مبدعون في عيون زوجاتهم
شؤون ثقافية
الجمعة 28/12/2007
* مها يوسف * رانيا الخطيب
ليس الأمر إبحارا في محيط لجب متلاطم الأمواج,فالكثيرون من المبدعين شعراء وروائيين والى ما في القائمة استبدلوا
شيطان الابداع أو الإلهام,بصاحب الإلهام الحقيقي وغالبا يكون المرأة,فعلى مرّ التاريخ كانت المرأة ولا تزال دافعا أساسيا للإبداع,وكم من أثر خالد في الفنون كافة خلدت لأن المرأة موضوعها.. المرأة موضوع الابداع وطريقة وملهمته في هذا الجزء نحاول أن نلّم ببعض ممّا قاله المبدعون في شريكات الحياة..ولكن قبل الولوج في الحوارات والاضاءات المكثفة يمكن أن نتوقف عند مراث طبقت الآفاق,قالها شعراء في رثاء الزوجات هل تتذكرون قول جرير! لولا الحياء لهاجني استعبار..ولكن من منّا ينسى ملحمة عبد المعين الملوحي الخالدة في رثاء بهيرة لقد بلغ بها ذروة فنية عالية وأقامت القصيدة الدنيا ولم تعقدها ثار عليه من ثار,ورضي من رضي.
وإذا كان بعد القصيدة يمنعنا من أختيار بعض أبياتها,فإننا نحاول أن نعوّض ذلك من عند شاعر آخر لم يقل شأنا في الابداع وفي رثاء زوجته,الشاعر حامد حسن الباحث الأدبي والشاعر الذي كتب بحروف من نزيف ودم وخوف وقلق وألم كتب قصيدته في رثاء أم سهيل رفيقة دربه في قصيدته(هاجر)أم سهيل أحزان لا يعرفها إلاّ الشاعر المبدع يقول حامد حسن:
>وغدا إذا جاء الشتاء,سترجعين مع الشتاء ما جئت عاصفة ولكن صحوة ونفيف ماء
>وإذا الربيع رمى عباءته على فيح الكروم كنت السنا والعطر في الزهر الفتيح وفي الكميم
>وتحول عند الصيف روحك في عصير الكروم خمرة لا تعجبي أن تستحيل على فمي والقلب جمره:
>وغدا أخفّ الى التراب لأستريح الى جوارك ويكون داري بعد أن فارقت داري -قرب دارك..
وكان الشاعر نزار قباني في رثائه لزوجته (بلقيس) قد عبرّ عن فجيعته بعد الرحيل المؤلم لرفيقة دربه حتى تجاوز في قصيدته الشهيرة كل ما يخطر في البال من مبالغات وإذا كنّا نتحدث عن رثاء لرحيل فبالا مكان أن نقف عندما كتبه الشاعر سليمان العيسى عندما سافرت زوجته د. ملكة أبيض وتركته وحيدا فإذا به في تجربة جديدة,يقول في قصيدته
مسافرة!
أثبت في الرصيف عصاي,إني خائف جزع.. أفتش عنك..كيف بلا يديك سأعبر الشارع أفتش عنك في كل الخطا
وأنا أسير الى جوارك..
وعلى كل حال ربما كان المحور محاولة للإجابة على التساؤل الذي يطرح ماذا عن المرأة في عيون المبدع.. شرقا وغربا سطرت روائع شعرية من وحي رفيقة العمر..آراغون وعيون إلزا..وآخرون كثيرون, ونقاد وباحثون أهدوا كتبهم لزوجاتهم واعترفوا بفضلهن..وأخيرا نأمل أن نكون قد فتحنا دربا للوصول الى بستان الحياة مبدع يزهو بملهمته التي يراها تملأ الكون وتلونه بالخضرة والندى.
سيّان بعدك شامخات القصر عندي والتراب ما نفع هذا القلب إن ماتت أمانيه?!
خالد محي الدين البرادعي: وفرت المناخ النقي
إن دور الشريكة هو دور الملاك والجنة الوارثة والركن الهادئ والظل الظليل للمبدع ليقدم إبداعاته للآخرين, وقد لاتكون الشريكة الملهمة بالمعنى الحرفي لكنها تقف وراء الإلهام.
