عيون بكت من خشية الله ..
خوفاً من عقابه ورجاءً وطمعاً في رحمته وغفرانه إنها عينان فاضت بالعَبرات لمؤمن إمتلأ قلبه خشية ورهبة من العزيز المتعال لقلوب رقَّت وتفكرت واعتبرت إنها لنفوس عرفت الحق فكان طعامها القلق وشرابها البكاء ولسان حالهم يقول لعل حزن الدنيا ينوب عن حزن الآخرة فهي لم تبكي على دنيا زائلة لا والله ..
أما وإن البكاؤون قد وُعدوا ببشرى حكاها الصادق المصدوق وما أروعه من وعد
وأي روح لاتشتا...ق لأن تناله .. فهم في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله
فلا حرُّ ولاسموم ولا رهق ولا عذاب .. ذكر ذلك في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله ..
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه متفق عليه
فاضت عيناه لأن قلبه امتلأ خشية عقاب الله وحرارة الخوف من عذابه
أورث نجاة من النار ... فماذا عنكم ..؟!!
)أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ( الحديد 16
هل ذقت لذة الخلوة بالله والصدق معه..هل أسبلت عيناك الدمع إعترافاً بالذنب
وطلباً للتوبة ؟!
أم أن العين جافية .. والقلب قسى وتحجَّر !!
اخي اختي . إن المسافر إذا طالت غيبته ترحموا عليه وعدُّوه في الأموات،فيا من طالت غيبته عن الإياب والرجوع ..
إن كان قلبك وقت المواعظ يخشع وعينك تدمع فهناك أمل وإلا فعظَّمَ الله أجرك وأحسن عزاءك !!
وأعلم أيها المتأمل أن المعاصي نارٌ من تحتها الرماد والعقوبة تلوح في الافق ..
فبادر بإطفاء ما أوقدت من نيرانا لذنوب..
ولا ماء يطفئها سوى ما تذرفه من ماءِ العيون .
لعل الرحمة تتنزل والعفو لك يشمل.
فأعتقوا أنفسكم من النار.. ولو بدمعة.
منقول