كيف يفهم المسلم المعاصر الدين ؟
-------------------------------
1-كيف تفهم السلطة الدين ؟
---------------------------
السلطة تفهم الدين، وتريد من المجتمع المسلم أن يفهمه كما تفهمه هي ولا غير فهمها له.
وبالنسبة لفهم السلطة- الدين علاقة بين الإنسان وربه فقط-. وما لقيصر لقيصر وما لله لله ولا غير هذا الفهم.
أما محاسبة السلطة ومساءلتها ونقدها فهذه سياسة، والدين لا دخل له بالسياسة.
ولذلك تروج السلطة على لسان وعاظها مبدأ ينقلونه عن قول قديم ومفاده:
(بأن السياسة، ما دخلت في شيء إلى أفسدته).
فلكي تكون متدينا ملتزما، وتقيا حقيقيا، ومواطنا صالحا، يجب أن تبتعد عن السياسة ونفاقها!! وأما السياسة فمن ممارسات السلطة، والسلطة فقط.
ولا يقول لنا وعاظ السلاطين هؤلاء عن السلطة التي تتعاطى السياسة هل هي منافقة أم لا؟
وهل من حقها أن تحكم بإسم النفاق؟ أم لا يحق لها؟ .
وهكذا فصلوا الدين عن واقع الحياة لكي ينفردوا ويهنأوا بتسلطهم على رقاب الأمة ويمارسوا شهواتهم دون تدخل من دين أو وازع من ضمير.
2-كيف تفهم القلة الواعية الدين ؟
------------------------------
وأما الواعون المثقفون العارفون بخبايا الأمور والملتزمون دينيا، فيفهمون الدين وفق العينة من المبادئ الإسلامية التالية:
- مبدأ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- مبدأ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
- مبدأ حرام محمد حرام إلى يوم القيامة وحلال محمد حلال إلى يوم القيامة .
- مبدأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون
- مبدأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون
- مبدأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .
ولا يخفى على كل من له إلمام بالثقافة الواعية بأن هذه العينة من المبادئ تشكل أس السياسة وأساسها.
لكن حضور هؤلاء الواعين(وهم قلة مع الأسف)الفاعل على الساحة شبه معدوم، ونشاطهم محظور من قبل السلطة، والتي ترى في وجودهم خطر زوالها وإستبدالها بسلطة أخرى، لذلك تنعتهم بالإرهابيين والمتطرفين والأصوليين..و...و..الخ.
3 -كيف تفهم الأمة المسحوقة الدين ؟ -----------------------------------------
أما غالبية الأمة ورغم كونها مقهورة، فهي واعية أيضا، لكن وعيها مشوشا وناقصا وبالتالي مشتتا، ولا تدري إن كان الدين يعني تأدية العبادات من صوم وصلاة وحج، والإبتعاد عن محرمات معلومة كشرب الخمرة ولعب القمار. . .و....و...الخ كافٍ لأن يرضي الله عنها فتفوز بالجنة الموعودة أم لا؟.
لذلك كان فهمها للدين فهما ناقصا ومشوشا.
فالوعي ببعض جوانب الدين، والغفلة عن الجوانب الأخرى لا يعتبر إلتزاما موفيا كاملا بالدين.
فالتاجر أو بائع البضاعة في السوق، والمقيم للصلاة والحاج لبيت الله الحرام يتصرف في كثير، بل في كل الأحيان، بإسلوب بعيد جدا عن جوهر الدين، فنراه ونحس به، ينافق ويكذب ويغش لتصريف بضاعته ناسيا أو متناسيا المبدأ الإسلامي الذي يقرر ويشدد على :
)إنما الدين المعاملة(.
لكن صاحب البضاعة هذا، يتصور بأنه معذور، أو هكذا يترآى له بسبب ظروف القهر والحرمان.وقد يقنع نفسه بأن الكل يعمل بهذه الطريقة وبهذا الإسلوب! فلماذا لايجاري بقية الناس والمتعاملين في السوق التجارية ؟ وهم أيضا مسلمون، صائمون ومصلون !!، وفي غياب السلطة الإسلامية وغياب الثقافة الإسلامية الأصيلة ونشر الوعي الديني العملي الحياتي بين الناس صار وعي الأمة بإسلامها وعيا ناقصا و مشوشا.
هذه هي الشرائح العاملة على الساحة وهذا هو فهمها للرسالة الخاتمة التي أنزلت مشعلا للنور ولهداية البشر