فعندما بدأت بنشر أولى دواويني بأوائل السبعينيات كانت زوجتي تنضدد قصائدي ومسرحياتي على الآلة الناسخة. وهذا عمل لاشك أنه يسجل للشريك الآخر في مجال تهيئة المناخ وتوفير الراحة فعندما يجد كل شيء في بيته مرتب هذا مايساعده لتأدية دور الإنسان المبدع وهذه الأمور تعود لعوامل عدة أهمها توفير المناخ النقي الملائم لإظهار الإبداع وليس للإبداع.
وبالنسبة لي يتيح لي مجال التفكير والراحة النفسية كي أبدع وأنتج حتى الآن 60 مؤلفاً بين الشعر والمسرح والنقد والحكاية الشعرية.
فأحد الشعراء المغاربة كان يجود بشعره الحساني أو الشعبي وعندما سئل عن سبب الإبداع لديه قال: لأن بيتي جنة من جنات الخلد.
- لكنني أود أن أؤكد على غربة المبدع بين أهله. فعندما كانت تناقش مسرحياتي الشعرية في جامعة السوربون. وتكتب عني أطروحات لا صرح لها في جامعات المشرق والمغرب بإشراف الدكتور عباس الجراري الذي أصبح مستشاراً للملك السادس عشر في المغرب, فهناك أطلق عليّ لقب مؤسس الحداثة في المسرح الشعر العربي, أما في بلدي كنت مغيباً وقالوا إنني لا أمت للمسرح بصلة.
د. عبد القادر الحصني:
صحيح أنني أعيش بحالة انفصال عن الشريك, ولكنني اعترف بأن شريكتي بما امتلكت من حسن لغوي عال ,وثقافة نفسية وإحساس رهيف بالإبداع والجمال كما كان لها تأثيرها وحضورها الطيب غير المباشر على أعمالي الشعرية.
فالشريك إذا كان حقيقياً يجب أن يأخذ أبعادها في الشراكة بكل شيء وحتى في النصوص الإبداعية.
فالمناخ الشعري والروح والعاطفة والخيال الشعري كلها مجالات لفاعلية الشريك. وبالنسبة لي الشريك مؤثر تأثيراً كبيراً ولكن غير مباشر ولا يستطيع القارىء (القراءة المباشرة) أن يكتشف هذا التأثير, لكن الدراسات المعمقة هي التي تكشف الخيوط الخفية في داخل العمل الإبداعي وهي التي تقدر على استشفاف والتقاط تلك المؤثرات.
والملحوظ في الشعر العربي عدم حضور هذا الشريك, فمجرد اقتراب يعني أنها اقتربت من إبداعك واقتربت من هذا الجانب المهم في شخصيتك ووعيها للعالم وتذوقها للإبداع وما تمثله شخصيتها من تعبير حقيقي لهذا الوعي الذي يخلق لديك هذا الإبداع.
خطيب بدلة : شريكة بكل معنى الكلمة
لاشك أن الشريك الآخر المقصود للكاتب هو الزوجة, وشيء طبيعي أن تنعكس تأثيراتها على حياته الأدبية, أو بالأصح الإبداعية, وهذا يختلف من زوجة إلى أخرى, فبعض الزوجات يعتبرن الأدب ( ضرة ) لهن, فترى الواحدة منهن تشاكس زوجها وتستفزه وتتأفف من ممارسته الكتابة, وأحياناً تطفشه من البيت, فيؤدي ذلك إلى أن ينتج هذا الكاتب أدباً موتوراً عكراً وآراء متطرفة!
بالنسبة إلي الوضع مختلف, فزوجتي في الأساس تحب الأدب, وكانت في صباها تهوى الرسم والأشعار, وهي شريكتي بكل معاني الكلمة, فمنذ البداية كانت تضع راتبها فوق راتبي ونكافح معاً في سبيل رفع مستوى الأسرة, وأما بالنسبة لتربية الأولاد فقد ألقيت العبء الأكبر من هذه المسألة على عاتقها, ولأنها تقدم كل هذه التضحيات فقد كان من حقها أن تناقش فيما يتعلق بحياتنا المشتركة, وتجادل, وأحياناً تخاصم, ولكن دون إساءة أو تجاوز لحدود الاحترام.
ومن يتابع كتاباتي منذ بداياتها يلاحظ أن تأثير زوجتي موجود في الكثير من قصصي, خذي مثلاً من قصة ( حمى القراءة ) المنشورة ضمن مجموعتي الأولى ( حكى لي الأخرس ) إذ يقول راوي القصة: ( من جهتها الواقفة لي بالمرصاد زوجتي تدرك هذه الحالة إداركاً, فراحت تتشاغل لإنجاز بعض الأعمال تاركة عينيها معلقتين على باب الصالون المؤدي إلى الممر, فالشارع, مروراً بالحديقة. هممت بإغلاق الباب ورائي فجاءني صوتها مباغتاً, شبه هامس, مملوءاً بالتهكم: إذا الله يسر. إلى أين? ).
وفي قصة لاحقة تحمل عنوان ( السيرة الناقصة لديوانة مكسورة ) كتبت عن مماحكة طويلة عريضة بيني وبينها تتعلق بتنسيق ديوانتنا المكسورة وشراء أخرى جديدة..وفي قصة أحدث أطلقت على زوجتي لقب ( المسحر ) لأنها تستيقظ ثلاث أو أربع مرات في الصباح لكي تجهز كل واحد من الأولاد على حدة وترسل إلى دوامه. ثم أضيف: ويبدو أن هذا كله لم يشبع جانب التسحير لديها فأيقظتني..الخ.
ثمة جانب آخر من تأثير زوجتي على حياتي الإبداعية, وهو أن زوجتي قلما يعجبها نص أدبي, وحينما تقرأ نصاً حديثاً مما أكتب تراني قلقاً أتملى وجهها لأرى انعكاس ماتقرأ عليه, ولأن وجهها ليس من النوع الضحوك فإن ابتسامة صغيرة منها أثناء القراءة تؤكد لي أن الآخرين إذا قرؤوا هذا النص سيضحكون وسيكونون في قمة السعادة والبهجة.
حنان درويش : عالم واحد بحلوه ومره
من محاسن الأحوال أن يلتقي المرء بشريك عمره, نبيل, كريم, متفهم.
والشراكة المحظوظة مظلة وفيء ودفء وبوابة نعبر منها إلى فضاءات السكينة.
المرأة والرجل رمزان أساسيان للحياة التي تكتمل بما يبذله كل طرف مع الطرف الآخر, لتنتج كينونة دائمة, ولو عدنا إلى المجتمعات القديمة, ودرسنا ظروفها الكثيرة, وأحوالها المتشعبة, وتبعاتها المتعددة لوجدناها مرتبطة بالرجل.. فهو ربّ الأسرة, وحامي الحمى, والمسؤول الوحيد عن أفراد بيته.
أما المرأة, فلها الخدمة, وعليها رعاية الابناء, وأعباء الحقل, ولم يكن قيامها بذلك كله من باب الشراكة الإنسانية.. لكنه المفروض عليها ضمن مجتمع ذكوري قاسٍ.
أما اليوم.. فقد اختلف الأمر.. فالرجل والمرأة عالم واحد يتقاسمان الحلو معاً, والمر معاً, ويقدر كل طرف الطرف الآخر, فلو كان أحد الزوجين أديباً, لوقعت على الثاني مسؤولية الإحاطة بتبعات ذلك, وتقدير الحال, وتأمين الجو النفسي, والرعاية الكاملة للشريك.
حيث لابد للأديب الذي يمارس الكتابة والتأليف والمطالعة أن يتوفر له الهدوء والتشجيع والدعم, ولقد عشت حياة أدبية موفقة, لأن شريكي في الحياة يتمتع بقسط وافر من الوعي والثقافة والاطلاع.. ولم أجد أي حرج في قراءة ما أكتبه على مسمعه لأخذ الرأي والحوار.
لقد تلقيت من زوجي دعماً معنوياً كبيراً, وتشجيعاً لا حدود له, ساعدني على الارتقاء والوصول والكتابة والسفر, والمشاركة في الأمسيات والندوات والملتقيات المحلية والعربية والعالمية, دون أن يسبب لي هذا أي إرباكات.
