أسقاطات على رواية لؤلؤة القاع:
للاديبة نور الجندلي:
لم يتسن لي قراءة الأديبة نور الجندلي من قبل لكن صادف مروري بمكتبة لفت نظري من خلالها اسم العزيزة نور فاكتريتها لأعرف من هي الأديبة العزيزة.
و التي سعت لقراءة مجموعتي القصصية من دار الفكر وما رددت لها الدين إلا الآن.
الرواية لؤلؤة القاع متوسطة الحجم تحوي 126 صفحة وتعتبر كسيرة ذاتية مع بعض ملامح فنية تعبيرية صادقة.
كان العنوان معقولا خلا من اللمعة المشوقة التي نبحث.
رواية تروي عن شخصية محورية واحدة هي فتاة فعالة نشيطة اجتماعيا وفكريا مدرسة ومثقفة تنظر للمجتمع بمنظار الناقد,تبحث عن مقاييس للزواج لم تعد موجودة ومتوفرة حاليا في مجتمعنا .
لقت نظري لغتها العربية السليمة, والقوة التعبيرة عما يعتلج قلب الأنثى من مشاعر طيبة او غير ذلك.
تعتبر الرواية تسطيرا لحياة فتاة شامية بكل أبعادها الاجتماعية والفكرية والعاطفية بصدق ووفاء.
لكن ربما غاب عنها أنها قدمت نظرة أحادية الجانب, ولم تضع نفسها مكان الآخر لتعطينا وجهة نظر مقابلة لتكون أكثر موضوعية.
تضمنت سرد استرجاعي بسيط خدم ملامح السيرة الذاتية للأديبة كما يبدو للقارئ, وكما نفهم لم تقدم لعبة روائية بامتياز.
ولكي تبتعد من الخوض في خضم الماضي أو الوقائع بحذافيرها كما نشعر كقراء.
كان بإمكان الاديبة أن تقدم إسقاطات نفسية ومغزى هام وصلت له من هذا الواقع الاجتماعي النمطي.
بكل الأحوال هي أعطت صورة صادقة عن مجتمع يعاني من تأطير وقولبة تقليدية وعيوب بادية بإزعاج,وبلا موضوعية ولا نضوج:
قضية الخطبة التقليدية,النفور من خلفة البنات,الثغرات التدريسية...
وكنت أود أن تبتعد عن الزاوية التقريرية في السرد لتطلق العنان لفضاء إبداعها الثر في المراوغة الأدبية لإعطاء صورة جديدة وبطريقة جديدة
عن مجتمعنا الشامي كي لاسكون سردا صرفا,ولوابتعدت بكاميرتها النظرية قليلا لنظرت من خارج الصندوق قليلا ولابتعدت عن النظرة البؤرية الضيقة.
تمنيت عليها مادامت تتطرق لموضوع حيوي يهمنا جميعا لو تقدمت البطلة بوضع رأيها وتقييمها بطريقة ما تتوسع فيه على حساب الطريقة الوصفية للمجتمع.
البطلة بدأت الرواية عزباء واستمرت للنهاية ولم نشهد أحداثا صارخة ولا مباغتة..فهذا بات مطلوبا من الروايات الحالية والعصرية.
بكل الأحوال سعيدة جدا أنني أقرأ لأديبة بقامة نور الجندلي.
محبتي وتقديري أيتها الأديبة الملتزمة والرائعة.
ريمه الخاني 6-11-2012