. و ( مُسير) عندما يسمح للآخر أن يُمليّ عليه ما يريدهُ هو (مسلوب الإرادة)، يعيش عدم المبالاة وعدم الاكتراث وينظر للأمور بسطحية غير معهودة، أنهُ يهمل ذاتهُ ويجد خطواتهِ قد ساقتهُ إلى مُفترق طرق لا يعرف أيهما يسلك، أنهُ يجدّ نفسهُ أسفل الجبل ولا يعرف هل يتسلقهُ أم يبقى حيث هو؟!
    إنسان اليوم في ظل ما يصادفهُ من: فقدان العزيمة وتجرع كأس الفشل وفقدان ذخيرة الغد والعيش في وهمّ مُستديم والانغلاق على الذات والاستسلام والوقوع في فخاخ الهزيمة والنظر في اتجاه واحدٍ، جعلت حياتهُ تصبح باهتة يعتريها الكثير من الضباب! حياتهِ أصبحت حياة مادية، حياة المصالح، حياة الفردية، حياة البرمجة، حياة الأنانية والاستحواذ، حياة المنافسة والصراع، حياة أن أكون أنا بدون الآخر، حياة التراجع للوراء خطوات بدون تكلفة عناء المحاولة، حياة أن أدوس على الآخر واعبرهُ بكل ما أوتيّ من قوة غير مُكترث بالنتائج. أنها حياة جعلت معظم البشر تضيع مع التحدي والتسابق إضافة إلى التغيير المُستمر الذي لبسّ إنسان اليوم سواء كان بإدراك أو بدونهِ! بمعنى أقرب جعلت العقول والقلوب في حالة برمجة دائمة تلغيّ كل ما هو مخزون على السريع لتُقبل على الجديد الوقتي.
    الحياة في امتداد والتفكير فيها مُتواصل، كل واحدٍ منا تشدهُ مشاغلهُ ومشاكلهِ اليومية من العمل وضيق المعيشة وسرعة عجلة الحياة ومُتطلباتها الأسرع وصعوباتها التي لا تعرف حدٍ، مما جعلت إنسان اليوم في حيرة وتحدي مع نفسهِ ومن ثم مع الآخرين. وأعلم أن الحياة عثرات وتعثرات ولكن بالمقابل لديك قدمين وعقل تستطيع من خلالهما أن تنهض وتواصل وتصل إلى ما تريد، لا نقل بنسبة 100% ولكن المحاولة تمنحك الفرصة لتكمل كأسك بكاملهِ وتستطيب بما يحتويه، فالقمر لا ينير بدون الشمس، والشجر لا يزهر بدون المطر، والسعادة لن تشعر بها بدون الحزن، والدموع لن تعرف مذاقها ما لم تذقّ الألم والفرح في ذات الوقت.
    كل شيءٍ في الحياة، الإنسان من يكون صانعهُ بنسبةٍ. ولو أخذنا كيسًا بغض النظر عن حجمهِ وحاولنا تعبئتهِ بأي حاجة، من المؤكد سوف لن يتحمل ويتشقق في أحد جوانبهِ، تمامًا كالبالون الذي تحاول جاهدًا النفخ فيه ليصل إلى أكبر حجم ممكن! هكذا الإنسان كذلك كلما كان الضغط عليه في تزايد سوف لن يتحمل وينفجر ويصل لحالة صعبٌ فيها أن يعود كما كان! فدعّ الكأس وتنعم بالحياة قليلاً، ودعّ أعباء الحياة ومشاكلها لبعض الوقت ولا تتصارع وتتحدى لتصل إلى وقت لا ينفع فيه التحدي والمواصلة مع نفسك.
    عش الحياة بثقلها نعم ولكن لا تزيدها ثقل على ثقل، وأعط لنفسك الحق في أن تنعم ببعض الوقت في هدوء وراحة، فالأعباء والمشاكل مستمرة ولكن إياك أن تتسابق معها وتفكر في تحديها، كون ليس كل شيءٍ ينفع معهُ التحديّ، الاعتدال مطلوب وكذلك الاتزان والتنظيم والتحكم في حياتك ووقتك مطلوبان، ولكل شيءٍ مقدارهُ ولكل حادثًا حديث فلا تزيد أو تنقص من مقدارهما لكي لا تذوق الصدمة والاختلاف بعد ذلك.

  2. #2
    خبيرة نفسية وتربوية، مشرفة القسم الاجتماعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    848
    اشكرك اختي سهى على سرد خواطرك وافكارك بعفوية....
    وارجو منك الاهتمام بقراءة مواضيع لمختصين في البرمجة...والاطلاع على طريقة توصبين فيها القارئ الى مغزى محدد..
    دون الانحسار في افكار متناثرة وخواطر غامضة...وارجو منك احترام علم البرمجة وكتابة ما يعبر عنه بالفعل..
    بعيدا عن السوداوية والغرق في ذكر الماسي والمشاكل الانسانية...
    بل من المهم مساعدة القارئ على الوصول الى ما يفيده ويسعده ويقرب له ما عليه فعله...
    باختصار اختي سهى هذا ليس موضوع برمجة لغوية عصبية.
    بل هي خواطر اقرب الى الغموض....
    اشكرك مرة اخرى...

  3. #3
    نعم وانا من صف الأستاذة ميسم ,شكرا لك
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

المواضيع المتشابهه

  1. لغة التحدي في الحياة
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-11-2016, 09:55 AM
  2. استشهاد الباحث الاستاذ خالد_الأسعد، مدير آثار تدمر الأسبق
    بواسطة عبد الله راتب نفاخ في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-20-2015, 10:50 AM
  3. متعة التجدد
    بواسطة أسامة عكنان في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-05-2014, 07:18 AM
  4. رئيس الموساد الأسبق: (( إسرائيل )) لا تريد إسقاط الأسد
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-11-2013, 09:57 AM
  5. أثر عن رئيس الجمهورية الأسبق/فارس خوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-16-2013, 11:03 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •