مالي أرى الشمع يبكي في مواقده ؟
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده....من حرقة النار أم من فرقة العسل ؟
من لم تجانسة فاحذر أن تجالسه .......ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل
واليوم مع تطور وسائل البحث بات كل شئ متاحاً ،والبحث سريعاُ..
وعلمت أن الشاعر أبو اسحق الغزي قد نظم بيتا من الشعر حين نظر في شمعة تحترق فجاء بيته على شكل سؤال ...
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقة النار أم من فرقة العسل
وكان يجلس بين حاضرين من أهل العلم و الأدب فاقترحوا جائزة لمن يجيب ...
فأجاب بعضهم: أن السبب هو حرقة النار وأجاب آخرون :بل هو من فرقة العسل ...
وبلغ الخبر الشاعر صالح طه فقال على الفور
.
من لم تجانسة فاحذر تجالسة
ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل ..
فكانت إجابته دامغة صادمة...وكان الشاعر الغزي قد تخيل الشمعة وهي تذوب وتتساقط دموعاً لتلك الشمعة ، فتساءل عن سبب تلك الدموع ؟
هل هو لشدة النار المحرقة ،كالألم الحسي من شدة العذاب ؟
أم أن السبب وجداني لأجل مفارقة الأوطان ؟
وذلك أن الشمع يؤخذ من موطنه الأصلي وهو خلية النحل التي هي بيت للعسل .....ثم جاء الجواب من الشاعر طه،مفيدا أن سبب بكاء الشمع ليس حرقة النار وإن كانت نتيجة حتمية ،وليس مفارقة الموطن الأصلي...
وإنما لوجود شئ في الشمع ليس من جنسها ...ألا وهو الفتيلة ، التي ستحترق وتحرقها ....
وهكذا يجب علينا انتقاء من يناسبنا من البشر ،حتى لا نحترق بسببهم ونبكي
---------------------------------------------------------------------
شكراً لك شاعرنا ظميان .
ولكن بشرط أن لا تصل الأمور إلى الكبرياء والانطواء والتقوقع دون أن يتخذ الواحد منا صديقاً يواسيه أو عزيزاً يقف بجانبه . ويقول الشاعر:
إذا أنت لم تشرب مراراَ على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وبما أننا من صنف البشر فربما أنا وأنت لا تصفو مشاربنا أمام غيرنا , لأننا لسنا متجانسين معهم , فربما هم أكثر منا نقاء وأطهر قباً وضميراً .
لذا فيقول الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ... فكلك عورات وللناس ألسن
وتبقى أبياتك هذه أخي الشاعر عبرة لمن أعتبر من الناس , لآن يتخذوا أصداقاء على شكلهم ,
((((((إن الطيور على أشكالها تقع )))))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .