أنت تجعلنا مثل البهائم. يود الإنسان عندما يقرأ بحثك أن يمشىعلى أربع".
ولد الإنسان حراً وهو في كل مكان مكبل بالأغلال"
أنت تجعلنا مثل البهائم. يود الإنسان عندما يقرأ بحثك أن يمشىعلى أربع

كلمات انسانية وحالة انسانية .. لمفكر ومصدر من مصادر تربيةوتعليم ومصدر من مصادر الفكر السياسي الحديث ربما لو قرات عن حياته تتعجب حياةبائسة انما عطاء كلمة وفكر وانسانية ..
ربما تحاسب هنا تاريخه وزمنه الذي ظلمه فوضع اولاده الخمسة فيملجأ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لانه فقيرا ؟؟ ربما تكون طالبا تقرأ عن انجازاته اوباحثا فهل سألت نفسك كيف عاش وكيف مات واين اسرته ؟؟؟ ربما اعتقدت انه وفير العيشكوفرة فكره .. ربما اعتقدت انت انك مظلوم
فارفق بنفسك وانظر الى ظلم وقع على من قدم للفكر الانسانيالحديث شيء ربما لا تطيقه ...
لا اعرف ما ذا اقول يا جاك روسو ؟؟؟؟؟؟؟؟ نعم رفضت البهائم فيقلمك ولم ينقذك البشر ؟؟؟
اكرموك بعد موتك ......... انت قصة من صفقات التاريخ الذي تتمبعد الموت ؟؟؟
اليكم نبذة عن حياته ومماته من بحث الدكتور... جمال الدينفالح الكيلاني...

جان جاك روسو, فيلسوف ومفكر وأديب وموسيقى, ورائد من رواد حركة التنوير, التى مهدتللثورة الفرنسية عام 1789م. مؤلف كتاب العقد الإجتماعى الذى يعتبر أهم مصدر منمصادر الفكر السياسى الحديث فى العالم اليوم.
عاش فقيرا بائسا ومات فقيرا معدما, لا يملك شروى نقير. إضطر إلى إرسال أطفالهالخمسة فور ولادتهم واحدا تلو الآخر إلى الملجأ لعدم قدرته على إعالتهم ورعايتهمصحيا. رفض تلقى راتبا من أحد الملوك, أو أى راتب آخر بدون أجر, على خلاف الكثير منمعاصريه الفلاسفة والأدباء.
عندما تقرأ أعماله, تجد فيها الصفاء والنقاء والصوفية. فهو يدعو إلى تنوير متوازنيراعى الجسد والروح, والعاطفة والعقل. ويسحرك حين يتحدث عن الإخاء والمساواة بينالبشر. فمن هو جان جاك روسو?
ولد جان جاك روسو فى مدينة جنيف بسويسرا عام 1712م. عائلته من أصل فرنسى. ووالدهساعاتى ومعلم رقص فى نفس الوقت. توفيت والدته بعد مولده بثمانية أيام. قام الوالدبتعليم طفله جان جاك القراءة والكتابة حتى سن السادسة. وكان يقرأ الأب لولده بعدالعشاء كتب الأطفال وقصص المغامرات. وبعد ذلك كان يقرأ له كتب جده, لمؤلفين مثلفونتنيل وأوفيد ومولير وبلوتارك. وهى مطالعات أثرت فى ثقافتة المبكرة.
لأخ الأكبر لجان جاك, ترك منزل العائلة فى سن الثالثة عشربغير رجعة. أما الأب إسحق روسو, فإثر مشاجرة مع ضابط فرنسى, هرب من ملاحقةالعدالة. تاركا جان جاك, وهو فى سن العاشرة, فى رعاية عمه, الذى أرسله إلى مدرسةداخلية فى بوساى, كان يرأسها قسيس بروتستانتى. ومكث بها سنتين, عاد بعدها إلىجنيف.
أرسل جان جاك لكى يتعلم مهنة حرفية يتكسب منها عند نقّاش عنيف أنانى, كان يمنع عنهالطعام حتى تعلم السرقة. لكنه فى ذلك الوقت كان قد أولع بالمطالعة ولعا شديدا. ثمقرر ترك جينيف والهرب من النقّاش.