قضية المطالعة في بيتنا شيء أساسي, والصحف لها تواجدها المستمر, والمكتبة تتربع كالملكة, جمعنا كتبها عبر سني حياتنا المشتركة, إذ كنا نقتصد قسماً من مصروفنا الشهري لشراء كتاب أو أكثر.
هذه الحالة الصحية قد لا تتوافر لدى جميع الكتاب والكاتبات, ربما بسبب عدم التكافؤ بين الزوجين وربما بسبب الغيرة العمياء, أو بسبب ظروف أخرى, فقد سمعت حوادث مضحكة مبكية في بيوت بعض المبدعين أذكر منها: أن زوجة أحد المبدعين أشعلت النار في مكتبة زوجها, وحولتها إلى رماد وأن أحد الرجال مزق مؤلفات زوجته ورماها في سلة المهملات, وأن آخر هدد زوجته الكاتبة بالطلاق, إن هي ساهمت في أمسية, أو شاركت في ندوة, وآخرين.. وآخرين.. لم يفهموا عالم الابداع, ولم يلموا بدقائقه.
عالم المبدع غنيّ ومتفرد وذو خصوصية إن لم يكن هناك من يستوعبه فلابد من أن تكون النتيجة مخزية.. مخزية!
انتصار سليمان : راهن على إخفاقي
بداية لابد لي أن أقول أن الآخر من وجهة نظري هوالآخر المتعدد الدلالات فهناك الآخر الزوج والآخر الحبيب والصديق والأخ والأب إلى ماهنالك من دلالات نفيسة تنعكس على سلوك الأنثى وبالتالي على كتاباتها, أما بالنسبة لي فأفترض بالشريك أن يكون مرآة حقيقية لما أقوم بفعله وأن يكون داعماً لي أثناء سقوطي فلو لم يتحل بهذه الصفات تنزل مرتبته من ضمن أولوياتي الاستشاريه فما زلت أحتاج للكلمة الصادقة النابعة من قلب محب ورؤية شمولية وهذا يكتسبه الشريك عن طريق التجربة للمعاشه وهذا لايعني أنني لا أقبل النقد منه بالعكس تماماً أقبله عندما أشر أنه رأي موضوعي ويعكس محبته لي هنا احتاج هذا الشريك بل وأنا بأمس الحاجة إليه هذا بشكل عام, أما عن تجربتي الذاتية مع الشريك الزوج فله حصته من الاحترام أكنها في نفسي له على الرغم أننا منفصلان منذ مدة لكنني قادرة على إيجاد المبررات المنطقية لانفصالنا فعمله الذي لايتناسب مع كتاباتي ونظرة المجتمع لأنثى في بداية خطواتها وتكتب الشعر وتحديداً الوجداني وإقامة الأمسيات والتي من خلالها يسقط الجمهور ما أكتبه على سلوكي الشخصي كل ذلك جعل من زوجي سابقاً غير قادر على تحمل النتائج وهنا ربما لم يستطع تقدير ما أحمله من موهبة ورسالة يمكن لي أن أوصلها للقارىء أو حتى ربما راهن على فشلي ولو أنه راهن على نجاحي لكان هناك كلام آخر, هنا وبهذه المناسبة لا أدين زوجي على موقفه فالعادات والتقاليد والموروث الثقافي والديني لهما الأثر الأكبر في تكوين سلوكه كأي رجل شرقي وذلك بعد انخراطي في الوسط المثقف للذكور والذين يقبلون الانثى المبدعة صديقة أو خليلة لكنهم عندما يتزوجون يلهثون وراء النساء الخاضعات والخانعات لرغابتهم, أما عن تأثير الآخر والشريك بمعناه الثاني الحبيب فأعتقد أن له دوراً كبيراً لأن الكاتبة الأنثى تسقط عليه من جماليات اللغة مايجعله الرجل الحلم وهنا عليه أن يكون قابلاً للتلون ليعطي الحالة المزيد من عمقها الإنساني وإلا يصبح رداء الكلمات والمشاعر فضفاضاً عليه فيسقط بوحول التجربة أما عن الشريك الصديق والأخ والأب والعائلة, فأعد من المحظوظات من هذا المنظور أو أنني أتمتع بصداقات مع أدباء ولو أن عددهم قليل ولكنني قادرة على التواصل معهم إلى الحالات القصوى من الأوجاع الإنسانية وهي ماجمعتنا كما ألقى الدعم من الأهل وعلى كل لو لم أكن ذات شخصية مستقلة وانقلابية على السائد لما حركت ساكناً ولا رميت بحصاتي في بركة الأدب ولم أخلق دائرة من دوائر الشك أواليقين حول شخصيتي أوأدبي الذي أكتبه فالشريك هو شريك الروح والألم والقلم والدم والأحلام وإن لم يكن الوسادة والاحتضان والدفء لست بحاجة له لإنني قادرة على صنع الرجل الحلم على قد مقاسي ولوعلى الورق وأعتقد هذا مايميزني عن التابعات والراضخات لقسوة الظلم.
