جزى الله خيرا فضيلة الدكتور محمد كالو على إفادته العلمية النفيسة
وإن الذي استدللت به أخي الفاضل على حرمة تمثيل دور النبي صلى الله عليه وسلم
وسائر الأنبياء في غاية المتانة والوجاهة لا سيما القاعدة الشرعية المعتبرة التي استندت إليها
في تثبيت هذا الحكم الشرعي .
وقد بدا لي وجه من وجوه الاستدلال يمكن استخراجه من النص الحديثي نفسه ( من
رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي )
ففي لفظ الترمذي وابن ماجة ( إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي )
قال الحافظ في الفتح ( 12 / 386 ) :
( ومعناه لا يستطيع أن يصير مرئيا بصورتي ) .
قال : ( " وقوله لا يستطيع " يشير إلى أن الله تعالى وإن أمكنه من التصور في أي
صورة أراد فإنه لم يمكنه من التصور في صورة النبي صلى الله عليه وسلم ) اهـ .
فيفهم من هذا - والله أعلم - أن الشيطان حريص على التمثل في صورة النبي صلى الله
عليه وسلم من أجل الإمعان في التلبيس على العبد لا سيما وأن رؤية النبي صلى الله عليه
وسلم في المنام مظنة عنوان استقامة وكرامة ، فمنعه أشبه بالتبكيت والإعجاز .
فالممثل الذي يؤدي دور النبي صلى الله عليه وسلم متبع للشيطان في فعله هذا ، وقد بالغ
الشارع في النهي عن اتباع خطوات الشيطان فضلا عن اتباع عمله ، بل وصفه بأنه
للإنسان عدو في قوله ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) فاطر : 6 .
والأمر باتخاذه عدوا يقتضي تحريم موافقته في كل شأن على سبيل الأولى والأحرى .
فهذا من الأدلة على تحريم تمثيل دور النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدخل فيه سائر الأنبياء
لجامع العصمة بينهم وبين خاتمهم صلى الله عليهم جميعا وسلم .
والله أعلم .