فى سن السادسة عشر عام 1728م, كان يهيم على وجهه فى الحقول بغير مأوى. وبتوصية منالأب يونفير, أرسل إلى السيدة المحسنة مدام دى وارانس التى تقيم فى مدينة أنس.كانت مدام دى وارانس بروتستانتية تزوجت فى سن مبكرة ولم توفق فى حياتها الزوجيةالتى دامت 12 سنة, ثم تحولت إلى الديانة الكاثوليكية. وكانت تتعيش على الراتب الذىقرره لها ملك سردينيا نظير تحويل الناس من المذهب البروتستانتى إلىالكاثولويكى.
قام جان جاك بالتحول إلى الكاثوليكية. وبعد عدة مغامرات غير ناجحة, عاد إلى مدامدى وارانس التى لم ترغب فى أن تبقيه عندها. فأرسلته إلى إحدى المدارس الإكليركيةلكى يلحق بجوقة الكاتدرائية الموسيقية.
فى هذه الأثناء , تعرف على أسقف يونانى كان يجمع التبرعات للقبر المقدس, وإتخذ جانجاك سكرتيرا له فى تجواله. لكن سرعان ما تم القبض على الأسقف بتهمة النصبوالإحتيال. وعندما تبينت براءة روسو, تم الإفراج عنه.
ظل روسو يهيم على وجهه بين المدن. وتعرف على راهب كلفه بنسخ قطعا موسيقية بأجر لابأس به. ثم وجد عملا فى دائرة مساحة فى شامبيرى. لكن حبه للموسيقى جعله يدرسويمارس الموسيقى بجانب عمله فى المساحة, وكان ينظم حفلا موسيقيا كل شهر بمساعدةمدام دى وارانس.
هذه الأيام السعيدة بالقرب من مدام دى وارانس والتى كانت تسبغعليه عطفها وحنانها لم تدم. فقد تبين له أن قلب السيدة مضيفته مشغول بفتى سويسرىضخم الجثه أشقر الشعر مفلطح الوجه يعمل مزين. لذلك كان إخلاؤه المكان هو الحلالوحيد.
سافر روسو غير آسفا إلى وظيفة معلم خصوصى فى مدينة ليون. وبعد سنة فى وظيفتهالجديدة, حاول مساعدة مدام دى وارانس وهى فى ضنك مالى عسير. ففكر فى إبتكار نوتاتموسيقية جديدة تستند إلى الأعداد. وظن أنه يحصل على ثروة من نشر تلك النوتات. إلاأن المجع العلمى لم يجد طريقة روسو عملية أو مفيدة.
وجد روسو وظيفة سكرتير لدى سفير فرنسا فى البندقية, إلا أنه لم يستمر طويلا فى هذهالوظيفة, فعاد إلى فرنسا لزيارة والده. وهنا تعرف على زوجته تيريز لوفاسور التىتعمل فى غسل الملابس والبياضات فى أحد الفنادق. ولم تكن تعرف القراءة أو الكتابة.وحاول عبثا تثقيفها لكن دون فائدة. وكانت والدتها تسعى لإستغلاله بالقيام بأودسبعة أو ثمانية أشخاص من أقربائها.
حاول روسو فتح بعض أبواب الرزق له. وأقيمت له حفلة موسيقية لعزف بعض أغنياته بدوننجاح. وعند ولادة طفله الأول من تيريز, خشى على حياة الطفل من الفاقة والمرض, لذلكبادر إلى إيداعه أحد الملاجئ. وفعل نفس الشئ بالنسبة لباقى أطفاله الخمسة منتيريز.
كانت نسبة الوفيات فى الملاجئ تصل إلى 50%. وعندما إستعلم روسو عن مصير أولاده بعدعشر سنوات, لم يقتفى لهم على أثر. وعندما صار مشهورا وصاحب نظرية فى التعليموتربية الأطفال, إستخدم منتقدوه حادث تخلصه من أولاده لنقده بشده, وكان من بينهمفولتير.
