ضيفي أتى صُبْحَاً ويَحْملُ زَادَهُ
ضَغْـطاً صُـداعاً فهو ضيفي الأخْرَقُ
حيِّيتَ مِنْ صُبْحٍ بَدَا إشْرَاقُهُ
كالليــلِ فهو مــن الكآبةِ مُطْرَقُ
ضَاقَتْ بنا الدُّنْيا فها هو وسعها
كالضَّيقِ مِنْ سَــمِّ الخِيَـاطِ و أضْيَقُ
ليْ آخَرٌ قَبْلَ الزَّوالِ يَزورُني
عِنْدَ المَقيلِ غَدَاةَ شَمْـــــسٍ تَحْرِقُ
يَأتي ثَقيلَ الوَطْءِ يَا أهْلاً بهِ
مِنْ زائرٍ يؤذي العــــروقَ و يَخْنُقُ
اَلقَلْبُ مَا عَادَ الوريدُ يَمُدُّهُ
يُغْشَى عَليـهِ مــنَ الهُمومِ ويَشْهَقُ
بَعْدَ المَغيبِ أنَا أبيتُ بثَالثٍ
هيهاتِ هيهــــاتِ الكرى بي يَرْفِقُ
رَقَّ الفؤادُ إذِ الهوى يَبْكي لـهُ
والجَفْنُ يـأسى بــــالحنينِ و يُحرَقُ
عَزَّ الأنيسُ على الحياةِ فما بها
غيْر النَّوى ترنو إلــــــيَّ و تُشفقُ
وأرى أُنَاسَاً قدْ سَبَاهُمْ ليلُهَا
يَصْفو لَهُــــــمْ سِحْراً عَليهِمْ يُغْدِقُ
والبدْرُ قَدْ رَسَمَ الطريقَ لعِشْقِهمْ
و النَّجْمُ خَطَّ حُروفَـــــــهُ لا يَسْرقُ
والورْدُ فَاحَ العِطْرُ مِنْ أوراقهِ
عَطِرت بــــــــهِ أنفاسُهم إذ يَعبُقُ
يا فَرْحَتي لو زَارني بَدْرُ الدُّجى
يـا فَرْحَتي إنْ كَانَ قلــــــبي يَعْشَقُ
لكنَّني يا حَسْرَتي أيْن الهَوى
عنِّي و أينَ أرى الجمــــــالَ فأخفِقُ ؟
و إذا ينامُ الجَفْنُ يَـأتي رَابعٌ
وَيْلٌ بـــــــــهِ نُذُرُ البَوازِغِ تَصْدُقُ
شُلَّتْ بَنَـاتُ الفِكْرِ عندَ مزارِهِ
باتت علــــــى سِنْدانِ همِّي تُطْرَقُ
يَأتي كأنَّ دِمَاءَ رأسـي دارُهُ
لا يرتوي إلا و دمــــــعيَ مُهْرَقُ
أ وَ لا يُحيِّي هيثماً إلا صَدَى ال
هَمِّ الذي زَورَاتُهُ لــــــــيْ تُصْعِقُ