أناكوندا.. أفعى مطاطية تولد الكهرباء من أمواج البحار
نظراً للارتفاع الحاد والمتواصل في أسعار الطاقة والطلب المتزايد عليها، تحول اهتمام العلماء إلى وسائل أخرى للطاقة كالكهرباء لاعتمادها في الأساس على المولدات الشمسية الرخيصة من جهة، وكسر حدة التلوث البيئي الذي ينجم عن المواد البترولية من جهة أخرى ...
وتفنن الخبراء في تنويع موارد الكهرباء، فهى لا تقتصر على الشمس والماء وغيرها، بل تطرقوا إلى الأساطير والقصص الخرافية لكى يستلهموا منها أفكار جديدة تفيدهم في هذا المجال.
واستعان فريق من المخترعين البريطانيين بأسطورة "أناكوندا" القديمة وهى أفاعي البحيرات والأنهار التي كان يعتقد قديما أنها قادرة على تحقيق المعجزات، وقدم الخبراء تلك الأفعى في صورة ابتكار جديد، فهي تقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية من أمواج البحر، لتشكل خياراً محتملاً كمصدر لتوليد الكهرباء في المستقبل، وبتكلفة منخفضة.
وتتركز فكرة الابتكار الجديد على استخدام أنبوب مطاطي ضخم له شكل الأفعى مملوء بالماء، يعمل على توليد الطاقة الكهربائية عندما تخترقه أمواج البحر، ليوصلها عبر كوابل خاصة إلى اليابسة.
ويعتمد مبدأ عمل الاختراع -الذي أطلق عليه اسم" أناكوندا" نسبة إلى أفعى "أناكوندا" الشهيرة بجسدها الطويل- على ارتطام أمواج البحر، بأنبوب مطاطي مغلق من طرفيه، يعلق على عمق يتراوح ما بين 40-100 متر تحت سطح البحر، بحيث يواجه بإحدى طرفيه أمواج البحر المندفعة.
وأوضح الفريق البحث الذي ضم مختصين من مجلس بحوث علوم الفيزياء والهندسة في بريطانيا، أنه عند اصطدام أمواج البحر بأحد طرفي الأنبوب، فإن ذلك يؤدي إلى انضغاط الأخير وانتفاخ جزء في داخله.
وأضافوا أنه عندما تستكمل موجة الماء انسيابها فوق جدار الأنبوب في تلك الأثناء، يزداد حجم الانتفاخ الحاصل في الداخل، مما يعمل على تشغيل توربين صغير يتواجد في الطرف الأبعد للأفعى المطاطية، فُتولد الطاقة الكهربائية وُتنقل عبر كوابل، تحملها إلى منطقة الشاطئ.
وبحسب الفريق، فإن "أناكوندا" لا تزال تخضع للبحث والتطوير، إذ لا بد من تقديم إجابات واضحة لتساؤلات تثار حول أداء تلك الأفعى المطاطية، التي يتوقع أن يصل حجمها النهائي، إلى مائتي متر طولاً، في حين سيبلغ قطرها 14 متراً تقريباً.
ويأمل فريق البحث أن يقدم الابتكار الجديد، الذي تنخفض تكاليف تصنيعه وصيانته، مصدراً للطاقة الكهربائية، تكون متاحة للأفراد بأسعار معقولة.