لا شك أن روسو ندم ندما شديدا فيما بعد, وذاق وخز الضمير. وفى كتابه إميل يقول:"لا فقر ولا أشغال ولا حياء بشرى ولا شئ من ذلك يستطيع أن يعفى الأب من أنيكفى أولاده معاشهم, ومن أن يقوم بتربيتهم هو بنفسه".
إستعاد روسو جنسيته كمواطن فى جنيف بعد أن إرتد إلى المذهبالبروتستانتى, مذهب أجداده. ثم أقام مع زوجته ورفيقة عمره تيريز. وكانت تيريزملازمة له للعناية به, لأنه كان مريضا يشكو من نوبات المرارة وآلامها الحادة. وبعثبنسخة من دراسة قام بها لفولتير, كان موضوعها "التفاوت بين الناس".فأجابه فولتير: "...أنت تجعلنا مثل البهائم. يود الإنسان عندما يقرأ بحثك أنيمشى على أربع".

أما كتاب روسو "العقد الإجتماعى" فهو أهم أعماله. يبين فيه الأساسالقانونى للحكم الجمهورى. وما أن صدر عام 1762م, حتى أصبح أهم مصادر الفكر السياسىالحديث فى العالم الغربى. كلنا يعرف الصيحة الجريئة التي استهل بها الفصل الأول:"ولد الإنسان حراً وهو في كل مكان مكبل بالأغلال". هذه العبارة أصبحتشعار قرن بأكمله.
افترض روسو وجود حرية و"حالة طبيعية" بدائية للإنسان لم يكن فيها يعرفقوانين أو قيود. واتهم الدولة القائمة وسلطاتها بتدمير تلك الحرية. واقترح بديلاًعنها, هو إيجاد شكل جديد للمجتمع. يدافع عن حقوق كل عضو فيه وعن أملاكه, ويحميهمابكل ما أوتي من قوة. مجتمع يعيد للإنسان حريته كما كان من قبل.
يقول روسو أن هناك عقداً اجتماعياً. يأتى من إتفاق الأفراد على أن يخضعوا رأيهموحقوقهم وسلطاتهم, لإرادة مجتمعهم ككل. كل شخص يصبح طرفا في مثل هذا العقد, إذاقبل حماية القوانين العامة التى تحكم هذا المجتمع.
السلطة العليا فى أى دولة, هى سلطة المجتمع, أو روح الجماعة. القانون يجب أن يعبرعن روح الجماعة لكى يصبح المجتمع أمرا ممكنا. إطاعة القانون, وليس إطاعة الفرد, هىالتى تحرر الإنسان من العبودية. الدولة تصبح جمهورية متى حكمتها القوانيين. أماإذا كان الحاكم هو الذى يضع القوانين وينفذها, فليست هناك جمهورية أو دولة. بلطاغية يحكم عبيدا. ورفض روسو فكرة "الإستبداد المنير" أو "الحاكمالعادل", كسبب لدفع الحضارة والإصلاح.
رأى روسو فى التربية والتعليم للأطفال. فهو يرفض الأسلوب الذىيعتمد على الحفظ لأفكار بالية فاسدة. والتى تحاول جعل الطفل آلة طيعة فى مجتمعمنحل. وتمنع الطفل من التفكير والحكم بنفسه. وتشوهه فتهبط بمستوى قدراته إلى الحضيض.فالتعليم يجب أن يكون تجربة سعيدة للطفل, تنمى قدراته نحو حياة أفضل. وتعتنى بصحتهوخلقه وذكائه وقدرته على التفكير.
ساءت حالة روسو الصحية بعد عودته إلى باريس, وفى عام 1778م,داهمته الوفاة بسبب مضاعفات مرض التهاب المرارة الذى كان يلازمه طوال حياته. فماتفقيرا بائسا غريبا بين البشر. وانطفأت شمعة من شموع التنوير, عاشت تتعذب وتحترقلكى تضئ للبشرية طريقها إلى الحرية والمساواة والسعادة. وفى عام 1794م, قررتالحكومة الفرنسية نقل رفات روسو فى إحتفال كبير إلى البانثيون حيث كانت رفاتفولتير قد سبقته منذ ثلاثة أعوام.
الكاتبة والاعلامية وفاء الزاغة