سيمون دوبوافوار: شعرت أمام سارتر بالضآلة.
ربما يذهب أحدهم إلى القول إنهما لم يكونا زوجين.. وهذا صحيح, ولكن الوقائع تقول إنهما منذ التقينا عام 1929 م عاشا كزوجين, كعاشقين, كمحبين, وكأستاذ وتلميذة.. ومع ذلك لم تقل له بوفوار ذات مرة إني أحبك.. وما يجعلني أضم بوفوار إلى هذه القائمة ماكان بينهما من تاريخ فكري مشترك ترك أثره على أجيال وأجيال.
التقاها عام 1929 م في جامعة السوربون وكانت في الرابعة والعشرين وهي في الحادية والعشرين قالت عنه: كانت المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيه أنني التقي بإنسان أشعر أمامه بالضآلة.. علاقتنا قامت على التراضي والايجاب والقبول دون تدخل. وكانت سيمون قد أعلنت أنها لاتريد لحياتها أن تتبع أو نخضع لإرادة أي شخص آخر, ومع ذلك قضت القسم الأكبر من حياتها رفيقة قريبة من سارتر, وبعد ست سنوات من وفاته توفي هو في 15/4/1980 م ماتت سيمون عن78 عاماً في أحد مستشفيات باريس إثر صراع مع المرض.. آخر أعمالها كان بعنوان: وداعاً سارتر يتضمن ملخص حياته ولاسيما أواخر أيامه وفي الكتاب كشفت تفاصيل كثيرة وعيوباً شخصية ما أثار ردود فعل متباينه.. تقول سيمون: هذا الكتاب من أجل سارتر وليس عنه أردت إضاءة الجوانب غير المعروفة في حياته.. وفي النهاية اكتشفت سيمون صعوبة كبر السن كما تقول: كبر السن وليس الموت هو الذي يجب أن يقارن بالحياة وخلاصة قولها بسارتر: موته لايفرق بيننا وموتي لن يجمعني به,مرة أخرى- هكذا هي الأمور.
ولابد من الإشارة إلى أن سارتر في السنوات الأخيرة من حياته غير مواقفه من القضايا العربية, واستولى عليه سكرتيره اليهودي الذي جعله كما قال أحد المتابعين- يتخصص بمعرفة قياس الملابس الداخلية للفتيات الصغيرات وكانت سيمون صارت من منسياته.
عطية الله:
نجيب محفوظ منضبط كالساعة.
( عطية الله) زوجة نجيب محفوظ وهي كما يقول عنها جهاد فاضل إحدى عطايا الله الكثيرة للروائي المصري الكبير, فهي ا مرأة بسيطة ذات عشرة سهلة منصرفة إلى ماهو مقدر لها أصلاً في بيئة شعبية أو شبه شعبية, وهي كما يصفها محفوظ أيضاً: لها فم يأكل, لها فم يحكي., لكنها لم تكن مجرد امرأة منصرفة إلى التدبير المنزلي لقد شاركت زوجها في تحليل الكثير من الأحداث التي كانت تمر بها مصر.. ومن المعروف أن نجيب محفوظ كان محباً للعزلة لايزور أحداً ولا أحد يعرف أسرته, أما عطية الله فتقول عنه: كان منضبطاً كالساعة يعمل بانتظام بسيط في كل شيء محب للناس, لاتغره المظاهر وقد اعترف محفوظ بأن لها الفضل في دقة مواعيد وانتظام عمله وسرعة إنجازه.. وكانت (نوبل) التي سبقت (نوبل).
جريدة الثورة